السبت 4 مايو 2024

تفهم مغربي

مقالات25-7-2023 | 05:25

أبدى المغاربة تفهمهم لتواضع المنتخب النسوي المغربي في أولى مبارياته في نهائيات كأس العالم.

ويؤكد الوعي الذي أبانت عنه الغالبية العظمى للعارفين بخبايا كرة القدم النسوية على الصعيد الدولي أنهم توقعوا الهزيمة، لكن الحصة《6 _ 0》كانت مؤلمة.

ولأن المنتخب الألماني لذغ من قبل المنتخب الزامبي في مباراة إعدادية، وانهزم بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بعد أن أنهى الشوط الأول متقدما بهدفين لصفر، فإنه استحضر ذلك الحادث خلال مواجهته للمنتخب المغربي، خصوصا بعد تقدمه في الشوط الأول بحصة مماثلة.

كان من نتائج الاستحضار المبادرة نحو الهجوم ومضاعفة الغلة، بغية تأمين الفوز، وتأتى له ما أراد. وتعبر النتيجة بجلاء عن اكتساح الألمانيات بالطول والعرض، ما حال دون حدوث المفاجأة.

قلت بالأمس نحن مع لاعبات المنتخب المغربي، وإننا لا نطالبهن بالكثير ولا نضغط عليهن، لكن لم نتوقع أن يتركن لوحدهن في مواجهة المنتخب الألماني. لاحظنا أن المدرب الفرنسي بيدروس كان الحاضر الغائب، ولم يبد ردة فعل في نسخة كربونية لما كان يفعله في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي أقيمت في المغرب وظفر بها منتخب جنوب إفريقيا.

كانت الخسائر أقل لأن اللعب في المغرب والحضور الكبيرين من قبل الجماهير لعب دورا في تفوق اللاعبات على أنفسهن.

آنذاك كان المدرب يتفوق على نفسه، وينهض لتحفيز اللاعبات، وساد الاعتقاد أنه ليس المدرب الذي يمكن أن نحلم معه بالكثير.

انتهت المنافسة القارية، وظل الجميع يترقب المشاركة في نهائيات كأس العالم، ولم يلتفت أحد للمدرب الذي أبدى عجزه في حل مشكلة العقم التهديفي، لأن المنتخب المغربي خاض باحتساب مباراة أمس أربع مباريات ولم يحرز أي هدف.

التعامل بليونة من المدرب الفرنسي يتناقض مع الموقف من المدرب المغربي الشرعي، الذي فاز بكأس إفريقيا لأقل من 23 عاما بعد ضمان التأهل لأولمبياد فرنسا، ومع ذلك هناك من طالب برأسه، لأنه مغمور وكان يشغل مهمة مدرب مساعد في عدد من الفرق.

يقولون إنه لا يستحق حضور الأولمبياد، ويضغطون لتعيين بديل له، في حين لا يناقشون بيدروس.

لا شك أن اللاعبات تأثرن اليوم بفارق التجربة بين المنتخبين المغربي والألماني، لكن الحصة فيها نظر.

أمامنا مباراتان ضد كويا الجنوبية وكولومبيا، وتشكلان فرصة لتدارك ما فات، ولعل النسيان أكبر سلاح للعودة إلى سابق العهد والتنافس بقوة حول المركز الثاني أو للخروج بأقل الأضرار. 

الجمهور المغربي يتفهم الوضع، ولن يلومكن، وسيكون معكن في كل الأحوال. لن يطالب ببيضة الديك وقد أبان عن تفهمه، رغم مرارة الهزيمة في المباراة الأولى ضد الألمانيات بطلات العالم مرتين.

Dr.Randa
Dr.Radwa