ذكر مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن أوكرانيا توعدت روسيا بالرد على هجماتها ضد مدن أوكرانية في أعقاب انسحاب موسكو الشهر الماضي من اتفاق الحبوب الذي توصل إليه الطرفان العام الماضي برعاية الأمم المتحدة والذي يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية للأسواق العالمية.
وأشارت كاتبة المقال كيلسي أبيلز إلى أنه من الواضح أن الهجوم الذي استهدف ناقلة بترول روسية في خليج الكيرش أمس الجمعة يأتي في إطار الموقف الأوكراني في هذا الصدد، موضحة أن الهجوم أسفر عن تعطيل الناقلة وخروجها من الخدمة بينما لم يصب أي من طاقمها بأي أذى.
وكانت السلطات الروسية، كما يشير المقال، قد أغلقت جسر الكيرتش في وقت سابق خشية تعرضه لأي هجوم أوكراني حيث يمثل هذا الجسر أهمية خاصة إذ أنه يربط بين شبه جزيرة القرم والأراضي الروسية.
ويضيف المقال أن وزارة الدفاع الروسية وجهت أمس الجمعة اتهامات للجانب الأوكراني بمهاجمة قاعدة بحرية روسية في منطقة نوفورسيسك على البحر الأسود باستخدام زوارق بحرية مسيرة، موضحا أن الجانب الأوكراني أعلن بالفعل عن تنفيذ عملية عسكرية خاصة أدت إلى تدمير سفينة حربية روسية بينما أنكر الجانب الروسي أن الهجوم أسفر عن وقوع أي خسائر لديه.
ويضيف المقال أن خليج الكيرتش له أهمية استراتيجية خاصة بالنسبة لروسيا حيث أنه يربط بين البحر الأسود وبحر أوزوف كما أنه يربط بين الأراضي الروسية وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو للأراضي الروسية عام 2014.
ويشير المقال إلى الموقف الدولي من الحرب الحالية التي تدور رحاها بين القوات الروسية والأوكرانية حيث يسلط الضوء على الزيارة التي قام بها لأوكرانيا أمس الجمعة المرشح الرئاسي الأمريكي عن الحزب الجمهوري كريس كريستي والتي التقى خلالها بالرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي الذي أكد أن المباحثات مع كريستي تناولت أهمية استمرار تدفق الدعم لأوكرانيا. وأضاف المقال في الوقت نفسه أن المرشح الرئاسي الأمريكي أكد دعمه للجانب الأوكراني كحليف قوي للولايات المتحدة.
ويتطرق المقال إلى الأوضاع على الساحة الروسية حيث يسلط الضوء على الأنباء التي تشير إلى أن موسكو تسعى لزيادة ميزانية الدفاع لتصل إلى ما يزيد على 100 مليار دولار لتحتل بذلك المرتبة الثالثة في قائمة الانفاق في الميزانية الروسية.
ويوضح المقال في هذا السياق أن الإعلان عن تلك الزيادة يأتي في وقت ترتفع فيه تكلفة الحرب الروسية في أوكرانيا مما أدى إلى ارتفاع العجز في الموازنة الروسية ليصل إلى حولاي 28 مليار دولار في النصف الأول من العام الحالي.
ويلفت المقال في الختام إلى أن الولايات المتحدة تعد واحدة من أكثر الدول دعما لأوكرانيا لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية حيث وصل الدعم الأمريكي لكييف منذ بداية الحرب مع روسيا في أواخر فبراير من العام الماضي إلى ما يربو على 60 مليار دولار.