السبت 4 مايو 2024

بعد رحيله عن عالمنا.. كيف نعى الشاعر زكريا محمد شيرين أبو عاقلة

زكريا محمد

ثقافة2-8-2023 | 17:56

عبدالرحمن عبيد

توفي اليوم الشاعر الفلسطيني زكريا محمد عن عمرٍ ناهز 73، إثر وعكةً صحية داهمته، ويُعد واحدًا ممن ينتهجون المدرسة الجديدة في كتابة الشعر، بالإضافة إلى نظمه لقصيدة النثر والتي تُعد عند كثيرٍ من النقاد خروجـًا عن النص.

ولد زكريا محمد عام 1950 في بلدة الزاوية بالقُرب من محافظة نابلس، سافر إلى بغداد ودرس بها الأدب العربي، وبعد تخرجه عمل بالصحافة أثناء تواجده في بيروت، انضم إلى أبرز المجلات الثقافية والفنية إبان فترة الثمانينيات في كل من: "عُمان ودمشق وبيروت"، وكان أهمها مجلة "الحرية"، ومجلة "الفكر الديمقراطي".

شغل منصب نائب رئيس تحرير مجلة "الكرمل" التي أساسها الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وكان رئيس تحرير لها.

ونعى الشاعر الراحل الصحفية شيرين أبو عاقلة، بقصيدة نثرية، نصها:

"رميت منجلي على الأرض، تاركًا للشمس أن تشوي بلُّوطها في التنّور وحدها، وأخذتُ غفوةً قصيرةً تحت الصخرة. المنجلُ ذنبٌ كبير يا شيرين. والقمح ذنب أكبر منه، والشمس ذنب ثالث أكبر منهما معًا. كل ما هو جميل ذنب. كل ما هو أصيل ذنب. لذا، فالحياة سلسلة ذنوب. وكل مقطوعة كتبتها قطعة من نشيد اعتذار طويل عن هذه الذنوب. اعتذار عن ذنوب ارتكبتها وأُخرى لم أرتكبها. ففي الحساب الأخير، أنتَ مسؤول عن ذنبك وذنب غيرك. أنت مسؤول عن كفرك وكفر غيرك. ليس هناك جزيرة معزولة يسكن فيها البريئون وغير المذنبين. ليس هناك زند لم يقدح ناره. لذا أتطهّر بالنوم يا شيرين. آخذ غفوة تحت الصخرة، وغفوة مثلها تحت شجرة الخروب. النوم عبادة يا شيرين، والصحو كفر.

وهناك يمامة تصيح على الغصن دوماً، ولا أحد يدري إن كانت تغني أو تبكي: «أبكتْ تلك الحمامة أم غنتْ على فرعِ غصنها الميّاد؟». وأريد أن أعرف من هي اليمامة التي تبكي على الغصن هنا يا شيرين؟ أهي أنت أم أنا؟ وأريد أن أعرف من هو الذي يصرخ في المقطوعة يا شيرين؟ أنت أم أنا؟

رميت المنجل يا شيرين. قطعت الحبل بيني وبينك كي أعرف من أنا، وكي يتّضح من هو المذنب فينا، ومن هو كفّارة الذنوب."

شيرين أبو عاقلة

ومن أعماله الفكرية: "ديانة مكّة في الجاهليّة: الحمس والطلس والحلّة، مضرّط الحجارة: كتابُ اللقب والأسطورة ذاتُ النحيين: الأمثال الجاهليّة بين الطقس والأسطورة نقوشٌ عربيّة قبل الإسلام، اللغز والمفتاح: رُقم دير علا ونقوس سيناء المبكّرة، نخلة طيء: كشف سر الفلسطينيين القدماء، عبادة إيزيس وأوزيريس في مكة الجاهلية".

ومن أبرز دواوينه الشعرية: "ضربة شمس، حجر البهت، كشتبان، علندي، زرواند".

وله روايتين هما: "العين المعتمة، عصا الراعي".

ومن كتاباته في أدب الطفل: "أول زهرة في الأرض، مغني المطر".

حاز على جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع عام 2020 في دورتها 11.

Dr.Randa
Dr.Radwa