ليست جذورًا أُخوية وعلاقات على المستوى الإنساني والطابع التاريخي والحضاري بين البلدين إنما علاقات الإمارات ومصر امتدت لتصل إلى مستوى مختلف ومتنوع تجاريا واقتصاديا وإعلاميا، وبمناسبة الحديث عن الجانب الإعلامي كان لنا في دار الهلال حوار مثمر مع عبد الرحيم البطيح النعيمي المدير العام لأبو ظبي للإعلام بالإنابة ..
وإلى نص الحوار..
تعليق سيادتكم على أصداء زيارة سمو الشيخ محمد لمصر من الجانبين الإماراتي والمصري وعالميا ؟
تجمع بين دولة الإمارات وجمهورية مصر العربية علاقة استراتيجية راسخة ومتينة وطويلة الأمد منذ عقود، والتي تكللت بالعديد من المشاريع الاستراتيجية الواعدة والتي تعود بالمنفعة على شعوبنا،واليوم، تأتي الزيارة الودية والمثمرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مطلع الشهر الجاري، تجسيداً حقيقياً للعلاقة الأخوية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ أكثر من 50 عاماً، وبالطبع، نحن نفخر بهذه العلاقة التي تواصل حتى اليوم تعزيز أواصرها من خلال ترسيخ كافة أوجه التعاون والعمل المشترك، والتباحث في سبل تنميته في جميع المجالات بما من شأنه تحقيق تطلعات البلدين الرامية إلى مواصلة التقدم والتنمية المستدامة.
دائما لسمو الشيخ محمد حضور طاغ ومؤثر في زيارته العالمية ويصيغ بسلاسة شديدة كحكيم العرب علاقات وطيدة مع شركائه .. بماذا تثمن الدور المصري الإماراتي في التعامل مع الأزمات العالمية والقضايا المختلفة في المنطقة؟
ما يجمع البلدين من علاقة ترابط يدعو إلى ضرورة مواصلة العمل لتعزيز أطر وآليات التعاون المشترك من خلال تطابق الرؤى بشأن أهمية تكثيف العمل المشترك، ونحن ملتزمون بتحقيق هذه التطلعات والعمل على دعمها وتنفيذها من خلال المبادرات المشتركة ومواصلة التعاون نحو الريادة في جميع المجالات.
هل هناك أي خطط في الأفق للتعاون بين أبوظبي للإعلام ومؤسسات إعلامية مصرية؟
حرصت أبوظبي للإعلام على مر السنوات الماضية على التعاون مع مختلف المؤسسات والجهات الإعلامية المصرية الشقيقة، من خلال اتفاقيات تعاون طويلة الأمد ومذكرات تفاهم استراتيجية تسهم في تسهيل عملية تبادل الخبرات والكفاءات والمحتوى بجميع قنواته، هذا التعاون يسهم في الارتقاء بالمشهد الإعلامي العربي من خلال تطوير محتوى توعوي وهادف يلبي تطلعات الجمهور العربي، وتفضيلاتهم وفق أعلى المعايير والمسؤولية.
ما رأي سيادتكم بمبادرة للبث المباشر يوم مع إحدى القنوات المصرية.. لتعكس عمق العلاقات؟
ترحب أبوظبي للإعلام بكافة المبادرات والمشاريع المشتركة التي من شأنها الارتقاء بالمشهد الإعلامي العربي، وتعزيز مستويات وصول شريحة واسعة من الجمهور إلى المحتوى المتميز وفق أعلى معايير الإنتاج والبث العالمية، لذلك، فإن التعاون البناء مع الجهات الإعلامية المصرية والعربية وغيرها هو من الخيارات المطروحة بشكل مستمر ضمن خططنا المستقبلية ومستهدفاتنا الاستراتيجية، كما أنه يوحد الرسالة الإعلامية ويصل بها إلى الجمهور للتأكيد على عمق العلاقات الاستثنائية التي ترسم قياداتنا من خلالها المستقبل للأجيال المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة.
الإعلام الرقمي هو المستقبل .. كيف يتم تدريب الكوادر الوطنية؟
تحرص أبوظبي للإعلام على إطلاق برامج ومبادرات خاصة برعاية المواهب والكفاءات الإماراتية في قطاع الإعلام، بما يتيح للكفاءات الشابة فرصة تطوير قدراتهم وصقل مهاراتهم، وتمكينهم من دخول سوق العمل من بوابتنا التي تُعتبر صرحاً إعلامياً رائداً في المنطقة.
وبالطبع هذه المبادرات تتمحور حول التوجه الاستراتيجي لأبوظبي للإعلام التي وضعت الإعلام الرقمي والتفاعلي أولوية ومكوناً رئيسياً من مكونات العمل الإعلامي ضمن قنوات أبوظبي للإعلام في ضوء استراتيجيتنا للتحول الرقمي الذي يعتمد على أحدث التقنيات والحلول المبتكرة.
اليوم جميع منصات الإعلامية تعمل على توفير محتواها وبرامجها عبر مختلف الصفحات والقنوات الرقمية لنتمكن من الوصول إلى جميع فئات الجمهور وبأسلوب تفاعلي ومتميز.
هل هناك مجال أو رؤية لتدريب كوادر من دول أخرى؟
تعتبر أبوظبي للإعلام حاضنة وجاذبة للمواهب والكوادر المبدعة، ومنصة فاعلة في توفير التدريب والتطوير ومجالات النمو المهني للخريجين، وتمكينهم من أداء رسالتهم ومهامهم وفق أعلى المعايير.
خطورة الذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام وكيف نتجنب تداعياته الغير متوقعة إذا لم يتم تقنين التعامل به؟
تطور الذكاء الاصطناعي قد أحدث تحولات كبيرة في مجال صناعة الإعلام، وعلى الرغم من الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يقدمها، إلا أنه ينطوي أيضًا على خطورة وتحديات تحتاج إلى مراعاتها ومعالجتها، وهناك عدد من المخاطر التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي في صناعة الإعلام وأبرزها:
انتشار الأخبار الزائفة والتضليل
تجاوز الخصوصية والتحليل السلوكي
فقدان وظائف بشرية
تصاعد خطابات التحريض والكراهية
تزوير الوجه والصوت
ولتجنب تداعيات الذكاء الاصطناعي غير المتوقعة، يجب وضع تشريعات وسياسات تنظم استخدامه في صناعة الإعلام وتضمن الشفافية والمساءلة. كما يجب تشجيع البحث والنقاش حول الأثر الاجتماعي والأخلاقي لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وضمان تطبيقها بطريقة تحقق التوازن بين التطور التقني والقيم الإنسانية
هل يتعلم الإعلامي ذاتياً ويطور من نفسه .. أم من خلال مؤسسة؟
أعتقد أن التعليم الذاتي والمؤسسي يلعبان دوراً متكاملاً ومتناغماً فيما يتعلق بتطوير الشخصية الإعلامية أو تعزيز مستويات الأداء والكفاءة في هذا المجال، وخاصة وأن المشهد الإعلامي الراهن يشهد تغييرات متسارعة تفرض على الجميع مواكبة أحدث المستجدات وتبني آخر الحلول والتوجهات، وهذا ما يحتاج إلى وعي ذاتي تدعمه مؤسسة إعلامية رائدة، وهنا يبرز عنصر الخبرة الإعلامية والقدرات والكفاءات البشرية القادرة على التعامل مع مختلف التحديات والمواقف والضغوطات غير المتوقعة.
شخصية إعلامية مميزة ومشوار حافل بالإنجازات .. نصيحة توجهها لكل إعلامي وإعلامية في بداية مشوارهم المهني
أن يسير الإعلامي خلف رسالة إعلامية هادفة ويحتكم في عمله وقراراته إلى أخلاقيات ومبادئ المهنة، والسعي الدائم نحو التطور والتعلم واكتساب الخبرات ومواكبة المستجدات والتقنيات والأدوات الجديدة.