الثلاثاء 30 ابريل 2024

في ذكرى وفاته.. نص المعاهدة التاريخية بين محمد علي والإنجليز

محمد علي باشا

كنوزنا2-8-2023 | 10:11

بيمن خليل

في مثل هذا اليوم، توفى محمد علي باشا، «عزيز مصر» كما هو مُلقب، فهو مؤسس الأسرة العلوية ومؤسس مصر الحديثة، وقد حكم مصر في الفترة ما بين 1805 إلى 1848م.

شهدت مصر في عهد محمد علي نهضة كبيرة وثرية على كافة النواحي "الاجتماعية والدينية والسياسية"، واستطاع أن ينهض بمصر في التجارة والصناعة والزراعة، كما طورها عسكريا وتعليميا.

وتمكن محمد علي من التخلص من الاحتلال الإنجليزي، الذي كان على وشك أن يهدد فترة حكمه في بدايتها، وهزم حملة فريزر في معركة الإسكندرية عام 1807م.

وفي نفس العام 1807م، وُقعت معاهدة الجلاء بين إنجلترا ومحمد علي باشا، بعد فشل حملة فريزر على مصر، وكانت تنص المعاهدة وقتها على أن يجلو الجيش البريطاني عن الإسكندرية، وكان هذا الجلاء لم يكن أول جلاء في تاريخ الاحتلال البريطاني لمصر.

فقد كان أول جلاء في سنة 1802م، بعد إخراج الجيش الفرنسي من القطر المصري، واحتلال إنجلترا مصر إلى ذلك العهد، وكان ثاني جلاء في سنة 1807م، إثر هزيمة الجيش الإنجليزي أمام الجيش المصري، فقد عقد الإنجليز مع محمد علي باشا معاهدة في دمنهور بتاريخ 14 سبتمبر من تلك السنة، وفيها عاهدوه على الجلاء نهائيًّا بعد أن احتلوا الاسكندرية وما جاورها لمدة سبعة أشهر.

 

نص المعاهدة التاريخية بين محمد علي والإنجليز

ونشرت مجلة الهلال في عددها الصادر في 1 نوفمبر عام 1936م، نصوص هذه المعاهدة التاريخية النادرة، التي تمت بين محمد علي والإنجليز، وجاء فيها:

"بما أن الجنرال فريزر قائد القوات البرية لصاحب الجلالة البريطانية، والكابتن هاويل قائد الأسطول الإنجليزي المرابط تجاه السواحل المصرية، قد خولا الجنرال شربروك والكابتن فيلوز من ‏ضباط البحرية الإنجليزية، سلطة إبرام الاتفاق الخاص بالجلاء عن الإسكندرية، فقد اتفق كل من صاحب ‏العظمة محمد علي باشا والي مصر، والجنرال شربروك، والكابتن فياوز المذكورين على الشروط الآتية:

 

المادة الأولى

تنتهي فورا الأعمال العدائية من الفريقين، ويجلو الجنود الإنجليز عن الإسكندرية في خلال عشرة أيام من إمضاء هذه المعاهدة، ويتركون الحصون والمنشآت بالحالة التي هي عليها الآن ويقدم صاحب العظمة محمد علي باشا للقائد البريطاني صهره مصطفى بك، وعمه إسحق بك، ومهر داره سليمان أفندي، رهائن يبقون في إحدى السفن الحربية الإنجليزية إلى أن يتم تنفيذ هذه المعاهدة.

المادة الثانية

جميع أسرى الحرب الإنجليز والأشخاص الذين التحقوا بخدمتهم من الأرقاء، يطلق سراحهم ويرسلون بطريق النيل إلى بوغاز رشيد حيث يبحرون على سفينة إنجليزية.

المادة الثالثة

يصدر عفو عام من سكان الإسكندرية الوطنيين والأجانب ويؤمنون على أرواحهم وأملاكهم، لكونهم لم يسلكوا السبيل الذي سلكوه إلا تحت ضرورة الظروف.

المادة الرابعة

بما أن أمين بك الألفي قد بارح الإسكندرية، في أثناء الاحتلال الإنجليزي، فإن صاحب العظمة محمد علي باشا يعد بأنه في حالة عودة أمين بك إلى الميناء لا يناله سوء، ويعطي أمانا له ولحاشيته بشرط ألا يتجاوز عددهم اثنى عشر شخصا.

المادة الخامسة

نظرا لتفوق الأفراد الأرقاء الملحقين بخدمة الجيش البريطاني، ووجود بعضهم على مسافات بعيدة، فيبقى مندوب إنجليزي في الإسكندرية بعد الجلاء عنها ليتسلمهم كما ظهروا، ولهذا المندوب أن يحصل من صاحب العظمة على كل حماية ومساعدة لأداء مهمته في إحضار هؤلاء الأفراد ويسمح له بأن يرسل كل من يوجد منهم إلى أية سفينة إنجليزية تكون رأسية في الميناء أو يرسلهم إلى صقلية أو مالطة بأية طريقة أخرى.

«حررت هذه المعاهدة في معسكر صاحب العظمة محمد علي باشا والي مصر بالقرب من دمنهور يوم 14 سبتمبر سنة 1807 الموافق 11 رجب سنة 1222هـ.

"محمد علي باشا       شربروك          فيلوز"

Dr.Randa
Dr.Radwa