أكد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، الدكتور سامي الشريف، على أهمية البحث عن كل السبل التي تكفل نشر ثقافة التسامح والوئام بين مختلف الشعوب من أصحاب الشرائع الدينية على اختلافها، كما ينبغي نبذ كل محاولات التشويه والازدراء الذي يقوم به البعض من دول وجماعات وأفراد في حق من يختلف معهم في الرؤى والتوجه، وذلك في ضوء ما يمر به عالمنا من تطورات وأحداث وما يموج به من عمليات الإرهاب والترويع التي يتستر من يقومون بها خلف عباءة الدين.
وأوضح الشريف - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن وسائل الإعلام في مقدمة المؤسسات التي يمكنها النهوض بهذا العمل فهي القادرة على تشكيل الآراء والاتجاهات وتوجيه الرأي العام العالمي، ومن ثم فإن تلك الوسائل مطالبة بنشر أسس الدين الوسطي السمح الذي يرفض كل أنواع الإرهاب ومصادرة الرأي الآخر، انطلاقًا من أن الاختلاف سنة كونية يجب على الجميع احترامها والعمل من خلالها.
ولفت إلى أنه على تلك الوسائل نشر القيم الإنسانية والمشتركات بين مختلف الشرائع لتكون ثقافة مجتمعية سائدة، فليس هناك دين يدعو إلى العنف والإرهاب بل إن الدين الإسلامي جاء للناس كافة ولم يجبر أحدًا على اتباعه أو الإيمان بنبيه وتعاليمه، فقد جعل الله عز وجل الإيمان اختيارًا مناطًا بكل إنسان وفق إرادته وقناعاته، موضحًا أن القرآن الكريم أشار لذلك في أكثر من آية.
ولفت إلى أن الملتقى العلمي الذي يعقد برعاية رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع اتحاد الجامعات العربية يأتي تأكيدًا للدعوة التي أطلقها الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، وأمين عام رابطة العالم الإسلامي من منبر الأمم المتحدة تحت عنوان "جسور التعاون بين الشرق والغرب" والتي أكد خلالها ضرورة نبذ نظرية صراع الحضارات التي نادى بها بعض فلاسفة الغرب وجعلوها أمرًا حتميًا والأخذ بنظرية أجدى وهي تكامل الحضارات والتسليم بمبدأ الاختلاف مع حق الجميع في التعبير عن أفكاره وآرائه دون مصادرة او إقصاء للآراء المخالفة معه.
وقال الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية إن العالم يتسع ويحتاج لكل الرؤى التي تسعى لنشر السلام والتبشير بثقافة حسن الاختلاف، معربًا عن أمله أن تدركه كل القوى العالمية في مختلف بلدان العالم.
وأكد أن التطرف والإرهاب يحتاجان وقفة متأنية وعاقلة من جانب الحكماء من كل الحضارات والشرائع والملل؛ للبحث عن أفضل الطرق لإقامة عالم يحترم كل الآراء ويحمي ويصون كل أتباع الشرائع الدينية على اختلافنا.