الإثنين 29 ابريل 2024

تتعدد المحاولات والهدف واحد

مقالات13-8-2023 | 15:16

تأخذني الدهشة وأنا أتابع تلك الحملة الشعواء ضد مصر وقائدها فلم تتغير أهداف عناصر تلك الحملة ولامشتغلين فيها يوما ما ولم تتغير أساليبهم قط فهم دائمو البحث عن الفرصة للتسلل ومتعطشون للبيئة المناسبة للتكاثر والنمو لاستئناف مهمتهم القذرة وهي إسقاط مصر التي وصفوها بأنها الجائزة الكبرى التي ضاعت منهم في حصاد غنائم الربيع العربي المشئوم.

لم تتغير الوجوه ولم تتبدل الكلمات ولم يتحول عداؤهم يوما للجيش ولم تتوقف محاولاتهم لتشويه دوره والإساءة إليه وقد تفهم المصريون ذلك وأدركوا جيدا  حالة الثأر التاريخية الكامنة مع تلك المؤسسة الوطنية العظيمة التي يكيدون لها ليل نهار  ولم لا فهي التي منعتهم  من تحقيق طموحهم في استعباد المصريين وحرقهم لتنفيذ أجندات من هنا وهناك باتت اليوم تراثا يتندر المصريون عليه.

ومن اليوم الأول بل وقبل اليوم الأول ناصبوا الرئيس السيسي العداء ولم يقبلوا منه صرفا ولا عدلا ولن يقبلوا ومن هنا فاستمرار ذلك العداء ليس بمستغرب وبات ذلك الخطاب المتلون مفضوحا لدى المصريين الذين باتوا يستقبلون تلك الأحاديث الممزوجة بشعارات تتحور وفق مجريات الأمور ومستجداتها كما يتحور فيروس كورونا وهي ذات الشعارات التي سبق أن استخدمت لإثارة الفوضى اللازمة لتمرير أحداث 25 يناير وما بعدها من مخطط لإعادة وفك وتركيب الدولة المصرية وفق ما كانوا يضمروه وافتضح لاحقا ويعاد استخدامها اليوم لهدف واحد وهو أن يشعر بالخجل إن حاول الدفاع عن بلده ومسارها لتحييده مجددا وإتاحة الفرصة للوجوه العكرة لتملأ المشهد من جديد.

والشئ الثابت طوال تلك السنوات بدءا من أول يوم تولى فيه الرئيس السيسي مسئولية الحكم هو محاولة ركوب موجة أي تعثر واستثمار أي أزمة لتقزيم الدولة المصرية ووسم القائمين عليها بالفشل فكان هدف كل ثورة محتملة صنعوها هو ترسيخ حالة من التساؤل عن  فائدة تأييد الدولة ومؤسساتها وأن الاصطفاف معها نوع من عدم إدراك ما أدركنه أدمغتهم الصدئة وصدورهم الممتلئة غلا من حقيقة.

..ولأنهم لايحملون للشعب المصري مثقال ذرة من احترام ولا يكترثون لحاضره أو مستقبله فهم صنفان إما من حققوا الثروة قبل 30 يونيو أو المتطلعين لتحقيقه بعد 30 يونيو ومع كل فشل لهم كانوا يكيلون للمصريين الشتائم بالجهل وعدم الفهم نتيجة تجاهل جعواهم النبيلة باستدعاء الفوضى اللازمة لأسيادهم في الخارج ليتحركوا ويتموا ما بدأوه في 2011.

والشئ الفاضح أن خطابهم ومازال يشبه الأسطوانة المشروخة حيث تحمل نفس الأسلوب وذات المبررات ونفس المآلات والأهداف وبسيناريو واحد شعاره أن الخلاص كامن في الفوضى فلتتحركوا ضد مؤسسات دولتكم وجاءت الأزمة الاقتصادية الأخيرة والتي بالطبع حملوها كاملة للدولة فرصة ثمينة تتعلف بها قلوبهم كما يتعلق الغريق بقشة وهي الأزمة الت كشفت عمق شماتتهم ودناءة نفوسهم فلم يبق لأحدهم ذرة من شرف ليبين تداعيات الوضع العالمي وتعقيداته التي أوصلت المؤشرات الاقتصادية إلى ما هي عليه اليوم  وهو اتساق مع عدم احترامهم للمصريين أو المبالاة بما يصلح شأنهم فهم أبواق هدم وتدمير لا صوت بناء وتدبير .. ولنتساءل هل تحدث أحدهم يوما لماذا يتم حصار مصر بالحروب والفوضى بدءا من غزة ومرورا بليبيا وأخيرا السودان .. هل تساءل أحدهم يوما لماذا هذا الحصار الاقتصادي غير المعلن على مصر.. هل فسروا لنا يوما لماذ غابت التقارير والتحاليل الأجنبية الإيجابية منذ أول يوم لدولة 30 يونيو ولماذا تنهال علينا اليوم تلك التقارير  المبالغة والمتشائمة بل والمغالطة والمتجاوزة طوال الوقت.. وما هذا الكبر والوصاية التي تعلو بها أصوات في الداخل والخارج  وسط لهاث على سباق رئاسي لم يبدأ بعد.. ولماذا هذا الافتئات على المصريين في ما يشبه حملات التلقين لسيناريوهات مريضة.. هل تظنون أن المصريين مازالوا يسمعون لكم أو يثقون في ما تطرحون رغم كل الصعاب التي يواجهونها لكنه نفس النهج الذي تسيرون عليه وهو الإصرار على رفض إرادة المصريين في 30 يونيو ومحاولة تجاوز ما ترتب عليها وبسرعة وبعد أن فشلت كل محاولات مناديب الداخل  لفرض ذلك وفشل أذرع الإرهاب  للنيل من شرف الجيش في سيناء أرض فخاره ونصره الذي يؤلمكم وكذلك فشل انهيار اللحمة المجتمعية تحت وطأة مسار إصلاحي شديد القسوة ..ولم يبق بعد ذلك كله إلا الحصار من الخارج وتضييق الخناق على المصريين ليدفعهم الخوف للسماع لكم مجددا أو الالتفات إلى أباطيلكم مرة أخرى.

..وكما أخطأتم تقدير المصريين مرارا في غباء مستحكم ستفشلون أيضا في هذه المحاولة فلم يعرف المصريون يوما طعم الاستسلام أو الخنوع وتأكدوا أن المصريين اليوم يقرءون ما تعدون من سيناريوهات تظنونها  سرية أومحكمة كما يرون الشمس في رابعة النهار ومساركم اليوم مفضوح التوجه مفضوح الأهداف وهو محو دولة 3 يوليو وما ترتب عليها من ترسيخ استقلال وطني يؤرقكم ويهدد مصالحكم .. فهدئوا من لهاثكم ووفروا مجهوداتكم للخروج من حسرة مرتقبة تنتظركم فلم يفرض يوما محتل أو خائن أو متلون أمرا ما على  المصريين فوسط هذا الفوران المحتدم والمتصاعد والمدفوع بداخلكم بأمل وهمي بنجاح متوهم أنساكم معدن المصريين كما أنساكم  تدبير الله فسبحانه خير الماكرين ولا يصلح عمل المفسدين.. فلا تصدعونا.

Dr.Randa
Dr.Radwa