أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، الجزئين الرابع والخامس من موسوعة «القتلة.. جذور العنف عند مرشدي الإخوان» للدكتور محمد الباز.
يتناول الباز في الجزء الرابع من الموسوعة المخفي في سيرة المرشدين الخمسة للجماعة، ويقول الباز في تقديمه للجزء الرابع: «لا أتعامل مع عمر التلمسانى على أنه كان مرشدًا من مرشدى الجماعة الإرهابية في عصر مبارك، رغم أنه قضى فى هذا العهد ما يقرب من خمس سنوات، فقد كان إلى سلوك وأداء عصر السادات أقرب، ثم إنه لم يتغير خلال سنوات مبارك الأولى، وهى السنوات التي لم تكن فيها ملامح الرئيس الجديد قد بدت بعد.
ولذلك فإنني أتعامل مع المرشدين الخمسة: محمد حامد أبو النصر ومصطفى مشهور ومأمون الهضيبى ومهدي عاكف ومحمد بديع، على أنهم مرشدو الجماعة فى عصر مبارك، بكل ما حمله هذا العصر من تناقضات سياسية حادة، جعلت كل الصيغ باهتة وبدون معالم واضحة، وهو ما انعكس على أداء المرشدين الذين اصطدموا بقدر ما تفاهموا، وجلسوا إلى النظام وتوددوا إليه بقدر ما عارضوه وهاجموه وخططوا ضده، واستمعوا إليه وصادقوه بقدر ما صرخوا فى وجهه وخرجوا عليه.
لقد استطاع عمر التلمسانى أن ينفخ الروح في الجماعة، لا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك أو يتجاهله، وضعها فى قلب المجال العام بمراوغة نسجلها باسمه، وكان يمكن للجماعة أن تبنى على ما فعله لكن بمجرد وفاته عادت إلى سيرتها الأولى».
أما في الجزء الخامس للموسوعة تناول الباز التاريخ أفخواني لسفاحي الجماعات الإرهابية ويقول:« ظلت جماعة الإخوان طوال تاريخها تتمسك بالإنكار الشديد لكونها الرحم الذي خرجت منه الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي روعت العالم، وأنها كانت المعمل الذى تدرّبت فيه عناصر هذه الجماعات جميعهم، بل كانت ولا تزال تزايد على الجميع بأنها ضد العنف، وأنها أصدرت بيانات أدانت فيها عمليات إرهابية.
عندما تقترب من الصورة، وتقرأ ما قاله قادة الجماعة الإرهابية، يمكن أن تنخدع بما قالوه، بخاصة أن كثيرين من أبناء جماعات العنف كانوا يهاجمون الجماعة ويحملون عليها بقوة وقسوة، ويدينون مواقفها وأفكارها وسلوكها، وهى الحجة التي استندت إليها الجماعة، فزعمت أنها جماعة وسطية، والدليل أن الجماعات المتطرفة تهاجمها وتحمل على منهجها.
لكن يظل السؤال: هل كان هناك مصدر آخر لكل جماعات العنف ليس في مصر فقط ولكن فى العالم كله، غير جماعة الإخوان؟
الإجابة الواضحة والقاطعة بالنسبة لى: لا يوجد مصدر آخر غيرها، يمكنك التعامل مع ما أقوله بأنه تحامل على الجماعة، وستكون معذورًا في ذلك تماما، فتراثها خادع وكلام قادتها مراوغ، وحوادث العنف الكثيرة التي تورطت فيها ملتبسة».