كتبت: شيرين عادل

لم يبلغ رضيعه سويعات منذ ولادته، حتى كشر عن أنيابه القميئة وأخلاقه الوضيعة، فبمجرد رؤيته للطفل امتعضت ملامحه وتبدلت لشبيه الثعبان الأعظم، لدرجة جعلته يكاد يلقي به من أعلى قمم الجبال، وكأنه يحاسب الله على أن رزقه بمولود ذي احتياجات خاصة، بل وانقلب الأمر ليشمل زوجته بالسباب واللعن ويتهمها على حد وصفه بإنجاب طفل متخلف عقليا، وكأنه يعاقب الله وعز وجل على نعمه، ويود لو أعطاه الخالق أسرار خلقه.

فقد أقامت ماجدة ي.و، دعوى قضائية ضد زوجها سامر ب.ف، بـرقم ٢٩١ لسنة ٢٠١٧،  لتبرؤه من رضيعه، والهروب من تسجيل بيانات شهادة ميلاد وزجه باسم والدها بدلا عنه.

تقول ماجدة: "عترض منذ البداية على فكرة الكشف عن نوع المولود أثناء فترة حملي، وكان يردد عبارات (أنا راضي بكل اللي يجيبه ربنا)، وكان يغمرني شعور الرضا والابتهاج عند سماع هذا، وكنت أتوق لشعور الأمومة، وأرغب بمرور الأيام بسرعة البرق حتى أستيقظ على رؤية مولودي، وملامسة تفاصيله، واحتضان جسده الدافئ وأطرافه الرقيقة الملساء، ويا ليتنى لم أنتظر ذلك اليوم المشئوم”.

تتابع ماجدة: “ثقلت آلام الولادة وتوجهت لأقرب مستشفى لإنجاب فلذة فؤادي، وما أن أفقت من آثار تخدير العملية وأحدقت عيني بملاكي، وكأني أحاطت بى هالة من الابتهاج، الراحة التي لم أتذوقها من قبل، ثم سمعت عبارات عكرت صفو هنائي من زوجي فحواها (الدكتور صارحني بأنه متخلف عقليا، اعتبرينى اتبريت منه، وسجليه باسم أبوكي) وانصرف مسرعا، لم أجد بهذه اللحظة سوى دموعي تذرف وسارعت باحتضان مولودي الذي لم يرتكب أي خطيئة تذكر سوى أنه ولد لأب مريض بداء الأنانية، تفشت به معاني القسوة، وتجرد من مشاعره الإنسانية التى تجعل الحيوان أرق منه على أبنائه".