تستقبل الأمة الإسلامية العام الجديد من الهجرة التي تمثل حدثًا تاريخيًا فارقًا في تاريخ الأمة الإسلامية، وهي نقلة انطلقت بموجب الدعوة إلى رحاب واسعة لعلو مكانة الإسلام، وأعلنت دار الإفتاء نتيجة استطلاع هلال شهر محرم لعام 1445هـ وأن غدا الأربعاء هو الأول من محرم 1445.
وتقدمت دار الإفتاء بخالص التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والشعب المصري، وجميع رؤساء الدول العربية والإسلانية وللمسلمين كافة في كل مكان، وتدعو الله أن يعيد على مصر وعليهم باليمن البركات والخير والسلام والأمن.
من معاني الهجرة
نشرت دار الإفتاء على صفحتها على الفيس بوك بعض معاني الهجرة التي تفيد المسلم في حيانه وهي؛ أن يؤدي المسلم عمله على أكمل وجه بإعمال ضميره في مناحي حياته كلها، وأن يهجر المسلم كل ما يؤدي إلى كدر الحياة، وأن يظل ثابتًا على الخلق القويم، فليست الهجرة فقط ترك مكان لمكان ولكن ترك المعاصي والأخلاق الذميمة إلى الطاعة والعمل الصالح.
وتحث الهجرة النبوية الشريفة على الملمين بالأخذ في سُبل الحياة، فعندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الهجرة قال: : «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ» أخرجه مسلم؛ فهجرة المسلمين اليوم يجب أن تكون في ميدان الحياة والعمل، وهو ما يستطيع من خلاله الإنسان المساهمة في رفعة وطنه والبشرية والإنسانية كلها.
وفي الهجرة النبوية تاكيدًا على أهمية حب الأوطان والمحافظة على مكتسباتها، فضلاً عن إعلاء المصلحة العامة وحسن التلطف مع أهلها؛ ولذلك قالوا: "حب الأوطان من الإيمان".
حكم التهنئة برأس السنة الهجرية
يبدأ العام الجديد من الهجرة، تجدد الأيام، وتتداول على الناس، التي يستلزم منهم الشكر عليها، والتهنئة المحببة لقدوم هذه الأيام المباركة عليهم، ما فيه من إحياء ذكرى هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وما فيها من معانٍ سامية وعبر نافعة، وقد حث الشرع على تذكر أيام الله وما فيها من عبر ونعم، كما أنه بداية لعام جديد، وتجدد الأعوام على الناس من نعم الله عليهم التي تستحب التهنئة عليها.
وادعاء بعدم التهنئة في بداية السنة الهجرية هو قول مردود؛ لأن التهنئة لا تقتصر على الأعياد فقط، فالإسلام شرع التنهئة عند حصول النِّعم، وذهاب النِقَم، فضلاً عما في بداية العام من تجدُّد نعمة الحياة على كل إنسان، بالإضافة إلىتكرار بدابة العام ؛ فهي عيدٌ في المعنى، وأهل اللغة يسمون كل ما يعود "عيدًا".
حكم صوم أول محرم
أوضحت دار الإفتاء عن استحباب الصوم في شهر الله المحرم في أوله وفي وسطه وفي آخره؛ لما رواه أبو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ» أخرجه مسلم.
وأشارت عن صيام أيام الـ9و10و11 من شهر المحرم، أن الشرع نَدَبَ المسلمين إلى صيام هذه الأيام؛ لما في ذلك من الثواب العظيم؛ الوارد في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم، وقوله: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» أخرجه مسلم.
أدعية مستحبة في بداية السنة الهجرية :
- اغفر لنا ما مضى من أعمالنا وارحمنا واهدنا وأصلح لنا حالنا، وبارك لنا في أيامنا القادمة
- اللهمّ إنّك عفوّ كريم تُحبّ العفو فاعفُ عنّا، اللهمّ اجعله عامًا مختومًا لنا فيه بالمغفرة والعتق من النّار
- ربي كم من شيء غبت عنه فشهدته، فيسرت فيه المنافع، وحفظت عني فيه الغيبة، ووقيتني فيه بلا علم مني، ولا حول ولا قوة الا بك فلك الحمد على ذلك.
- اللهم إني أسألك الصلاح والفلاح والسداد والرشاد والتوفيق والنجاح، في كل أمرٍ صغيرٍ وكبير.
- اللهم إني أسألك من خير ما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم، واستعيذ بك من شر ما استعاذ به محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ارزق كاتب وقارئ الرسالة ومن ساهم بنشرها مغفرتك بلا عذاب وجنتك بلا حساب ورؤيتك بلا حجاب
- اللهم أنا عبدك ابن عبدك، ناصيتي بيدك، عدل فيا قضائك، أبرئ إليك من ظلم نفسي وقسوتها وألجئ إلى حولك وقوّتك وغناك يا ذا القوة المتين، اكتب لي من الأقدار أحسنها، واجعلني في عين رعايتك يا رحيم
- اللهم إني أسألك التوفيق في الدنيا والفلاح في الآخرة، اللهم وفقني في جميع شؤوني وأصلح حالي وسدد خطاي، اللهمَّ ارزقني توفيقًا من عندك وبارك لي في عملي وفي وقتي واجعل عاقبة أمري خيرًا.
- اللهم أعني على نفسي وارزق نفسي هداها وتقواها وزكها أنت خير من زكاها، اللهم اكتب لي الهدى في جميع أمري واجعلني رحيمًا كريمًا هيّنًا ليّنًا، اللهمَّ أنت الذي خلقتني وأنت أعلم بي من نفسي، أسألك يا إلهي أن تهدني سواء السَّبيل، وأن تُلهمني رشدي.