كشف دينيس ديجتيريف، رئيس قسم تاريخ وأطر العلاقات الدولية في الجامعة الروسية لصداقة الشعوب رودن عن سيناريو يتغير فيه موقف البلدان الأفريقية مع تداعي العالم أحادي القطب، وكشف عن آفاق ومجالات إشكالية التعاون الروسي الأفريقي.
وأشار الخبير في حديث خاص مع وكالة أنباء (سبوتنيك) إلى أن هيكل العلاقات الدولية والتجارة العالمية يشهد اليوم تغيرات أساسية، حيث تتم الآن إعادة هيكلة بنيان المركز والأطراف، والذي لعبت فيه الدول الغربية الدور القيادي، تلك البلدان التي اعتادت أن تكون على الأطراف والهامش تتقدم الآن، وهذا ينطبق أيضًا على روسيا وأفريقيا.
واعتبر ديجتيريف "أن هذه العملية لها تأثير إيجابي على تبادل السلع بين الدول، حيث يتم اليوم خلق فرصة فريدة للشركات الروسية والأفريقية للتعاون المباشر مع بعضها البعض، متجاوزة دول المركز التي يمثلها الاتحاد الأوروبي".
وفي السابق، لم يتم تنظيم جميع الإمدادات، بما في ذلك شحنات العودة بشكل مباشر، ولكن عبر أوروبا: على سبيل المثال، الكاكاو، الذي ينتج 40% منه في كوت ديفوار، يمر عبر إستونيا، بعد بدء العملية العسكرية الخاصة ، انقطعت هذه القنوات اللوجستية.
ووفقًا لديجتيريف، "بذلت روسيا وبعض الدول الأفريقية بالفعل بعض الجهود لتشكيل سلاسل توريد جديدة، فعلى سبيل المثال، قامت مؤسسة فيسكو الروسية للشحن بتحويل عدد من السفن للتسليم المباشر".
وتصدر روسيا الحبوب على طول الخط الممتد من نوفوروسيسك إلى مصر، وتستورد من أفريقيا ثمار الحمضيات، من المغرب إلى سانت بطرسبرج.
ووفقًا للخبير، "فإن أهم شيء هو تحقيق التوازن بين الإمدادات بحيث يتم إجراء تبادل مربح للسلع".