كشفت وثائق حكومية بريطانية رفعت عنها السرية أن رئيس الوزراء الأسبق توني بلير قد حذر من احتمال وقوع هجوم إرهابي على المملكة المتحدة "أكثر ترويعا" من هجمات 11 سبتمبر.
ووفقا للوثائق فإنه بعد أيام من الهجمات عام 2001، أبلغ رئيس الوزراء آنذاك بمخاطر أسلحة الدمار الشامل. وقال وزير الدفاع السابق السير جون ستانلي في الرسالة إنه شبه متأكد من أن الإرهابيين سيحصلون على قنبلة من هذا النوع.
وبينت الوثائق أن بلير تلقى في وقت سابق تحذيرا صارخا بشأن التهديد الإرهابي للمملكة المتحدة، موضحة أن ستانلي قال في حديث خاص لرئيس الوزراء في الأيام التي أعقبت الهجمات إنه "ليس من مصلحة الأمن القومي" وضع بعض النقاط التي يريد طرحها في المجال العام.
وحث ستانلي الحكومة على وضع سياسات الأمن والدفاع المدني والاستخبارات على افتراض أن "هجوما إرهابيا بأسلحة الدمار الشامل سينفذ على واحد أو أكثر من المراكز السكانية في المملكة المتحدة"، مشددا على أنه "يجب تخصيص المزيد من الأموال للاستخبارات الوطنية، ويجب إعادة بناء أنظمة الدفاع المدني للتعامل مع عواقب هجوم بأسلحة الدمار الشامل. كما يجب توفير اللقاحات والإمدادات المضادة للإشعاع لزيادة فرص البقاء على قيد الحياة في حالة التعرض لهجوم كيماوي بيولوجي أو نووي".
وأضاف: "يجب أن تكون هناك مراقبة أوثق بكثير ويسهل احتجاز الإرهابيين المشتبه بهم في المملكة المتحدة، ويجب أن تتمتع الحكومة بصلاحيات تحديد التدابير الأمنية للبناء في الملكية الخاصة والعامة
ورد بلير بالقول إنه أمر بإجراء مراجعات لإجراءات مكافحة الإرهاب فور وقوع الهجوم، مبينا أن "تطوير وإدخال أنظمة جديدة سيستغرق بعض الوقت ولكن سيتم إدخالها في أسرع وقت ممكن".
وقال إن "التهديد الأكبر لا يزال من الهجمات التقليدية وليس أسلحة الدمار الشامل".
كما كشفت الوثائق كيف كتبت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارجريت تاتشر إلى بلير للإشادة بـ"تصميمه" في أعقاب الهجمات التي قتل فيها ما يقرب من 3000 شخص، وقالت إن بلير أظهر أن بريطانيا كانت "مدافعة قوية عن الحرية" و "حليف مخلص لأمريكا"، وأن "هذه هي أفضل سمعة يمكن أن تتمتع بها بلادنا".