أصدر الملتقى العلمي الدولي "الثقافة والفنون ودورهما في مكافحة الجريمة والتطرف"، الذي عقدته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بشراكة مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، عددا من التوصيات المهمة في ختام أعماله، التي شهدت طرح رؤى وأفكار ابتكارية ونقاشات ثرية لنخبة من المسؤولين والخبراء في مجالات القضاء والأمن والثقافة والفنون.
وتضمنت توصيات الملتقى، التي تم الإعلان عنها في ختام أعماله اليوم الثلاثاء (18 يوليو 2023)، تجديد الدعوة إلى وضع تعريف جامع للتطرف ليتسنى التعامل وفقا له بمنظور العدالة والإنصاف، وتجديد الدعوة للمثقفين للإسهام الايجابي الفعال في إثراء "حوار الثقافة والفنون إزاء الجريمة والتطرف"، وتعزيز أدوار المقاربة الاجتماعية الاقتصادية الثقافية في استراتيجية مكافحة التطرف والإرهاب، والنص على أن تكون مواد التكوين الإبداعي مواد أساسية جاذبة في سلك الدراسة قبل الجامعية.
كما تضمنت التوصيات إيلاء الناشئة اهتماما يماثل شراسة التحديات الماثلة على المستوى العالمي، وإنشاء مراكز مناطقية تهتم بتقديم خدمات الثقافة والفنون، ودعم الانضمام إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة بمكافحة الجريمة والتطرف، وضرورة تكثيف الاعتناء الرسمي حيال كل ما يعرض من أعمال ورؤى فنية عبر الرسائل السمعية والمرئية لرصد كل ما يخالف القيم الدينية والاجتماعية.
وثمن المشاركون بالملتقى مبادرة منظمة الإيسيسكو لإنشاء كرسي علمي للمقاربات الثقافية في مواجهة الجريمة والتطرف، وذلك بتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية.
كان اليوم الثاني من الملتقى قد شهد انعقاد خمس جلسات، ناقشت الأولى: الثقافة والفنون قوة ناعمة دائمة للتعايش بين الحضارات والشعوب، والثانية: أهمية المحتويات الثقافية والفنية في مكافحة ومواجهة التطرف، وتطرقت الثالثة إلى: أهمية دعم التعايش بين الأفراد والشعوب والحضارات في مكافحة التطرف، فيما تحدث المشاركون في الجلسة الرابعة عن أثر بعض الممارسات الثقافية والفنية في مكافحة التطرف والجريمة، وحملت الجلسة الخامسة عنوان: أنواع بعض الممارسات الفضلى للمؤسسات الثقافية والفنية في مكافحة التطرف والجريمة.
وفي ختام الملتقى ألقى الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، كلمة وجه خلالها الشكر إلى جميع المشاركين على إسهاماتهم المقدرة خلال الجلسات والنقاشات، مؤكدا أنها ستكون محل اهتمام اللجنة العلمية المشرفة على تنظيم الملتقى في التقرير الختامي.
ونوه المدير العام للإيسيسكو بالشراكة المتميزة التي تجمع بين المنظمة وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، معبرا عن تقديره للمسؤولين عن الجامعة، واعتزازه بهذه الشراكة.