الأربعاء 1 مايو 2024

شارون يغالط ويعتبر آراءه مواقف نهائية.. ياسر عرفات في حوار جريء مع المصوّر

ياسر عرفات

كنوزنا5-8-2023 | 00:20

عبدالرحمن عبيد

تعد القضية الفلسطينة هي الهَم العربي الأكبر الذي تعيشه شعوب المنطقة منذ 75 عامـًا، ومازالت فلسطين حاضرةً على الساحة العربية والعالمية، وصارت إسرائيل عاريةً قُبالة العالم، وإن اتشحت بألف رداء ورداء.                                                                                       

وتعد شخصية الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، أحد أهم الشخصيات البارزة في مسيرة النضال الفلسطيني والعربي على حدٍّ سواء، ويعد رمزًا مهمـًا من رموز المقاومة وأحد الآباء المؤسسين لحركة فتح.. وفي حوار قديم له أجراه الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نُشر في المصوِّر عدد 4003 "29 . 6 . 2001"،

وتحدث "عرفات" عن معاناة الشعب الفلسطيني بسبب الحصار الذي فرض عليهم، غير الوعود التي لم تلتزم أمريكا وإسرائيل بتنفيذها، بالإضافة إلى استفزازات شارون المتوالية للفلسطينيين.

ونعرض هنا جُزءً من الحوار: سيادة الرئيس، ما من شك في أن الجميع يلمسون انخفاضـًا محسوسـًا في أعمال العنف داخل الأرض المُحتلة منذ إعلانكم التزام الجانب الفلسطيني بوقف أعمال العنف، وموافقتكم على الارتيبات الأمنية التي أنجزها "جورج تينيت" رئيس المخابرات المركزية لتثبت وقف إطلاق النار، ومع ذلك فإن السؤال الآن هل يكون في وسعكم إلزام كل الفرقاء الفلسطينين بوقف أعمال العنف على مدى الأسابيع الستة التي يُصر عليها شارون كفترة تبريد قبل بدء إجراءات بناء الثقة بين الجانبين تتضمن تخفيف الحصار وتنفيذ كل بنود الاتفاق.

فيقول عرفات ردًا على السؤال المطروح أمامه: "أحب أن أوكد أولًا أن هذه الترتيبات الأمنية التي أنجزها تينيت هي مجرد إحياء لاتفاق شرم الشيخ الذي تم الاتفاق عليه في حضور مصر والولايات المتحدة والأردن، والذي يرتب إجراءات متوازية لوقف أعمال العنف، ورفع الحصار وانسحاب القوات الإسرائيلية وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل زيارة شارون للحرم، وهي أيضـًا تأكيد للاتفاق الذي تم إبرامه مع شيمون بيرز -قبل فترة- على ضرورة تنفيذ بنود اتفاق شرم الشيخ في غضون 48 ساعة. ثم يضع عرفات شروطـًا لهذا قائلًا: على أن يصدر كل من الحانبين الفلسطينين والإسرائيلي بيانـًا بذلك وتعاود اللجنة العسكرية المُشتركة التي تضم ضباطـًا فلسطينين وإسرائيلين، اجتماعاتها لحلِّ المشكلات اليومية، ومع الأسف صدر البيان الفلسطيني، وذهب الضباط الفلسطينيون لحضور الاجتماع، أما الإسرائيليون فلم يصدروا بيانهم ومنعوا ضباطهم من الحضور، لأن شارون لم يكن راضيـًا عن هذا الاتفاق".

ويتابع: "وأحب أن أؤكد ثانيـًا أننا وافقنا على هذه الترتيبات الأمنية، وإن كنا لم نوقع عليها ليس لأننا نرفضها أو لأننا نريد التنصل منها، هو مجرد جانب محدود في قضية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأنه يترافق مع هذا الشق استئناف المفاوضات السياسية بين الجانبين في إطار الشروط والالتزامات التي أكدتها اتفاقيات شرم الشيخ فسوف يصعب الحديث عن تثبيت وفق إطلاق النار الهش".

ويواصل: "لقد أكدنا للجانب الأميريكي موافقتنا على الترتيبات الأمنية في إطار ((رزمة شاملة))، يدخل ضمنها تنفيذ كل التوصيات التي أقرتها لجنة ميتشل والتي وافق عليها الجميع، الأوروبيون والروس والعالم العربي، وفي مقدمة هذه التوصيات: التجميد الكامل لعمليات الاستيطان حتى لأغراض التوسع العادي".

ويضيف: "ولأننا كنا نؤكد دائمـًا على أهمية أن يكون الجهد متوازيـًا على المجالين الأمني والسياسي، أرسل الأمريكيون السفير بيرنز المبعوث الخاص لأزمة الشرق الأوسط لبحث الجانب السياسي وأرسلوا تينت رئيس المخابرات المركزية لبحث الترتيبات الأمنية مع تأكيدات متكررة بأنهم حارون في تنفيذ كل توصيات لجنة ميتشل في إطار جدول زمني واضح".

ويؤكد: "وعندما طلب تينيت مهلة زمنية تفصل بين وقف إطلاق النار وإجراءات بناء الثقة، أكدنا على ضرورة رفع الحصار عن القرى والمدن الفلسطينية وانسحاب الآليات والمدرعات الإسرائيلية في غضون 48 ساعة من وقف أعمال العنف، وتحت إلحاح تينيت بضرورة مَّد هذه المهلة وافقنا على 15 يومـًا كحد أقصى". 

ثم يعقب: "ومع الأسف انتهت الفترة الزمنية دون أن يفعل شارون شيئـًا، على العكس زاد من قوة حصاره على الاستمرار في عدوانهم الاستفزازي اليومي على الفلسطينين الذي يتم تحت سمع وبصر وحماية الجيش الإسرائيلي". ويقرر عرفات أخيرًا: "واعتقادي الحقيقي أن شارون لا يُريد تهدئة الأمور وإن كان مستمرًا في محاولة خداع الرأي العام العالمي". وبناءً على ما سبق يواصل المحاور تساؤلاته لـ ياسر عرفات قائلًا: سيادة الرئيس، من أين إذن جاء شارون بمهلة الأسابيع الستة إذا لم تكن جزءً من اتفاقيات تينيت، ولماذا يوافقه الأمريكيون على ذلك؟!.. يرد عرفات عليه مسنكرًا بما جاء به شارون: "ليس في اتفاقيات تينيت ما يشير من قريب أو بعيد إلى مهلة الأسابيع الستة، لكن شارون يغالط ويعتبر آراءه مواقف نهائية، ينبغي أن تكون موضع التزام الفلسطينين..."

Dr.Randa
Dr.Radwa