السبت 18 مايو 2024

صحيفة أمريكية: انقلاب النيجر يكشف تصاعد التوترات بين حلفاء موسكو والقوى الغربية

انقلاب النيجر

عرب وعالم2-8-2023 | 20:27

دار الهلال

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن الحكومات الأوروبية شرعت في عمليات إجلاء لمواطنيها من النيجر أمس الثلاثاء وذلك بعدما أثار الانقلاب الذي وقع الأسبوع الماضي في تلك الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، مواجهة متوترة بين حلفاء موسكو في المنطقة والدول التي عملت بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى.

وذكرت الصحيفة -في تقرير عبر موقعها الإليكتروني اليوم الأربعاء- أن عمليات الإجلاء - التي قادتها فرنسا وهي القوة الاستعمارية السابقة للنيجر- تظهر أن الحكومات الأوروبية تتوقع أن يكون مواطنيها في خطر أكبر في البلاد، وهو الأمر الذي كان محوريا في جهود الولايات المتحدة الرامية إلى محاربة المسلحين الإسلاميين في منطقة الساحل.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الغربيين ينتابهم القلق من أن المجلس العسكري الذي احتجز رئيس النيجر المنتخب، محمد بازوم الأسبوع الماضي ربما يطور علاقات أوثق مع روسيا، لا سيما إذا قطعت فرنسا والولايات المتحدة المساعدات العسكرية للمجلس العسكري. 

ونقلت الصحيفة عن السفارة الفرنسية قولها إنه "بالنظر إلى الوضع في نيامي، والعنف الذي وقع ضد سفارتنا أول أمس وإغلاق المجال الجوي ،مما يترك مواطنينا دون إمكانية مغادرة البلاد بوسائلهم الخاصة، تستعد فرنسا لإجلاء مواطنيها المواطنين الأوروبيين الراغبين في مغادرة البلاد".

بينما قال وزير الخارجية الإيطالي ، أنطونيو تاياني -على منصة التواصل الاجتماعي إكس المعروفة سابقا باسم تويتر- إن حكومته سترسل طائرة إلى نيامي لمساعدة المواطنين الإيطاليين على مغادرة البلاد.

من جانبه قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إنه لا توجد خطط حالياً لإجلاء المواطنين الأمريكيين من النيجر.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الحكومة الأمريكية أنفقت حوالي 500 مليون دولار على تسليح جيش النيجر في السنوات الأخيرة ولديها حوالي 1100 جندي وطائرة بدون طيار متمركزة في البلاد.

ورأت الصحيفة أن الانقلاب - الذي قاده الحرس الرئاسي القوي في النيجر- كشف عن انقسامات عميقة بين جيرانها في غرب إفريقيا، والتي شهد العديد منها أيضا إطاحة الجيوش بحكوماتها المنتخبة في الأسابيع الأخيرة.

وأوضحت الصحيفة أن قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا - التي تهيمن عليها نيجيريا ،وهي أكبر اقتصاد في إفريقيا، والتي تشترك في حدود 1000 ميل مع النيجر - أيدوا بازوم.

وأضافت أن هذا التهديد أثار تحذيراً من القادة العسكريين لمالي وبوركينا فاسو - وهما اثنان من جيران النيجر الذين تحالفا مع موسكو بعد انقلاباتهما الخاصة - بأنهم سيساعدان في الدفاع عن المجلس العسكري النيجيري ضد تدخل إيكواس.

وقال كاميرون هدسون المدير السابق لمكتب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان إن تحذير مالي وبوركينا فاسو "نجح من خلال زيادة مخاطر وتكاليف أي تدخل من جانب إيكواس" وسلط الضوء على قبضة موسكو على المنطقة.

بينما نفت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا يوم الاثنين مزاعم المجلس العسكري النيجيري بأن باريس ستشارك في تدخل عسكري. وقالت في مقابلة تلفزيونية مسائية: إن "الأولوية الوحيدة لفرنسا هي سلامة مواطنيها". 

وأعادت الصحيفة الأمريكية إلى الأذهان أن فرنسا نشرت قوات في منطقة الساحل للمساعدة في محاربة تنظيم داعش والمتشددين المرتبطين بالقاعدة في عام 2013 في عهد الرئيس الاشتراكي فرانسوا أولاند. 

واضطرت إلى تقليص وجودها وتركيز جهودها في النيجر -حيث كان بازوم حليفاً- بعد الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو.

الاكثر قراءة