التهاب الكبد الفيروسي هو مرض معدٍ يؤثر بشكل رئيسي على الكبد، وهو في المرتبة الـ7 من الأسباب الرئيسية للوفيات في جميع أنحاء العالم، وهو المرض المعدي الوحيد الذي تتزاد أعداد وفياته يوم بعد الآخر، وهناك 5 فيروسات رئيسة لالتهاب الكبد الفيروسي (A, B , C ,D ,E).
أسباب انتقال فيروس سي
يتنقل المرض خلال اختلاط الدم بسبب حقن العقاقير والمعدات غير معقمة، ويُعد التهاب الكبد سي من أكثر الأمراض انتقالًا بين الأشخاص الذين تشاركوا الإبر غير المعقمة لحقن العقاقير غير الشرعية.
كانت مصر من الدول الأفريقية ذات معدلات الإصابة المرتفعة جدًا بنسبة 22% من عدد الإصابات حول العالم، وتسبب تفشي المرض لمشاكل كبيرة، وكان المصاب يتكبد العناء لتوقفه عن العمل ما كان يؤثر على اقتصاد الدولة.
بعد مبادرة 100 مليون صحة
أصبحت مصر أول دولة عالميًا تقضي على فيروس سي قبل المدة المحددة بـ10 سنوات من منظمة الصحة العالمية بحلول 2030، لتتخلص من وصمة المرض الفيروسي، وتكون رائدة لتحدي انتشار فيروس سي.
وعانت مصر في خمسينيات وستينيات القرن الـ20 أنتشر فيروس سي؛ نتيجة الحقن الزجاجية الخاصة بأدوية البلهارسيا، ولم يكن هناك علاج حقيق يمكن الاعتماد عليه للتخلص من المرض أو الحد منه.
في 2006 تم إنشاء أول مركز مكافحة الفيروسات الكبدية، داخل المعهد القومي للكبد، ولاحقة إنشاء 20 مركزا، كانت تعالج 40 ألف مريضا سنويًا من 5 ملايين مريض.
في فترة ما بين 2007إلى 2018 تم إطلاق استراتيجية علاجية، ما أحدث تحولًا علاجيًا للمرض، ففي 2012 تم اكتشاف علاج وليس له آثار جانبية ونسبة نجاحه تتخطى الـ90% وتمت تجربته في مصر وأثبت نجاحه.
وأتيح لمصر من خلال التفاوض مع الشركات المنتجة لعلاج حصول مصر على استثناء من حقوق الملكية الفكرية لأجل إنتاج الأدوية المضادة للفيروسات في مصر؛ وبالفعل بدأ إنتاج الدواء في مصر وعملت 20 شركة مصرية تصنيع من مضادات الفيروسات بتكلفة أقل بكثير من سعر السوق.
وفي 2017 تم علاج 2 مليون مواطن و2 مليون مواطن أخريين تم اكتشافهم، في 2018 تم إطلاق مبادرة 100مليون صحة وتم فحص 62مليون مواطن؛ ظهر منهم 2مليون و200ألف مواطن مصابون بالفيروس.
منظمة الصحة العالمية والتجربة المصرية
أشادت منظمة الصحة العالمية بنجاح التجربة المصرية في مبادرة (100 مليون صحة) للقضاء على فيروس “سي” فقد أجرت مصر أكبر مسحا للمرض على مستوى العالم، وبناء عليه أوصت المنظمة بنقل التجربة المصرية إلى الدول الأخرى، منها: جنوب السودان والصومال وتشاد وأوغندا، وإريتريا، وغيرها.
وأصبحت مصر بعد نجاح مبادرة (100مليون صحة) من أهم الدول الشريكة للمنتدى الاقتصادي العالمي في تنفيذ مبادرة “البحث عن الملايين المفقودة” والتي تستهدف اكتشاف وعلاج مرضى “فيروس سي” حول العالم ، كما أكد الكثير من الأطباء أن تم القضاء على الوباء الفيروسي نهائيا طبقًا للمعايير الدولية .
وتتجهز مصر في الآونة الأخيرة لإجراء مسح ديموغرافي لمعرفة معدل الإصابات لفيروس سي وفي حال وصلها لأقل من 1% سيتم اعتماد الإشهاد العالمي والحصول على كتابة شهادة وفاة فيروس سي في مصر.