أوقات قليلة تفصلنا عن نتيجة الثانوية العامة، والتي تعد المرحلة المصيرية في حياة كل طالب وطالبة، ولكن كيف تتعامل الأم في حال لم يوفق ابنها ولم يحصل على المجموع المنشود، ويضيع أمل الالتحاق بالكلية التي يحلم بها، هل يعاقب على التقصير أم أن هناك طرق للتعامل معه دون أن يتأثر نفسياً....
ومن جهتها أكدت الدكتورة إيمان ممتاز استشاري الصحة النفسية، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن الثانوية العامة مازالت تمثل الموضوع الشائك والقضية الكبرى في معظم البيوت المصرية، وبالرغم من التغييرات التي طرأت على الأنظمة التعليمية، إلا أن الكثير من الأسر تنتظر النتيجة قبل ابنائها كي تحدد المسار القادم عليها، ويبدأ الصراع الدائم والعنصري ما بين كليات القمة وكليات القاع، ولذلك لابد من توعية الأهالي ببعض النصائح التي عليهم اتباعها في حالة عدم توفيق ابنهم في الحصول على المجموع المطلوب، ومنها ما يلي:
- لابد على الوالدين أن يقدموا التهاني لابنائهم مهما كانت النتيجة، لأن المباركة تكون على اجتيازهم لمرحلة وانتقالهم لاخرى.
- في حالة أن النتيجة كانت مخيبة للأمال، فعلى الأسرة أن تتساءل هل الأبن كان مجتهد من البداية وحدث له بعض الاخفاقات، أم ان تلك النتيجة متوقعه نظراً لمستواه في التحصيل الدراسي.
- في حالة توفير الأسرة جميع الاحتياجات العاطفية والمادية لطفلهم طوال العام، لابد من أخذ إجراء معه، نظراً لاستهتاره، وذلك حتى يتحمل نتيجة أخطائه.
- أن يتأكد الوالدين أن إبنهم لا يعاني من مشكلة نفسية.
- يجب أن يجلس الوالدين مع ابنهم، ويقروا أن ما حدث أضاع حلم كلية محددة، ولكن هناك مجالات جديدة ومختلفة، من الممكن ان ينظر إليها ونرى مدى توافقها مع إمكانياته العقلية والفكرية، كي حقق من خلالها الأحلام المستقبلية.
- أن يترك للابن حرية اختيار الكلية التي يجد فيها النجاح في المستقبل، دون ضغط عليه أو تدخل في اختياراته لأنه وصل الي مرحلة بر الأمان.
- أن نستثمر وقت الابن أو الابنه في تكثيف الدورات التعليمية واللغات التي ستؤهلهم الي سوق العمل.
- يجب على الأب والأم أن يبتعدوا عن فكرة دخول إبنهم نفس الكليات التي لم يوفقوا في الحصول على نتيجتها، بدخولهم إياها لكن من خلال الجامعات الأهلية والخاصة وبمبالغ عالية، كي يحصلوا على لقب تخرجهم من إحدى كليات القمة فقط، دون النظر لمستوى فكر وعقلية ذويهم.
- أن تبتعد الأسرة عن المقارنات مع أولاد العائلة، والخوف من نظرة الاخرين.
وأضافت استشاري الصحة النفسية، أنه هناك ثلاث معايير يجب التركيز عليها مسبقاً قبل إلتحاق أبنائنا في الثانوية العامة، وهي الأسرة والابن أو الابنة ومن يقوم بتعليمه المواد الدراسية، وأن يقوم الوالدين بالجلوس مع أبنائهم ومعرفة هدفهم من البداية، وميولهم دون ضغط عليهم في الالتحاق بتخصص علمي وهو يميل للأدبي، أو تنفيذ أحلام الأب والأم التي لم يوفقوا في تحقيقها، وأن يدرك الأبوين جيداً أن الفكر المتماشي حالياً في التخصصات بالجامعات قائم على الذكاء الاصطناعي والتكونولوجيا وغيره من المجالات الحديثة، لذلك لابد أن نبتعد عن الضغط على أولادنا ونلحقهم بالدروس الخصوصية قبل العام الدراسي بفترة طويلة، ونبتعد عن الضرب والعقاب والحرمان من الترفيه وممارسة الرياضة، من أجل الحصول على مجموع كبير في الثانوية العامة، لأن تلك الطريقة تؤثر بالسلب على عقلية ونفسية الطالب وتجعله أكثر يأساً وهبوطاً.