سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الخميس، الضوء على عدد من القضايا التي تهم المواطن المصري والعربي، على رأسها القمة الروسية الإفريقية بسان بطرسبرج، واجتماع قوى الحرية والتغيير السودانية بالقاهرة.
فتحت عنوان "القمة الروسية-الأفريقية.. وعبقرية التوازن"، قال رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" الكاتب عبدالرازق توفيق في عموده "طاب صباحكم" إن مشاركة الرئيس السيسي في القمة "الروسية – الأفريقية" الثانية التي تعقد اليوم في مدينة سان بطرسبرج تأتي في إطار العلاقات المتميزة والتاريخية التي تربط بين القارة الأفريقية وروسيا وأيضاً العلاقات والشراكة الإستراتيجية بين القاهرة وموسكو وما يربط البلدين من علاقات تاريخية متميزة تستند على مواقف ومصالح مشتركة تعود جذورها إلى ٨٠ عاماً هي عمر العلاقات المصرية - الروسية والتي عادت لقوتها وتوهجها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي.. ترتكز على المصالح المشتركة وتبادل المنافع بما يحقق أهداف وتطلعات الشعبين الصديقين.. وشراكة إستراتيجية تسير في الاتجاه الصحيح في كافة المجالات.
وأكد توفيق أن القمة الروسية الأفريقية الأولى التي عقدت في مدينة سوتشى الروسية.. كانت خلال تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي.. ودشنت صفحة جديدة من العلاقات بين القارة السمراء وموسكو في إطار تبادل المصالح.. وتحقيق أكبر العوائد والاستفادة من إمكانيات وقدرات الدب الروسي في تعاون مشترك يفضي إلى تحقيق أهداف الدول الأفريقية في استثمار موارد وثروات هائلة وتوفير الإمكانيات والقدرات التكنولوجية المتقدمة والتدريب والتأهيل .. مشيرا إلى أن الفضل في عقد قمم أفريقية مع القوى الكبرى والمتقدمة في العالم يعود إلى مصر بقيادة الرئيس السيسي في إطار سعيها الدائم لوضع القارة الأفريقية على خارطة البناء والتنمية المستدامة وإيجاد حلول للأزمات والتحديات الأفريقية وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام بين دولها وأيضا الاستغلال الأمثل والاستثمار لثروات وموارد الدول الأفريقية.
وأوضح الكاتب أن القمة الروسية الأفريقية الثانية في سان بطرسبرج تأتي في ظروف دولية بالغة التعقيد.. حيث مازالت تخيم تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية على دول العالم خاصة الدول النامية.. وفى القلب منها الدول الأفريقية.. التي تحتاج إلى إيجاد حلول لتداعيات هذه الأزمات الدولية وتخفيف حدتها في ظل حالة التعقيد.. وأيضا انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب واستمرار التعقيد بين الجانبين حتى أصبح الجميع على قناعة انه ليس هناك بوادر في الأفق لانتهاء هذه الأزمة.. لذلك تتحرك الدول الأفريقية برؤية مصرية عبر مسارات دولية مختلفة ومتنوعة.. في إطار من الحفاظ على العلاقات المتوازنة مع الجميع.
واختتم الكاتب مقاله قائلا إن "العلاقات المصرية - الروسية هي علاقات تاريخية متميزة تستند إلى مواقف تاريخية مضيئة وإلى حاضر يرتكز على شراكة إستراتيجية ومواقف مازالت في وجدان وذاكرة المصريين.. فروسيا التي تشهد علاقاتها بمصر تعاونا مثمراً وإستراتيجيا في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة سواء اقتصاديا واستثماريا.. فروسيا لها منطقة صناعية كبرى في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس ثم محطة الضبعة النووية للأغراض السلمية ثم تطوير السكة الحديد.. ثم مساهمات في مجال السياحة وهناك علاقات في مختلف المجالات... سواء الأمنية أو العسكرية في إطار الرؤية المصرية للتطوير والتحديث وامتلاك القوة والقدرة وأيضا بالتعاون مع جميع الدول الكبرى المتقدمة مثل الولايات المتحدة والصين و ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمجر واليونان وقبرص والهند.. لذلك مصر دولة عظيمة تبحث عن مصالحها وتحقيق غاياتها في إطار الاحترام المتبادل مع الجميع وهو أمر ثابت لا يتغير.. ومبدأ راسخ لذلك فإن عبقرية التوازن في العلاقات الدولية.. جعلت مصر نموذجاً ملهما واستثنائيا بفضل رؤية وحكمة الرئيس السيسي".
وفي عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات تحت عنوان "مصر .. وأفريقيا وروسيا"، إن مدينة سان بطرسبورج الروسية تشهد اليوم وغداً أحداثا ووقائع مهمة، وذات أثر كبير على مسار العلاقات والتعاون المشترك بين روسيا والقارة الأفريقية في شتى المجالات وخاصة الاقتصادية .. مشيرا إلى أن المدينة التاريخية الروسية تعقد أعمال القمة الروسية الأفريقية الثانية، والمنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الأفريقي، بحضور ومشاركة الرئيس السيسي وعدد كبير من الرؤساء والقادة للدول الأفريقية، والرئيس الروسي بوتين وكبار المسئولين الروس.
وأشار بركات إلى أن انطلاق أعمال وفاعليات المنتدى الروسي الإفريقي وانعقاد القمة اليوم، يأتي كخطوة بالغة الأهمية مكملة للخطوات التي تمت في عام ٢٠١٩ في القمة الأولى والمنتدى الأول، الذي تم انعقادها خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، في إطار السعي المصري الجاد والفاعل لدعم وتوثيق العلاقات الأفريقية مع جميع الدول والتكتلات القوية في العالم شرقاً وغرباً.
وأوضح أنه من المقرر أن تبحث القمة الروسية الإفريقية عدداً من الملفات والقضايا المهمة على رأسها ملف الأمن الغذائي وأزمة الحبوب وأمن الطاقة ونقل التكنولوجيا، والتعاون الروسي الإفريقي في المجالات الاقتصادية والتجارية بصفة عامة، لافتا إلى أن القمة تبدأ اليوم وسط تطورات ساخنة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها المهمة وتأثيرها البالغ على الأزمة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على القارة الأفريقية.
وأكد محمد بركات أن هناك علاقات صداقة مصرية روسية متينة ومتطورة في جميع المجالات، وبينهما تعاون مشترك على جميع المستويات الاقتصادية والتجارية والسياسية والأمنية.
وفي عموده "صندوق الأفكار" وتحت عنوان "الحرية والتغيير في القاهرة"، قال رئيس مجلس إدارة صحيفة (الأهرام) الكاتب عبدالمحسن سلامة إن القاهرة استضافت بخطوات محسوبة، ومدروسة جيدا، وعمل منظم، ودقيق، قوى إعلان الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، التي شارك فيها ٤٥ من قادة القوى السياسية المدنية السودانية بهدف تنسيق المواقف، وإنهاء الحرب، والاقتتال الدائر الآن في السودان.
وأشار سلامة إلى أن استضافة مصر لهذا المؤتمر تؤكد قوة العلاقات المصرية - السودانية على كل المستويات والأصعدة، سواء مع القوى المدنية أو القوى المتصارعة هناك.
وأضاف أن أكثر من 100 يوم مرت على تفجر الأوضاع في السودان، سقط خلالها ما يقرب من ٤٠٠٠ قتيل، وهناك تقارير تشير إلى أن عدد الضحايا أكبر من ذلك بكثير، بالإضافة إلى حالة «الخراب»، و«الدمار»، و«الفوضى» التي خيمت على السودان، وأفقرت الشعب السوداني، وحطمت طموحاته، ودمرت مؤسساته.
واختتم رئيس مجلس إدارة "الأهرام" مقاله قائلا إن هذه الاجتماعات، وقبلها قمة دول الجوار، تؤكد إصرار القاهرة على حل الأزمة السودانية، ورغبتها الصادقة في ذلك، والتفاف كل أطياف القوى السودانية (العسكرية والمدنية) حول الدور المصري الداعم للسودان ووحدته، واستقراره، والرفض المطلق لتدخل القوى الأجنبية، واعتباره مساسا خطيرا بسيادة السودان.