الخميس 21 نوفمبر 2024

تحقيقات

في ذكرى وفاته.. محطات في حياة يوسف إدريس أمير القصة

  • 1-8-2023 | 12:16

يوسف إدريس

طباعة

"نحن لا نسعد إذا استرحنا دائما... نحن نسعد بساعة الراحة إذا جاءت وسط يوم كامل أو ربما حياة كاملة من الشقاء" كلمات ليوسف إدريس، تنم عن معجزة أدبية، وطبيب الكلمة، وصاحب النظرية الثاقبة والجريئة التي لم يسبقا إليه أحد، الذي فتح نوافذ الكلمات على النفس البشرية لتبرح كل كلمة لمقر لها تشغله، تقع كالشهب على القارئ، في شعور نافذ للأعماق،.

رحل تشيكوف العرب ذو العبقرية الأدبية عن عالمنا في الأول من أغسطس في عام 1991، عن عمر ناهز 64 عاما، مخلفا إرثا أدبيا عظيما يعترف به العالم ويوثق به وجود معجزة مستحيلة الحدوث مرة أخرى.

 

نبذة عن حياة يوسف إدريس

ولد يوسف إدريس في محافظة الشرقية في 19 مايو 1927، تمتع بالتفوق الدراسي خلال المراحل التعليمية، وتمكن من الالتحاق بكلية الطب جامعة القاهرة في 1945 وتخرج طبيبا في عام 1951.

تسلل الأدب لقلب يوسف إدريس بشغف متمرد، كما يتسلل الأصبع ليضع الخاتم في صمت في بيت من لحم، وذلك في أول محاولاته للكتابة التي ظهرت في أول مجموعة قصصية له "أرخص الليالي" في 1954، وتبعها بال "العسكري الأسود".

ولفت يوسف إدريس أمير القصة العربية انتباه طه حسين عميد الأدب العربي، وكتب عنه "أجد فيه من المتعة والقوة ودقة الحس ورقة الذوق وصدق لملاحظة، وبراعة الأداء مثلما وجدت في كتابه الأول أرخص الليالي على تعمق للحياة وفقه لدقائقها وتسجيل صارم لما يحدث فيها".

ناضل تشيكوف العرب في حياته ضد الاحتلال البريطاني، من خلال عمله سكرتيرا تنفيذيا للجنة الدفاع عن الطلبة، ثم سكرتيرا للجنة، وشارك في الكثير من المظاهرات ضد الاستعمار والملك فاروق وشارك في نضال الجزائر في 1961، ونشر في المجلات الثورية، وسجن وأبعد عن الدراسة لمدة أشهر، وفي ظل هذه الأحداث بدأ يوسف خطاه للقص فلاقت بين زملائه الإعجاب الشديد.

 

فيلسوف المشاعر الإنسانية

تخل يوسف إدريس عن مهنة الطب، في إيمان منه بالمهمة الثقيلة على عاتقه؛ هي تحليل النفس البشرية بخلق صمامات بين كلمات القصة التي تنبض بالحبر الأسود، ليحتل تشيكوف العرب على المستوى الأول في الفلسفة الإنسانية المعقدة كما فعل في " الندهة " وجعل القارئ يقف في وسط الشارع مع "حامد" يبحث عن الأفندي في حالة من حبس الأنفاس:

"حين فتح حامد الباب وفوجئ بالمشهد الهائل المروع... بالضبط مات؛ وجد نفسه فجأة قد سكنت فيه كل خلجة... والدنيا من حوله هي الأخرى سكنت تماما، وماتت... تحرك حامد لأن الحياة حين عادت لم تعد لعقله إنما عادت لأقدامه، وقد أودع القفز كل حياته... وهكذا حين وصل إلى الشارع كان الأفندي الواحد قد أصبح عشرة أو عشرين... يمشون بأسرع من الجري، وأوسع من القفز".

تنقل يوسف إدريس في حياته إلى العديد من الدول العربية أكثر من مرة، كما زار الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية والأسيوية؛ منها فرنسا، وانجلترا، واليابان، وتايلاند، وسنغافورة، وجنوب شرق آسيا، وبهذا تخلل الحضارات والشعوب وتعرف على التقاليد والعادات لكل شعب زاره، وقد تبين ذلك في كتاباته بشكل كبير.

وهب يوسف إدريس نفسه للتعبير عن العقدة الإنسانية، وبلغ الحد الأقصى حين كتب "لي لي التي كانت لا بد أن تضيء النور وتجعل إمام الجامع يفر إليها في اعتراف منه انه خاسرا أمامها وأمام شيطانه؛."

 

الجوائز

حصل أمير القصص العربي على وسام الجزائر عام 1961 إعرابا على تقديرهم لنضاله لاستقلال الجزائر، وحصل على وسام الجمهورية عام 1963 و1967، كما منح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1980، ولم يكن إبداع يوسف ادريس فقط في القص إنما ولكن امتدت إبداعاته للرواية كالحرام والبيضاء والنظرة، والمسرح كملك القطن والفرافير والجنس الثالث.

"أكتب لأول مرة لأقول أني مرعوب، يرعبني أن أكون ما زلت أحبك، ويرعبني أكثر أن أكون شفيت من حبك".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة