بعد قرار الحكومة الصينية بمنع التباهي وإلزام المواطنين بإخفاء مظاهر الغنى والثراء، على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن حذف آلاف من الفيديوهات والمقاطع المصورة، التي تبرز الحياة الرغدة والغنى الفاحش لبعض المواطنين، نتساءل عن مدى تأثير ما نراه على منصات "السويشيال ميديا" من صور وملامح ثراء على المواطنين، وهل مثل هذه القرارات مجدية في حالة تطبيقها، وهل تقضي على ظاهرة الحقد الطبقي وعقد المقارنات والشعور بتدني بعض الأسر عن الأخرى....
من جهته، أكد الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، من خلال تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن وسائل التواصل الاجتماعي تختلف من دولة لأخرى، وهناك بلدان تقوم بإتاحة الحرية التامة لما ينشر من خلال تلك المنصات، وأخرى تقيد بعض المنشورات والفيديوهات، وما حدث في الصين من قرار بمنع التباهي والتفاخر على مواقع التواصل الاجتماعي، أمرا إيجابياً وفعالاً للمجتمع بشكل كبير، وذلك لأن هناك جوانب سلبية تؤثر على الأسر نتيجة التواصل والاطلاع على " السويشيال ميديا"، حيث يستخدمها البعض للمقارنة بين أنفسهم والآخرين سواء في شكل الجسم أو في المناسبات الاجتماعية مثل أماكن السفر للعطلات أو دائرة الأصدقاء أو المستوى الاجتماعي وملامح الثراء، مما يخلق نوعاً من الإحباط والكآبة والنقمة على المعيشة والحياة بشكل عام.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، أن ذلك القرار إن طبق في مصر أو في بعض الدول العربية والتي تعاني من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار والبطالة، سيكون لها صدى واسع وتقبل من قبل بعض الأسر خاصة الذين يعانون من الأزمات الاقتصادية والمادية الصعبة، لأن التفاخر والتباهي يثير الحقد بين المواطنين، ويجعلنا نشعر بالطبقية وبالظروف المعيشية الصعبة، والعجز وعدم القدرة على المنافسة أو تحقيق الأحلام، وتدمير الحياة الزوجية نتيجة الرغبة في التقليد وقلة الإمكانيات، فضلاً عن الضغط النفسي الذي يعيشه الكثير من الآباء والأمهات من إزباد هوس أبنائهم وخاصة المراهقين من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي يوميا، بفكرة استعراض الحياة اليومية والذات، أو أي شيء يمكن استعراضه، تقليداً لحياة المشاهير والأثرياء التي أصبحت واقع نشهده يومياً عبر تلك المنصات.
واختتم عبد الباسط حديثه، مؤكداً بضرورة مراعاة مشاعر الآخرين على منصات التواصل الاجتماعي، وعدم نشر ما يسبب لهم الغيرة وعقد المقارنات، والكف عن كل ما يثير التباهي والتفاخر، بما يسببه ذلك من مشاكل اجتماعية، نحن في غنى عنها.