تعمل الدولة المصرية على تطوير مسار آل البيت وتطوير أضرحة ومساجد آل البيت في مصر، وجاء افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمسجد السيدة نفيسة اليوم كأحد أهم الخطوات لاستعادة القاهرة التاريخية لرونقها.

 

شارع الأشراف

وفي إطار تطوير مسجد السيدة نفيسة، جاء تطوير شارع الأشراف والذي يؤدي إلى مسجد السيدة نفيسة ويطلق عليه بقيع مصر، لما يضمه من أضرحة ومساجد عديدة لآل البيت، وتعمل الدولة على ترميمه ليكون بمثابة متحف مفتوح في قلب القاهرة التاريخية على غرار شارع المعز لدين الله الفاطمي، حيث يبدأ شارع الأشراف من السيدة زينب وحتى مسجد السيدة نفيسة.

واستهدفت محافظة القاهرة لتطوير وتحويل شارع الأشراف بحي الخليفة إلى نموذج ثانٍ لشارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة التاريخية، مع محاكاة عصر القاهرة الفاطمية بكافة تفاصيله واستحضار الصورة الذهنية لجميع عناصره، تماشياً مع الطابع التاريخي الأثري لهذا العصر وبمواصفات عالمية مع الحفاظ على الهوية البصرية للمشروع.

يوجد بالشارع  مقام «ابن سيرين»، صاحب كتاب تفاسير الأحلام «سيدى عبدالغنى عبدالله البلاسى» ويرجع نسبه إلى آل البيت، كما يضم أيضا مقام سيدى «على الجعفرى» رضى الله عنه، وهو ابن جعفر الصادق بن سيدى محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين، ومقام السيدة «عاتكة»، رضى الله عنها، وهى بنت عمرو بن نفيل القرشى، إلي جانب مساجد ومقامات آل البيت وأعلام الصوفية.

ويضم الشارع بين جنباته أيضا مجموعة من القبور وأضرحة أولياء ذهبت أسمائها من فوق الحجارة وجلست في قلوب الناس فأطلقوا عليها اسم «مجمع الأولياء»، وكذلك «بقيع مصر».

واستهدفت أعمال التطوير الحفاظ على تصاميم العمارة الأيوبية والفاطمية، متضمنا إحلال وتجديد مرافق المياه والصرف الصحي ورصف الأرضيات ونظم إضاءة تراثية وطلاء واجهات المنازل السكنية بألوان موحدة ورفع كفاءتها، بشكل يتناسب مع روح وعبق العصر الفاطمي، إضافة إلى تطوير الآثار والمساجد والأضرحة الموجودة بالشارع، وتركيب أحجار الهشمة وتطوير الأسوار بنطاق الشارع وطلائها ومنها أسوار متنزه الخليفة.

بجانب تطوير الفراغات العامة، رفع كفاءة البنية التحتية، رفع الكفاءة العمرانية والمبانى التراثية، رفع كفاءة محاور الحركة، الترويج والتنشيط للأنشطة السياحية.

تطوير مسار آل البيت

وتمتد أعمال التطوير في القاهرة التاريخية من سور مجرى العيون والفسطاط والسيدة عائشة والسيدة نفيسة ومصر القديمة والحسين والسيدة زينب وشارع الاشراف "بقيع مصر"، لاستعادة المظهر الحضاري والقيمة التاريخية لتلك المواقع، الشاهدة على عبق التاريخ وأصالة وجمال القاهرة ووضعها على خريطة المزارات السياحية الدينية.

ويمتد مسار مزارات «آل البيت» من مسجد السيدة عائشة إلى مسجد السيدة نفيسة وحتى مسجد السيدة زينب، مارًا بعدد من المساجد و الأضرحة ومزارات تاريخية،  التي تعد إرثًا حضاريًا مميزًا، وجهت الدولة كل جهودها لإحيائه والحفاظ عليه، مرورًا بباقي مزارات آل البيت بشارع الخليفة، والعديد من الآثار التاريخية الهامة مثل (مسجد ابن طولون، ومتحف جاير اندرسون، مرورا بقبة شجرة الدر)، كما يشمل مسجد السيدة رقية، وضريح محمد أنور.

ويبلغ طول مسار آل البيت 2 كيلومتر تقريبا، ويضم العديد من المحطات منها مسجد السيدة زينب وضريح سلار وسنجر، مسجد أحمد بن طولون، متحف جاير اندرسون، بيت ساكنه باشا، مسجد السيدة سكينة، ضريح محمد الأنور، قبة شجرة الدر، قبة عاتكة والجعفرى، مسجد السيدة رقية، قبة فاطمة خاتون، قبة الأشرف خليل، حديقة متنزه الخليفة، وصولا إلى مسجد السيدة نفيسة، ويضم عدة شوارع مثل شارع بورسعيد وشارع عبد المجيد اللبان وشارع الأشراف وشارع الخليفة.

وعملت الدولة على رصف الأرضيات الواقعة على المسار بالبازلت، وتطوير ورفع كفاءة الإنارة وترميم ودهان واجهات العقارات، ورفع كفاءة وتطوير الشوارع الرئيسة، ومد خطوط الصرف الصحى، وتنفيذ مشروع الصرف الصحى بشارع الأشراف، تخفيض مستوى منسوب الصرف فى قبة فاطمة خاتون وقبة الأشراف، الارتقاء بشارع الاشراف.

كما يجري تطوير ميدان السيدة عائشة والذي يعد  بداية تطوير مسار آل البيت، والذى يتوسط منطقة تراثية مهمة، يحيط به عدد من المناطق الأثرية، التي تعد من أهم المزارات السياحية بالقاهرة كمنطقة آثار القلعة، ومنطقة الفسطاط ومجرى العيون وكذلك منطقة مجمع الأديان.

ويضم الميدان 3 مساجد أثرية وتراثية مهمة، هي مساجد السيدة عائشة والمسبح والغوري، والتنسيق مع وزارات الآثار والأوقاف لتطويرها بالمحيط الخارجي لها.

وتشهد أعمال التطوير العمل على معالجة أرضيات الشوارع والأرصفة من البازلت الأسود والبيج، وأعمدة الإنارة تكون ديكورية من الحديد المشغول كما يمكن إضافة كشافات إنارة على الحوائط والأرضيات، فضلا عن معالجة الواجهات بتشطيبها بخامات مماثلة للمبانى التراثية وعمل أبواب والشبابيك الخشبية وإضافة المشربيات وأوتاد خشبية ومظلات.