الأحد 2 فبراير 2025

مقالات

رفاعة الطهطاوي حاضرا في نصين للكاتب المسرحي نعمان عاشور


  • 10-8-2023 | 16:22

أحمد عبد الرازق أبو العلا

طباعة
  • أحمد عبد الرازق أبو العلا

كان شغف نعمان عاشور بحياة "الطهطاوي" دافعا للافتتان بنضاله ومواقفه، فأكبر دوره البارز الخلاق زمنا طويلا، ثم وجد المناسبة ليفكر في الكتابة عنه،

آمن الشيخ المستنير بالعقل وليس النقل، واتخذ الترجمة وسيلة من وسائل دعم الدولة المدنية، وكانت تجربته في فرنسا هي التجربة التي أثرت أفكاره.


التزم النص الأول بالقالب التسجيلي، الذى حاول التخلص منه في المُعالجة الجديدة، واعتمد على تكنيك المسرح داخل المسرح أو ما يعرف بالتمثيل داخل التمثيل حين أوغل عاشور في حياة رفاعة وجهاده ومواقفه زاد اندهاشه من شخصيته، فاستحضره من التاريخ، ليقدمه شخصية مسرحية لها أبعادها الدرامية 
 في عام 1973 كتب "نعمان عاشور" نصا مسرحيا بعنوان "رفاعة الطهطاوي أو بشير التقدم"، وهو دراما تسجيلية في ثلاثة فصول وعدة مناظر، وبعدها بسنتين عام 1975 أعاد كتابته من جديد، وبصياغة مختلفة تماما تحت عنوان "وباحلم يا مصر"، وكان تسجيليا أيضا، وفي تلك المرة جاء في قالب غنائي. 

وقبل مناقشة النصين أطرح سؤالين أولهما: ما الذي دفعه لاستحضار الشيخ (رفاعة الطهطاوي) من التاريخ، ليقدمه شخصية مسرحية لها أبعاد درامية، لم تغب عن المعالجة، على الرغم من تسجيلية النص؟ 
  كان دافعه هو اندهاشه، حين أوغل في حياة رفاعة وجهاده ومواقفه أمام ما تواجهه به من انطباقات من صور حياة وجهاد ومواقف أبناء مصر المثقفين الذين جاءوا بعده فخطوا ذات الخطوات التي اتبعها، لا سيما تلك الصفوة البارزة من المفكرين والأدباء، بل العلماء الذين قُدر لهم أن يرتحلوا إلى أوروبا ويحتكوا بحضارتها ويتأثروا بها تأثرا حقيقيا أصيلا. ومن ناحيه أخرى: كان شغفه بحياة (الطهطاوي) -كما ذكر  في مقدمة النص- دافعا للافتتان بنضاله ومواقفه، فأكبر دوره البارز الخلاق زمنا طويلا، ثم وجد المناسبة ليفكر في الكتابة عنه، حين راجع موقفه من الكتابة للمسرح على مدى العشرين سنة الماضية -أي من عام 1953-1973- وإلى تطورات الحركة المسرحية في السنوات الأخيرة -السبعينيات- وهي تطورات قاصمة أوصلتها إلى طريق مسدود لا سبيل فيه أمام أي إنتاج درامي جاد، له قيمته الفنية أو الفكرية، وكان أن هداه تأمله إلى ما يمتلكه من مادة درامية غنية في حياة الكثيرين ممكن كتب عنهم بين أفذاذ رجالات مصر السياسيين والأدباء والمفكرين والكُتاب، فاختار أن يبدأ برفاعة الطهطاوي كأصدق وأسطع مثال مقوم له دلالته في الكشف عن المؤرقات الثقافية التي (لا تزال تترسب في باطن البيئة كنقيض مباشر لدعواه الصارخة إلى الحرية والتقدم).                     
  وفي هذا النص التزم (نعمان عاشور) بالحقيقة الموضوعية في معالجة الواقع الحي، فضلا عن تناوله للحقيقة التاريخية بأسلوب واقعي خالص أضفى على نصه سمة التسجيلية، وإن لم يخلُ من الدرامية.  
 والسؤال الثاني: لماذا قام بإعادة صياغة النص بعد سنتين من كتابته؟ 
   - لم تكن هذه هي المرة الأولى التي قام فيها (نعمان عاشور) بإعادة صياغة نص انتهى من كتابته، فعل هذا مع مسرحيته الأولى (المغماطيس) 1955 فأصبحت (عطوة أفندي قطاع عام) 196،  وفعلها -أيضا- حين قام بإعادة صياغة مسرحية (سر الكون) التي كتبها قبل نكسة 1967 لتتوافق وحدث الهزيمة حين صدرت عام 1968. ونراه يبرر هذا التعديل بقوله (تطلبت مُعالجة الموضوع بصورته الأولى أن اُضمّن النص الكثير من الحقائق التي أحاطت (رفاعة الطهطاوي) كرائد للثقافة المصرية المُعاصرة، وحامل لواء معظم الدعوات المتحررة الحديثة بالنسبة لكثير من القضايا، هذا فضلا عن حياة الرجل العريضة التي عاصر خلالها حكم خمسة من الخديويين وفي فترة عاشتها مصر وهي تتفتح على حياتها الوطنية في بوتقة الانصهار القومي، وسط أعاصير الصراعات العالمية الضخمة التي بدأت تظهر بين الإمبراطوريتين الاستعماريتين الكبيرتين إنجلترا وفرنسا على مدار القرن التاسع عشر.. كان النص على صورته الأولى يحمل طابعا علميا خالصا، مادته العلمية وافرة ولكنها تفيض عن حاجة المُعالجة الدرامية وتجعل منه عرضا جافا جامدا يستحيل أن تطيقه أو تحتمله مدارك جمهور مسرحنا القائم حاليا).
  وإذا كان النص الأول قد التزم بالقالب التسجيلي، فإنه في المُعالجة الجديدة -كما سنرى-  حاول التخلص -بعض الشيء- من هذا القالب، فجاء على صورة رسالة جامعية مقدمة من طالبة عن (رفاعة الطهطاوي) تتم مناقشتها على خشبة المسرح، ويشهدها الجمهور، كما لو أنه كان جموع الطلبة الذين يحضرون مناقشة الرسالة الجامعية، واعتمد على تكنيك المسرح داخل المسرح أو ما يعرف بالتمثيل داخل التمثيل.  
رفاعة الطهطاوي بشير التقدم
  لقد آمن الشيخ المستنير بالعقل وليس النقل، واتخذ الترجمة وسيلة من وسائل دعم الدولة المدنية، وكانت تجربته في فرنسا حين رشحه أستاذه (الشيخ حسن العطار) ليكون إماما للبعثة المُسافرة إلى هناك، بناء على طلب (محمد علي) هي التجربة التي أثرت أفكاره، وخلال الخمس سنوات التي قضاها، استطاع تسجيل ملاحظاته، ومشاهداته، وقراءاته، وما ترجمه من معارف، في كتابه المهم (تخليص الأبريز في تلخيص باريز) عام 1934 كل هذا حدث بعد مرور أكثر من ستة وثلاثون عاما على قيام الثورة الفرنسية، تلك التي أثرت متغيراتها في المجتمع الفرنسي  وأثرت -بالتبعية- على طريقة تفكير (الطهطاوي) تأثيرا كبيرا. مما دفعه لاحتضان مفاهيم ثورية وتنويرية، لم تكن مطروحة في المجتمع المصري، ومنها مفهوم التربية، ومفهوم المعرفة، وارتباطها بفكرة الحرية، والتأكيد على أهمية وضرورة تعليم المرأة، كما أشار إلى ذلك في كتابه (المرشد الأمين لتعليم البنات والبنين) هذا فضلا عن تأثره بأستاذه (حسن العطار) وكان شيخا مستنيرا، يؤمن بأن التغيير لن يحدث في مصر (إلا إذا تجدد بها من المعارف ما ليس فيها). ولقد وجد (الطهطاوي) المناخ صالحا في عصر (محمد علي) لأن نشاطه ارتبط وظهر مع تأسيس الدولة المدنية التي سعى لتحقيقها (محمد علي) وكان من شواهدها وضعه لقانون أسماه (سياستامة) عام 1837 أي بعد ظهور كتاب رفاعة (تخليص الإبريز) بثلاثة أعوام. وفي هذا القانون أكد على مبدأ الحرية (الحرية الشخصية– حرية التملك– حرية السكن وحرمته– حرية التجارة والعمل والصناعة) وتضمن تنظيم المصالح الحكومية المختلفة، وحدد اختصاصاتها، كل هذا حدث قبل ظهور أول دستور في مصر عام 1882، ونفس تلك الأفكار أشار إليها (رفاعة) وأكد عليها: العدل أساس العمران- الشورى أساس الحكم- الأمة مصدر السلطات- الاستفادة من ثقافة الأجنبي.                                        
  كل تلك الأفكار أشار إليها واعتمد عليها (نعمان عاشور) وهو يكتب نصه التسجيلي، الذي تتبع فيه شخصية (رفاعة) ببعدها الفكري والإنساني أيضا، تلك الرحلة التي بدأت من عام 1825 – 1872 أي منذ سفره إلى باريس حتى وفاته. مشيرا إلى المعاناة التي واجهها (الطهطاوي) بعد وفاة (محمد علي) ومجيء أبنائه، ثم أحفاده من بعده (إبراهيم- عباس الأول- سعيد- إسماعيل) وكل هؤلاء عاصرهم، ولم يستطع التعامل معهم كما كان يتعامل من قبل مع (محمد علي) وذلك لأن كل واحد منهم، له أهواءه، ونوازعه، وأغراضه، وبحثه عن مجده الشخصي، ومن هنا اهتم (نعمان عاشور) باستدعاء بعض الأحداث التي توضح تلك المعاناة، وفي نفس الوقت توضح تمسك (الطهطاوي) بما آمن به، وعمل عليه، بدون تراجع أو إحساس بالهزيمة. لم يواجه فقط تعنت الخدويين، بل واجه -أيضا- مواقف المشايخ المتعصبين الجامدين، وحقدهم عليه، والكيد له لدى الخديو عباس الأول، الذي لم تعجبه فقرات جاءت في الدستور الفرنسي الذي ترجمه (رفاعة الطهطاوي) واتهمه بالحماس في شرح مواده وتعليقه على بنوده بفطرة حرة، ولهذا قام بنفيه إلى السودان بزعم تعيينه ناظرا لمدرسة الخرطوم الابتدائية، وبعد عودته من السودان وكان عمره خمسة وخمسون عاما وفي عهد (الخديو سعيد) أعلن عن رغبته في إصلاح ما أفسده من جاءوا بعد جده (محمد علي) فقدم مشروعا يقوم على التسوية بين الأعيان والرعاع  في مادة التعليم الأهلي، حين تم تكليفه بأن يكون ناظرا عاما على المكاتب التعليمية، لكن (سعيد) خذله أيضا.  
  وهنا يستعين (نعمان عاشور) ببعض مما قاله (الطهطاوي) في كتبه حول بعض المفاهيم التي أشرت إليها من قبل. وينتهي العمل بعبارات ذكرها الكاتب على لسان (الطهطاوي) وهو مستلق على فراشه مريضا ومُتعبا (سأنام أحلم بالحرية، لأن الحرية عماد التقدم... المعرفة والحرية على الدوام، المعرفة والحرية على الدوام).. ويموت بعدها.
وبحلم يا مصر
"رسالة عن رفاعة الطهطاوي"
   هذا النص المُعدل، فيه من الدرامية أكثر مما فيه من التسجيلية، وذلك لأن الكاتب اهتم أكثر بالبُعد الإنساني في شخصية "رفاعة الطهطاوي" فضلا عن محاولته الغوص في داخله لاستخراج معاناته، والتعبير عنها دراميا.. ومن هنا كان استخدام تكنيك "المسرح داخل المسرح" مُلائما لدعم اللعبة المسرحية، وتخليصها من الجمود الذي تتسبب فيه التسجيلية،  وحاول -في الوقت نفسه- خلق صراع  على مستوى حدثين،  الأول منهما: هو الحدث الرئيسي أثناء مناقشة الرسالة العلمية التي تقدمت بها الطالبة إلى الجامعة وشخوصه هم المناقشون، والحدث الفرعي، الناتج عن العودة إلى الماضي لتجسيد موقف متعلق بموضوع المناقشة، نجد فيه "رفاعة الطهطاوي"  حاضرا، ومتفاعلا بشخصه وكأنه خرج من صفحات الرسالة.                                                 
  ويمكن لي تحديد صور الاختلاف بين النصين في النقاط التالية:                                   
1- كل الشخصيات في هذا النص هي نفسها الموجودة في نص "بشير التقدم" فيما عدا شخصية الشيخ "حسن العطار" التي غابت هنا.                                                             
2- اعتماد النص الأول على تقنية "الفلاش باك" واعتماده هنا على تقنية "المسرح داخل المسرح".
3- إدارة الحوار هنا باللهجة العامية أكثر من استخدامه للفصحى. وكان يزاوج بينهما في النص الأول، وتلك المزاوجة كانت محاولة من المؤلف، لعلمه بأن  رفاعة الطهطاوي أقرها  -كما ذكر- في نظرته إلى اللغة كوسيلة تعبير، وليست غاية في حد ذاتها. 
4- حافظ هنا على بعض المشاهد كاملة، كما جاءت في النص الأول. لكنها مشاهد قليلة.
5- توظيف الأغاني بوصف النص غنائيا، وكتبها الشاعر "حمدي عيد" ووضع المؤلف بعضها في مقدمة النص والبعض الآخر ، وضعه في سياق الأحداث ذاتها . 

 أما فيما يتعلق بموضوع المسرحية، فهو نفسه ولكن بحوار جديد، ومواقف جديدة، وبقضايا أكثر اتساعا من تلك التي عالجها في نص "بشير التقدم" فنجده -هنا- قد توسع في مناقشة مفهوم الحرية بشكل عام، وحرية المرأة بشكل خاص،  لأن "الطهطاوي" رأى أن الحرية هي الأصل الذي جمع بين الناس في فرنسا، وحدد لهم مبادئهم، فضلا عن الإيمان بالعمل، والكاتب يوضح لنا في مشهد كيف كان "الطهطاوي" يتعامل مع زوجته، وكيف كان يؤكد على حقها في النقاش، ولم يمنعها من مقابلة زواره في بيته  وبدون حجاب، مما دفع خاله الشيخ  لمخاطبته، رافضا هذا السلوك قائلا له: "عملتها يا رفاعة.. عملتها؟ إحنا هنا يا بني مش في باريس، دا احنا في طهطا، العقول هنا ضيقة، حافضل أنبهك، أنت تايه عن أهل الصعيد، ما عندناش حريم تقعد مع رجالة"، فيرد عليه الطهطاوي "وأنا ما بعترفش بنظام الحريم".. وتحدث -أيضا- عن دور "رفاعة الطهطاوي" في مدرسة المترجمين التي فتحها في الأزبكية، بهدف نقل معارف أوروبا وعلومها المُتقدمة إلى مصر، وكان "نعمان عاشور" هنا أكثر خبرة في معالجة القضية، لاهتمامه باستحضار الأحداث التي تحقق الدرامية، وتتسم بالصراع، المُنتج للدراما داخل النص، معبرا عن حالة الحزن التي أصابت "رفاعة" حين قام الخديو إبراهيم، بإغلاق "مدرسة الألسن" وإغلاق جريدة "الوقائع المصرية" واتهام "الطهطاوي" للخديو في النص بالاستبداد.

وعن طريق المناقشة، ومن داخل الحوار الدرامي نتعرف على  العقيدة السياسية لرفاعة الطهطاوي ومثل تلك الاستدعاءات، تشير إلى الجانب التسجيلي في العمل. ففي ظل حكم عباس الأول (كان رفاعة يثق في محمد علي كحاكم، ولكنه لم يكن يؤمن على وجه العموم بأسلوب الحكم الفردي المُطلق، وقد جاءته هذه النظرة من واقع عقيدته الإسلامية التي تستند في صُلبها إلى حكم الشورى، كما أنه استمدها من تأثره بالثورة الفرنسية، ومبادئها الديمقراطية، لهذا فإنه لم يُفجع في وفاة "محمد علي" بقدر ما فُجع في النظام الذي خلفه من بعده، وهو توارث المُلك بين أفراد عائلته من الخديويين الذين يقوم حكمهم على التسلط الفردي و(السلطة المطلقة)  هنا تتجلى اختيارات المؤلف، لبعض مقولات (الطهطاوي) وإبداء الرأي فيها عن طريق شخوص المسرحية، وهم أساتذة جامعة، ويصبح من المنطقي مناقشتهم للموضوع بتلك الطريقة المباشرة.   
 

وفي هذا النص أشار المؤلف إلى كتابي: "مناهج الألباب – المرشد الأمين في تعليم البنات والبنين" مجرد إشارة، بينما اهتم أكثر في النص الأول بمناقشة موضوع تعليم المرأة، ويكشف هنا عن معاناته حين تم تكليفه بالعمل وكيلا للمدرسة الحربية بالحوض المرصود ، والتي استمر فيها لمدة خمس سنوات ، وكان يعتبر هذا القرار نفيا داخليا وعقابا من الخديو.

ومع تلك المعاناة، استطاع رفاعة تحويل تلك المدرسة إلى مدرسة ألسن جديدة بدلا من تلك التي أغلقها  "الخديو إبراهيم" إلا أن "الخديو سعيد" قام بإغلاقها أيضا، ولك أن تتخيل، كل تلك الأحداث والمواقف التي اختارها المؤلف بدقة، كيف أنها تُحدث بالفعل صراعا داخليا في نفس "رفاعة" وكيف أن هذا الصراع مناسبا تماما للعبة المسرحية، المعتمدة على تسجيل أحداث تبدو جامدة، ويحاول المؤلف أن يخرجها من جمودها.

ويُبعدها عن المباشرة  القاتلة للفن، وتلك النقطة تحديدا هي التي دفعته -بالإضافة إلى الأسباب التي ذكرتها في مقدمة المقالة- إلى تعديل النص الأول، حين تقدم به لهيئة المسرح، لتعرضه على مسارحها، ولكنها أهملته لمدة عامين كاملين، مما دفعه إلى إرسال خطاب للمسؤولين طالبا فيه سحب نص المسرحية، ومقدما استقالته من لجنة القراءة المركزية، احتجاجا على هذا التعطيل، وعلى الرغم من تلقيه خطابا من الكاتب (سعد مكاوي) رئيس الهيئة في ذلك الوقت  عام 1975 أشار فيه بترحيبه بالنص، مؤكدا لمؤلفه أنه ما زال مُدرجا في خطة المسرح القومي، إلا أن "نعمان عاشور" فضل أن يقوم بالتعديل، لأنه أدرك أن السبب ربما يعود إلى جمود النص، وجفاف مادته التسجيلية. مما دفعه لوضعه في قالب غنائي، جاء مختلفا تماما عن القالب الذي كان عليه.

وكما انتهت المسرحية الأولى بعبارة "الطهطاوي" وهو على سرير المرض بتأكيده على فكرة الحرية، لأنها عماد التقدم، نجده هنا يؤكد نفس الفكرة بعبارات جديدة مختلفة قالها الطهطاوي قبل موته: "مستقبل مصر مرهون بالحرية. مفيش تقدم من غير حرية، مفيش معرفة من غير حرية، مفيش عدالة من غير حرية، مفيش نهضة من غير حرية، مفيش مصر من غير حرية" وتنتهي المسرحية بحصول الطالبة على الدرجة العلمية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة