أماط الإعلام الفرنسي عن وجه فرنسا الخبيث، الذي يظهر ويختفي حسب الظروف.
تأكد الفرنسيون بأن المنتخب المغربي سيكون في وجه منتخب بلادهم في مونديال السيدات؛ المتواصل في أستراليا ونيوزيلاندا، واختاروا بنوع من التعالي الفارغ تسخير جهودهم لشن حرب كلامية ضد اللاعبة المغربية نهيلة بنزينة، التي دخلت تاريخ المونديال مرتين؛ الأولى حين أضحت أول لاعبة محجبة تخوض منافسات هذه التظاهرة، وكان ذلك يوم الأحد الماضي ضد كوريا الجنوبية، والثانية عند التأهل إلى الدور الثاني، حيث ستواجه مع زميلاتها المنتخب الفرنسي، يوم الثلاثاء.
وبالنظر إلى ما أبانت عنه اللبؤات من جرأة ومقدرة في مباراتيهن ضد الكوريات والكولومبيات، اهتزت فرائص الفرنسيين وتجند إعلامهم لانتقاد لباس اللاعبة المغربية، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم لإجازة مشاركة اللاعبات المسلمات في المونديال بلباس يغطي أجسادهن بشكل كامل، واستغلت فئة منه الفرصة للتنمر على اللاعبة والإسلام والمسلمين.
ولم يقف نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب مكتوفي الأيدي أمام خبث وسفالة الفرنسيين وإعلامهم، وردوا الصاع صاعين للبلد الذي لم يكفه الاستعمار ونهب الثروات، وأصبح يبذل قصارى جهوده لمواصلة الوصاية على مختلف الواجهات.
قلت ذات مرة إننا لا نطلب شيئا من اللبؤات، ولا أرغب في ممارسة الضغوطات عليهن، وسأوصل الدعوة إلى ذلك، لأن ما يتحقق حتى الآن فوق الخيال، والأمل كل الأمل أن تلعب المجموعة المباراة دون أن تأخذ على محمل الجد ما يقال ويكتب من طرف صحافة البلد الأوروبي، الذي يبدو أنه فقد عقله على كل المستويات، ويحن إلى عهد الاستعمار الذي ولى.
لقد أخطأوا الوجهة، لأن المغرب يسير بجرأة، ليس فقط في اتجاه الاعتماد على الذات، بل أيضا تنويع الشراكات الاستراتيجية. فضلا عن ذلك، فهو يعمل جاهدا لتحذو دول القارة الإفريقية حذوه وتقطع مع التبعية وزمن الخضوع، وهي الرسالة التي ما فتئ جلالة الملك يوجهها لأبناء القارة، مناشدا إياهم للعمل من أجل بناء بلدانهم وقارتهم وتقرير مصيرهم بأيديهم.
لم تُشْفَ فرنسا الرسمية وإعلامها من جنون العظمة، وتتوهم باستمرار، وهي تتعامل بغباء يقودها لممارسة الدعارة السياسية والفكرية والإعلامية، أنها تقود سفينة العالم، وبإمكانها أن تتحكم في فكر وأساليب كل الدول والشعوب.
إننا بصدد جنون العظمة المرفوض، فرنسا التي ترغي وتزبد احتجاجا على لباس، هي التي تستفيد من مواهب قارة وتجنس اللاعبين يمينا وشمالا، و"تصبغهم" بألوانها، بقوة قانون الفيفا، لكنها تريد حرمان بلدان أخرى من الاستفادة من القانون نفسه.
أمام الحملة المسعورة للإعلام الفرنسي، يبقى الأمل أن تترك اللبؤات خلفهن كل التحرشات المرفوضة، طبعا، لخوض المباراة ضد الفرنسيات بعيدا عن كل الضغوط والدفاع عن حظوظهن بما أوتين من قوة وعزيمة. وأيا كانت النتيجة سنصفق لهن، لأنهن كن خير سفيرات للمغرب ومكوناته المختلفة التي تشكل فسيفساء لافت..
فخورون بلاعباتنا المغربيات الأمازيغيات والعربيات والإفريقيات، المحليات والمهاجرات، اللواتي مثلن باقتدار التنوع المغربي الذي لا خلاف حوله.
______________________
صحافي مغربي