انطلقت فعاليات اليوم الأول للأسبوع القرآني في المساجد لبيان بعض أوجه عظمة القرآن الكريم وبيان فضله وبعض وجوه إعجازه، وذلك بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بعنوان "القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين"، حاضر فيه الدكتور جمال فاروق الدقاق والدكتور غانم السعيد عميد كلية اللغة العربية سابقا.
وأكد جمال فاروق الدقاق عميد كلية الدعوة الإسلامية سابقا - في بيان للوزارة اليوم - أن الله أنعم على هذه الأمة وعلى البشرية جمعاء بنعمة هذا الكتاب المبارك، وقد افتتحه الله تعالى بعد فاتحة الكتاب في أول سورة البقرة قائلا "ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" فهدايته خاصة للمتقين، وبه هداية عامة للناس أجمعين، قال تعالى "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"، كما حمد رب العزة (جل وعلا) نفسه على نعمة إنزال الكتاب هداية للبشرية قال تعالى "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا"،
ولهذا وصف الله (تبارك وتعالى) سيدنا محمدا (صلى الله عليه وسلم) بوصف خاص به وهو الرحمة قال تعالى "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، ولم يصف رسوله (صلى الله عليه وسلم) بالحرص إلا في هذا الموضع، وفي قوله تعالى "إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ"، فحرصه (صلى الله عليه وسلم) كان على هداية الأمة والشفقة بها، والرحمة بها.
وأضاف أن الرحمة لم تظهر بكامل معناها وبمقتضى ما فيها من صفات الكمال إلا في هذا العبد المختار سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعندما أنزل رب العزة (جل وعلا) القرآن الكريم آثر أن يصف نفسه بوصفين مشتقين من الرحمة (الرحمن الرحيم)، قال تعالى "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وبدأ بالرحمن ليؤكد أن رحمته سبحانه وسعت الكون كله.
وخلال كلمته أكد الدكتور غانم السعيد عميد كلية اللغة العربية بالأزهر سابقا أن وزارة الأوقاف أحسنت فعلا حين خصصت أسبوعا للقرآن الكريم للرد على المتطاولين على كتاب الله (عز وجل)، فالقرآن الكريم رحمة للعالمين، ومن سار على نهجه بشره الله بالبشريات العظيمة في الدنيا والآخرة، موضحا أن كثيرا من آيات القرآن الكريم تؤكد الرحمة التي جاء بها القرآن الكريم قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"، وأن القرآن الكريم شفاء للصدور تتنزل به الرحمة والسكينة والراحة النفسية والطمأنينة ليسود المجتمع الأمن والأمان والسلام.