شهد الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة مجلس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والوزير الأول الهولندي مارك روته حفل توقيع مذكرة التفاهم حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين تونس والاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس قيس سعيد - في المؤتمر الصحفي عقب توقيع المذكرة "إننا نواجه اليوم مصيرنا معا عاقدين العزم على إزالة تحديات الحاضر، متطلعين إلى مستقبل جديد لتحقيق آمال كل إنسان على وجه الأرض وأحلامه ".
وأضاف أنه من التحديات كذلك ضرورة إيجاد سبل جديدة للتعاون خارج إطار النظام النقدي العالمي الذي تم وضعه إثر الحرب العالمية الثانية، معربا عن ثقته في أن الجميع يتقاسم نفس الشعور المفعم بالمسئولية والتحلي بالشجاعة لمواجهة التحديات متضامنين متساويين، حيث لا أحد يمكنه مفرده مواجهة تلك التحديات حتى وإن تحققت له بعض النتائج.
وأشار إلى أن أفضل ما ورد في هذه المذكرة التي تم توقيعها اليوم هو ضرورة التقارب بين الشعوب، التي تتطلع دائما إلى التآزر، لا إلى عطف يحمل في طيات ترتيبات تفاضلية للدول والشعوب فالدول تريد مساواة فعلية، ولا تريد العطف إن كان هذا العطف بدون احترام.
وقال إن لتونس سيادة عابره للبحار والمحيطات والقارات، وفي هذا الإطار وبالروح التي تجمعنا وبالقيم التي نشترك فيها ونتقاسمها تأتي مذكرة التفاهم، لافتا إلى أن هذه المذكرة يجب أن تكون متبوعة في أقرب الأوقات بجملة من الاتفاقيات الملزمة انطلاقا من المبادئ التي وردت فيها.
وأكد على الحاجة الضرورية إلى اتفاق حول الهجرة غير الإنسانية وحول عملية التهجير التي تقف خلفها شبكات إجرامية، موضحا أن الشعب التونسي قدم لهؤلاء المهاجرين المهجرين كل ما يمكن تقديمه بسخاء غير محدود في حين أن عديد المنظمات التي من المفترض أن تقوم بدورها الإنساني لم تتحرك إلا عن طريق البيانات فقط، لافتا إلى أن هناك مغالطات من أجل التشويه والإساءة إلى تونس وإلى الشعب التونسي.
وتوجه الرئيس التونسي - في ختام كلمته - بالشكر إلى ميلوني لاستجابتها بسرعة فائقه للمبادرة التي تقدمتها تونس لاحتضان مؤتمر في مستوى القمة يجمع كل الدول المعنية بملف الهجرة غير النظامية، خاصة وأن الوضع غير الإنساني، ولا يمكن أن يعالج إلا بالقضاء على الأسباب قبل معالجة النتائج.