الإثنين 3 يونيو 2024

في ذكرى رحيلها.. "سناء يوسف" ملاك الثورة "رفيقة الشهداء"

18-2-2017 | 19:11

"فانية يا الله فلا تشقينا"، كانت تلك الكلمات، هي آخر ما دونته الناشطة سناء يوسف، على صفحتها الشخصية، بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وكأنها كانت ترثي نفسها، قبل ساعات من وفاتها؛ إثر هبوط حاد بالدورة الدموية.

“سناء” خطفها الموت، وهي لم تزل في العقد الثالث عمرها، هكذا انتشر الخبر، مغلفا بالرضا بقضاء الله.

ماتت ملاك الثورة، وأيقونتها الرقيقة، فعم الحزن كل شيء، وبكاها كل من عرفها. 

 الملاك المجهول

كانت “سناء” تهتم بملف مصابي ثورة 25 يناير، وأهالي الشهداء، حتى اختار لها القدر أن ترافق هؤلاء الشهداء إلى الجنة، وكانت حاضرة في كل الأحداث التي تلت الثورة، ورغم ذلك لم تسع يوما للظهور بين نجوم الصف الأول للثورة، فهي لم تكن من هواة الشهرة، أو الظهور الإعلامي. 

محمد محمود

ومع ثورة الشباب دأبت سناء على مساعدة مصابي الثورة، ودعم السجناء السياسيين، فكانت واحدة منهم، وتم القبض عليها، وسجنها لقرابة 4 أشهر كاملة، في أثناء مشاركتها بأحداث محمد محمود الأولى، بتهمة ارتكاب أعمال بلطجة، وهو الاتهام الذي تبين زيفه فيما بعد، وتأكد أنها أدت دورا بطوليا في مساعدة، وإنقاذ المصابين خلال الأحداث.

"كن إنسانا وكفى"

خرجت سناء التي تنحدر من عائلة تنتمي لإحدى شرائح الطبقة الوسطى، من محبسها؛ لتواصل عملها الخيري دون كلل، أو ملل، فأسست حملة أطلقت عليها اسم «كن إنسانا وكفى» فقناعتها كانت أن الإنسانية لا تفرق بين اللون والعرق والدين والنوع، ولم تترك محتاجا إلا وساعدته ودعمته بكل ما أوتيت من قوة ومال وعلاقات.

تلقت "ملاك الثورة "  عروضا بأن تخرج من وراء الكواليس، وتظهر للجمهور عبر الفضائيات، إلا أن كل المحاولات لإقناعها باءت بالفشل، وحرصت أن تكون بين جمهورها من السجناء، والمصابين، وذويهم.

صـدمة

كان موت سناء المفاجئ صدمة للنشطاء السياسيين، فرغم أنها لم تنضم لحزب أو تنتمي لتيار سياسي بعينه، فإن للجميع معها مواقف طيبة ومؤثرة، وصفوها بالبطولية، فتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى مظاهرة حب لسناء وسيرتها