أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت أهمية مبادرة "بناء القدرات للجامعات في مجال الذكاء الاصطناعي" تتمثل في كونها تتعلق بأحد أبرز تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهو الذكاء الاصطناعي.
وأشار الوزير إلى تقدم مصر 7 مراكز في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن شركة تورتواز ميديا، كما تقدمت 17 مركزًا في المؤشر الخاص بالمهارات المتعلقة بالمجال، لافتًا إلى جهود الدولة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي حيث تم تشكيل مجلس وطني للذكاء الاصطناعي يضم الجهات المعنية بهذه التكنولوجيا، كما تم وضع استراتيجية وطنية خاصة بالمجال.
جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات ختام الدورة الأولى لمبادرة بناء القدرات للجامعات في مجال الذكاء الاصطناعي في مركز إبداع مصر الرقمية (الجيزة) والذي تم تنظيمه بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة Dell Technologies بمصر.
وأوضح أنه تم خلاله بناء قدرات 500 طالب في خمس جامعات وهي (القاهرة، وجامعة عين شمس، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، والجامعة الألمانية بالقاهرة، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري).
وتضمنت فعاليات ختام الدورة الأولى لمبادرة بناء القدرات للجامعات في مجال الذكاء الاصطناعي؛ عقد هاكثون حول تحسين كفاءة المياه في مصر باستخدام الذكاء الاصطناعي بمشاركة 60 طالب يمثلون 10 فرق من الجامعات المشاركة في الدورة الأولى للمبادرة.
وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن المبادرة تجسد التعاون البناء بين عناصر المجتمع المعلوماتي وهى القطاع الحكومي، والمجتمع الأكاديمي، والقطاع الخاص، والشباب المبدع الخلاق؛ مؤكدا أن النجاح في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يبرز في تطويع التكنولوجيا لإحداث آثر ومواجهة التحديات التي تواجه المجتمع في مختلف قطاعاته.
ونوه إلى استمرار الوزارة في إطلاق المزيد من البرامج التدريبية بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية والمؤسسات الأكاديمية لتوسيع قاعدة الكوادر القادرة على تطويع التقنيات المختلفة ومنها الذكاء الاصطناعي لخدمة مختلف قطاعات الدولة، وكذلك التوسع في البرامج التي تستهدف كافة الفئات من طلبة المدارس وطلاب الجامعات والخريجين، وكذلك لتشجيع الشباب من مختلف الخلفيات العلمية للالتحاق بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واتخاذه مسارا مهنيا.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى جهود الوزارة لتشجيع الشباب على الابتكار والفكر الخلاق لتطويع التكنولوجيا لخدمة المجتمع من خلال إنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" لتكون مقصدا لكل شاب لديه فكرة يتطلع لتحويلها إلى شركة؛ موضحا أنه تم البدء بإنشاء 6 مراكز وتم مضاعفة العدد خلال عامين لتصل إلى 12 مركزا؛ مؤكدا أنه سيتم الوصول إلى 20 مركزا في 20 محافظة مع نهاية العام الحالي.
ودعا الدكتور عمرو طلعت الطلاب إلى الاستمرارية في التعلم واكتساب المزيد من المعرفة لكى يستطيعوا مواكبة التطورات التكنولوجية المتلاحقة.
بدورها، أشارت المهندسة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي إلى أن الوزارة حرصت على ألا تقتصر مبادرة بناء القدرات للجامعات في مجال الذكاء الاصطناعي فقط على بناء قدرات الطلاب وإعداد المدربين والأساتذة المشاركين؛ ولكن أن تتضمن أيضا تطبيق عملي لذلك تم الاستعانة بمركز الابتكار التطبيقي لضمان التطبيق على موضوعات مرتبطة باستدامة الموارد وتم اختيار موضوعات حول الحكومة الذكية، والمدن الذكية، والزراعة الذكية، كما تم اختيار موضوع الاستخدام الأمثل للمياه ليكون محور المسابقة التي تم تنظيمها في ختام الدورة الأولى للمبادرة.
وأكد الدكتور أحمد طنطاوي المشرف على مركز الابتكار التطبيقي أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تحرص على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتطبيقها؛ موضحا أهمية ما توفره مبادرة بناء القدرات للجامعات في مجال الذكاء الاصطناعي من ربط العلم بالتطبيق العملي في مشروعات مبتكرة لها عائد إيجابي على المجتمع؛ مشيدا بالمشروعات التي نفذها الطلاب المشاركين بالدورة الأولى للمبادرة.
وأوضح المهندس ماجد محمود نائب الرئيس والمدير العام لمراكز التميز بشركة Dell Technologies أن المبادرة تعد أحد المبادرات الاستراتيجية نظرا لكونها ترتبط بمجال الذكاء الاصطناعي الذي يشهد تطورا سريعا ويزداد تأثيره على مستوى كافة المجالات وبالتالي تبرز أهمية توفير كفاءات في هذا التخصص لمساعدة الشباب في الحصول على فرص عمل متميزة وأيضا على النحو الذي يكون له مردود إيجابي على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات؛ مشيرا إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حددت الموضوعات التي تمثل أولوية للعمل عليها ضمن المبادرة ؛ مضيفا أن الدورة الأولى للمبادرة تضمنت أنشطة لتوجيه الطلاب من خلال خبراء متخصصين لكى يكونوا على دراية بكل التطورات التكنولوجية الحديثة.
هذا وقد قام الدكتور عمرو طلعت بتكريم الفرق الثلاث الفائزة في الهاكثون؛ حيث فاز بالمركز الأول فريق MET من الجامعة الألمانية بالقاهرة عن مشروع تطبيق يستهدف مساعدة الأسر في ترشيد استهلاك المياه، وفاز بالمركز الثاني فريق Smarking من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري عن مشروع يستهدف الكشف عن استهلاك النباتات للمياه، وفاز بالمركز الثالث فريق IET من الجامعة الألمانية بالقاهرة والذي ابتكر تطبيق من أجل تنفيذه في توشكى بهدف التنبؤ باستهلاك المياه للزراعة.
يذكر أنه كان قد تم توقيع خمس اتفاقيات تعاون ثلاثي في ديسمبر 2021 بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من جهة، وشركة Dell Technologies بمصر من جهة ثانية، وكل من (الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري وجامعات: القاهرة، وعين شمس، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، والجامعة الألمانية بالقاهرة) من جهة ثالثة؛ وذلك لبناء القدرات بمجال الذكاء الاصطناعي بهذه الجامعات.
وتم تنفيذ الدورة الأولى لمبادرة بناء القدرات للجامعات في مجال الذكاء الاصطناعي على مدار عام دراسي كامل وضمت 5 محاور هي: إعداد 3 مناهج دراسية في مجالات جمع وعلم وهندسة البيانات، وتدريب 35 أستاذًا ومدربًا على هذه المناهج، وتنظيم عدة ورش عمل لتدريب وتوجيه المدربين والطلاب؛ إضافة إلى تدريس هذه المناهج للطلبة وتدريبهم على المناهج وعدد من الموضوعات التي تم اختيارها من قبل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهى الحكومة الذكية، والزراعة الذكية، والمدن الذكية؛ فضلا عن تمكين الطلاب من استخدام الحوسبة عالية الأداء HPC في مركز الابتكار التطبيقي، وقام الطلاب بتنفيذ 67 مشروعًا.