الخميس 16 مايو 2024

التنمية المحلية: العلاقات المصرية الكندية تتسم بالقوة والتميز

هشام آمنة

أخبار17-7-2023 | 16:06

دار الهلال

قال وزير التنمية المحلية هشام آمنة، إن التعاون القائم بين مصر ودولة كندا لمساعدة المزارعين والشباب وتمكين المرأة بالريف كبير ومثمر، مشيرًا إلى العلاقات المصرية الكندية الوثيقة التي لطالما اتسمت بالقوة والتميز بكافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

جاء ذلك خلال على هامش توقيع وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط مع السفير الكندي بالقاهرة لويس دوماس اتفاقية منحة بقيمة 10 ملايين دولار كندي؛ لتعزيز جهود الأمن الغذائي ومكافحة التغيرات المناخية من خلال مشروع "تعزيز الزراعة الذكية مناخيًا والتنوع البيولوجي الزراعي لدعم القدرة على التكيف في المجتمعات الريفية الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية في الأراضي القديمة والجديدة بدلتا النيل وصعيد مصر" بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

ومن المقرر أن يتم تنفيذ المشروع بالتعاون بين الجهات الوطنية من بينها وزارات البيئة والزراعة والتنمية المحلية والمجلس القومي للمرأة ومنظمة الأغذية والزراعة "فاو".

ووجه آمنة - خلال حضوره التوقيع - الشكر لوزيرة التعاون الدولي على التعاون الكبير والمثمر بين الوزارتين ودعم وزارة التنمية المحلية والمحافظات في العديد من البرامج والمشروعات. 

وأضاف أن هذا المشروع له أهمية كبيرة في تعزيز مرونة محافظات (أسوان، والبحيرة وكفر الشيخ) من خلال التعاون مع عدد من الوزارات الشريكة على رأسها التعاون الدولي والزراعة والبيئة والمجلس القومي للمرأة وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للزراعة والغذاء.

وأوضح أنه على المستوى المحلي فإن المبادرات المحلية تلعب دورًا رائدًا في التكيف والتصدي لتغيرات المناخ من خلال تضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والاستفادة من التكنولوجيا والابتكار للتصدي لتغير المناخ.

وتابع أن الحكومة المصرية تعمل بتكليفات من الرئيس عبدالفتاح السيسي على تعزيز مبادرات الشراكة والتعاون مع جميع الحكومات شركاء التنمية الدوليين والقطاع الخاص الأجنبي والمصري؛ لدفع التحول الأخضر والتخفيف من إنبعاثات الكربون والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ.

ولفت إلى أن وزارة التنمية المحلية لن تدخر جهدًا في التعاون مع المحافظات؛ لتقديم كل الدعم والتيسيرات الممكنة لتنفيذ هذا المشروع الهام، مؤكدا أن مصر ستبذل كل الجهد للاستمرار لتحقيق أهداف مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

ومن جانبها، أعربت وزيرة التعاون الدولي عن تقديرها للتعاون القائم مع الجانب الكندي لتعزيز جهود التنمية بمختلف المجالات من بينها تمكين المرأة والعمل المناخي، وأهمية الاتفاقية التي تم توقيعها في إطار تنفيذ برنامج (نوفي) والذي يعد محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة.

وقالت إن برنامج (نوفي) يعد منصة جامعة للأطراف ذات الصلة لتحقيق الأهداف الوطنية على مستوى التنمية والعمل المناخي والأهداف العالمية، لافتة إلى أن اتفاقية اليوم تعكس التكامل بين شركاء التنمية الثنائيين والأمم المتحدة باعتبارها واحدة من أكبر المنظمات متعددة الأطراف لدفع جهود التنمية في مصر.

وأضافت أنه من خلال التنسيق المُستمر بين كافة الأطراف ذات الصلة ستتعاون منظمة (فاو) التي لها تاريخ طويل من التعاون في مصر مع الجهات الوطنية من بينها وزارات (البيئة، والزراعة، والتنمية المحلية) والمجلس القومي للمرأة؛ لتنفيذ المشروع الذي يتسق مع طموح مصر المناخي وسعيها لتنفيذ مساهماتها المحددة وطنيًا "NDC" التي أعلنت عنها خلال الشهر الماضي، كما أنها تدعم جهود الدولة لمواجهة تداعيات الأزمة المتواجدة في أوروبا فيما يتعلق بسلاسل التوريد والأمن الغذائي عالميًا.

وتابعت أن الاتفاق الجديد يعزز التعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها التابعة تحت مظلة الإطار الاستراتيجي الجديد (2023 - 2027) الذي تم توقيعه مؤخرًا، لافتة إلى الجهود الجارية لتنفيذ تعهدات برنامج (نوفي) والإعلان عن نتائج مع تحقق مع كافة الشركاء خلال مؤتمر المناخ المقبل (COP28).

وبدوره.. قال السفير الكندي بالقاهرة لويس دوماس إن المشروع يأتي في إطار التعاون القائم بين مصر وكندا، معربًا عن سعادته بالتعاون مع منظمة (فاو)؛ لتحقيق الأهداف والرؤية المشتركة بين البلدين لتحقيق التنمية، والبناء على التعاون المثمر بمجال مواجهة التغيرات المناخية، مثمنًا قيادة مصر ودورها في تنظيم قمة المناخ (COP27).

وأضاف أن المشروع يعزز تحسين حياة المواطنين في المناطق الريفية القديمة والحديثة الأكثر احتياجًا في مصر عن طريق تقليل معدل الفقر وتعزيز الأمن الغذائي من خلال مساعدتهم على تطوير وتنفيذ الممارسات التي تمكنهم من التأقلم مع التغيرات المناخية، والتأكد من أن المشروع يخدم جميع الأشخاص الذين يعتمدون في عملهم على المنتجات الزراعية والأغذية الزراعية بمحافظات (أسوان، والبحيرة وكفر الشيخ).

وأوضح أن المشروع يستمر تنفيذه على مدار 4 سنوات ويحقق عددًا من الأهداف من بينها تعزيز قدرة 4536 مزارعًا على التكيف مع التغيرات المناخية من صغار المزارعين والمزارعات مع تغير المناخ مع زيادة إنتاجهم الزراعي وإنتاجيتهم، من خلال تبني التكنولوجيات والممارسات المُبتكرة والمطورة للزراعة الذكية مناخيًا.

وتابع أن المشروع يهدف أيضًا لتعزيز التنوع البيولوجي للأنظمة الزراعية لأصحاب الحيازات الصغيرة، كاستراتيجية للتكيف مع تغير المناخ مع التركيز على التربة وصحة النبات، وتهيئة بيئة تمكينية لدمج التكيف مع تغير المناخ وتعزيز الزراعة الذكية مناخيا والتكنولوجيات والممارسات المعتمدة على الطبيعة وتعزيز التنوع البيولوجي مع نظم الاغذية الزراعية المحلية؛ ليستفيد منها 144 مجتمعًا ريفيًا على الأقل.

ومن ناحيته، قال المدير الإقليمي لمنظمة (فاو) الدكتور عبدالحكيم الواعر إن تعاون المنظمة مع الجهات المصرية يعد نموذجًا للنجاح يمكن تطبيقه في الدول الأخرى، وسنعمل بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي لاستغلال المحافل الدولية لإبراز قصص النجاح المطبقة في مصر على مستوى تعزيز أهداف التنمية المستدامة من خلال برنامج (نوفي)؛ لإتاحة الفرصة لتكرارها على المستوى الإقليمي.

ومن جهته، أوضح المدير القطري لمنظمة (فاو) نصر الدين حاج الأمين: "تسعى المنظمة دائمًا لتقديم الدعم لمصر من أجل تحقيق التنمية المستدامة ولم تألوا جهدا في تعزيز الفرص نحو ذلك، كما أننا وسعداء بهذا التوقيع".

وأضاف: "لقد كان للحكومة الكندية دور محوري في صياغة المشروع لتعزيز جهود التكيف من خلال دعم صغار المزارعين وتعزيز سلاسل القيمة الغذائية ضمن برنامج (نوفي)، ولقد كانت مصر دائمًا داعمة لجهود منظمة (فاو) عبر احتضانها المكتب الإقليمي الذي أنشئ منذ 70 عامًا والمكتب القطري الذي تم تدشينه منذ عام 1967".

ومن ناحيتها، أعربت المنسق المقيم لمكتب الأمم المتحدة في مصر إيلينا بانوفا عن تقديرها لهذه الشراكة القوية بين مصر وكندا ومنظمة (فاو)، موضحة أنها تسعى لتحقيق العديد من هذه الشراكات لتعزيز جهود التخفيف والتكيف مع تداعيات التغيرات المناخية.