الأحد 28 ابريل 2024

الصحافة الإلكترونية وقضايا الأمن القومي المصري (2)


د. شريف درويش اللبان

مقالات24-7-2023 | 17:36

د. شريف درويش اللبان

تعرض الباحث محمد صلاح الغريب في رسالته التي تم إعدادها تحت إشراف د. نجوى كامل أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة وشاركتُ في مناقشتها مؤخرًا لمعالجة الصحافة الإلكترونية المصرية لقضية الأمن الصحي وخاصةً أثناء أزمة وباء كورونا، وقضية تأمين الحدود الغربية مع ليبيا، وقضية الحرب على الإرهاب.

أولًا: قضية الأمن الصحي "فيروس كورونا"

لاحظ الباحث تشابه التغطية الصحفية لقضية الأمن الصحي مع بقية قضايا الدراسة، مع تكرار نفس الأخطاء التي يقع فيها المحررين بنفس الطريقة والمنهجية، مما يدفع الباحث الى الاعتقاد الى أنها نتيجة مشاكل في آلية العمل.

ظهر التكرار الذي عانت منه تغطية الأمن المائي خلال تغطية قضية الأمن الصحي حيث لاحظ الباحث تكرار نفس المواد المنشورة تحت عناوين مختلف ومن النماذج غير المبررة في هذه التغطية نشر موضوع واحد وهو عبارة عن تصرح لمتخصص في علم المناعة خلال احد البرامج حول الموجة الرابعة لفيروس كورونا 3 مرات في يوم واحد لثلاثة من المحررين في بوابة المصري اليوم حيث نشر يوم 2 سبتمبر الساعة 10:16  تحت عنوان " أستاذ مناعة عن الموجة الرابعة لكورونا: نتوقع الأسوأ والذروة في هذا الموعد (فيديو)"، ثم نشر الساعة 10:37 تحت عنوان " أستاذ مناعة: الفيروسات تتحور مليار مرة في اليوم .. ونتوقع الأسوأ"، ثم نشر الساعة 12:14 تحت عنوان "أستاذ مناعة: الفيروسات تتحور مليار مرة في اليوم ونتوقع الأسوأ"، وما يستدعي التأمل حقا أن كاتب الخبر هو الوحيد الجديد في هذا الخبر حيث أن نص الخبر واحد والعناوين متشابه الى حد بعيد ووقت النشر متقارب وهذه ليست الواقعة الوحيدة.

تمتاز تغطية الأمن الصحي عن بقية قضايا الأمن القومي الخاصة بالدراسة أنها تضمنت تقارير تستهدف رفع وعي أفراد المجتمع بالنواحي الإدارية الخاصة باستخراج شهادة التطعيم وكذلك طرق الوصول الى اللقاح وأيضا التوعية بالجانب الصحي مثل مسببات الإصابة والأعراض وكذلك طرق الوقاية والعلاج، وهو ما لم تتضمنه تغطية القضايا الأخرى حيث تم إهمال جانب التوعية وبيان التأثيرات على المستوى الفردي والجماعي.

يمكن تقسيم التغطية الى ثلاثة أقسام رئيسية تميزها وهي: البيان اليومي الذي يوضح أعداد الإصابات والوفيات وأعداد المتعافين، الجهود التي تبذلها وزارة الصحة بالتعاون مع العديد من مؤسسات الدولة لتطعيم أفراد المجتمع، جهود توفير اللقاحات.

اتسمت التغطية بالنقل عن وسائل الإعلام الأخرى وخصوصا برامج الـ "توك شو"، وتشابه موقعا الدراسة في تناول المواد الخبرية المتعلقة بقضية تأمين الحدود الغربية حيث اعتمدت على شكلي الخبر والتقرير بشكل أساسي.

ثانيًا: قضية تأمين الحدود الغربية "المصرية الليبية"

ركز الخطاب السياسي المصري في تناوله لقضية ليبيا على ضرورة خروج جميع المرتزقة من ليبيا وإجراء الانتخابات في موعدها دون تأخير من أجل بناء مؤسسات الدولة الليبية.

ظلت القضية الليبية بندا مهما على أجندة الرئيس السيسي في جولاته الخارجية وكذلك عند استقباله لرؤساء الدول والمنظمات الدولية وكذلك خلال خطاباته أمام المحافل الدولية، فعلى سبيل المثال، ما نشرته بوابة الأخبار يوم 27 أكتوبر 2021 تحت عنوان " السيسي ونظيره الروماني يشددان على الالتزام بمقررات الأمم المتحدة بسحب المرتزقة من ليبيا"، وكذلك ما نشرته بوابة المصري اليوم في 12 نوفمبر 2021 تحت عنوان " السيسي من مؤتمر باريس: مصر سند وقوة للشعب الليبي".

وجاء خطاب الخارجية المصرية مكملا لخطاب القيادة السياسية حيث حافظت على ثوابت الخطاب المصري الرافض لأشكال التواجد الأجنبي في ليبيا وساعيا لإيجاد أرضية مشتركة بين جميع الفرقاء الليبيين من أجل الخروج من الأزمة، فعلى سبيل المثال ما نشرته بوابة المصري اليوم في 21 أكتوبر 2021 نص كلمة وزير الخارجية أمام مؤتمر "دعم استقرار ليبيا" في طرابلس.. شكري: لا مجال للحديث عن تحقيق استقرار ليبيا إلا بانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين بدون استثناء".

وتضمنت تغطية قضية تأمين الحدود الغربية نشر موضوعات عن نجاح أمني مصري بالتعاون مع المؤسسات الليبية في إلقاء القبض على قادة ما يعرف بــ"خلية المرابطين" وهم هشام العشماوي وبهاء كشك، ونقلهم الى مصر ومحاكمتهم وتنفيذ أحكام الإعدام بحقهم، وهو ما نشرته بوابة المصري اليوم في 25 أكتوبر 2021 تحت عنوان " بعد الحكم عليه بالإعدام.. من هو بهاء كشك الذارع اليمنى لهشام عشماوي؟"، وأيضا ما نشرته بوابة أخبار اليوم في 25 أكتوبر 2021 تحت عنوان "الجنايات تدرج حارس "هشام عشماوي و 2 آخرين على قوائم الإرهاب".

هناك تشابه ربما يصل حد التطابق في التغطية لهذه القضية في موقعي الدراسة ربما يعود الى طبيعتها التي تعكس السياسة الخارجية للدولة تجاه هذه القضية وأيضا كونها من قضايا الأمن القومي متعددة الأطراف.

ثالثًا: قضية الحرب على الإرهاب

ركزت التغطية على الأخبار والمعلومات التي تعلن عنها وزارة الدفاع حول العمليات العسكرية في ربوع مصر خصوصا العمليات في سيناء والتي تستهدف الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.

رصد الباحث ضمن التغطية جهود كبيرة لوزارة الخارجية يهدف الى بيان حجم الجهود والتضحيات التي تقدمها الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة وقوات الشرطة في مجال الحرب الإرهاب وذلك من خلال إصدار التقارير الوطنية فعلى سبيل المثال ما نشرته بوابة أخبار اليوم في 2 أغسطس 2021 تحت عنوان" الخارجية تطلق التقرير الوطني حول مكافحة الارهاب لعام 2021".

ركز الخطاب المصري الرسمي على أن الدولة تواجه الجماعات الإرهابية بسلاح التنمية الشاملة من خلال إحداث طفرة في الأماكن التي تتمركز فيها الجماعات الإرهابية وعلى رأسها سيناء فعلى سبيل المثال ما نشرته بوابة أخبار اليوم في 2 أغسطس تحت عنوان "خبراء: مصر واجهت الإرهاب بمنظومة بناء متكاملة وغير مسبوقة"، وما نشرته أيضا في 14 سبتمبر تحت عنوان" السيسي: مصر حاربت في مجال التنمية بالتزامن مع مقاومة الإرهاب".

أظهرت التغطية في جانب منها الدور الذي تقوم به مؤسسات الدولة لمواجهة الأفكار المتطرفة بالتعاون مع المؤسسات الدولية فعلى سبيل المثال ما نشرته بوابة أخبار اليوم في 8 سبتمبر تحت عنوان " الأوقاف: التعاون مع الأمم المتحدة في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف".

لاحظ الباحث قلة المواد الإخبارية التي تستهدف التوعية وتحصين المجتمع ضد الأفكار المتطرفة ضمن التغطية لهذه القضية، فضلا عن قلة المواد التي تتناول قضية الإرهاب بشكل عام.

لاحظ الباحث تكرار نشر الموضوعات بشكل غير مبرر ضمن التغطية فعلى سبيل المثال  ما نشرته بوابة أخبار اليوم في 2 أغسطس 2021 تحت عنوان "الخارجية تطلق التقرير الوطني لمصر حول مكافحة الارهاب لعام 2021" ونشر الساعة 4 مساءً ومصدره وكالات، ثم أعيد نشره بعد 25 دقيقة ومصدره فاطمة بدوي تحت عنوان "الخارجية تطلق التقرير الوطني حول مكافحة الارهاب لعام 2021" دون تغيير يذكر.

ونستكمل عرض الدراسة في المقال التالي بإذن الله.

د. شريف درويش اللبان

 

 

 

 

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa