بقلم : سكينة السادات
حكيت لك الأسبوع الماضى الحكاية التى روتها لى قارئتى السيدة أحلام 46سنة التى تربت فى أسرة يغمرها الحب والتفانى، ولم يرزق والدا أحلام بأولاد سوى أحلام وبعدها بـ 12 عاما وبعد علاج طويل جاء أخيها الصغير أيمن الذى فرحت به الأسرة كثيرا، وكان والدها محاميا كبيرا معروفا وبعد أن تخرجت أحلام في كلية الحقوق كما أراد والدها التحقت بالعمل فى مكتبه واكتسبت خبرات عظيمة فى المحاماة وفى الحياة، وجاء محامى شاب ابن صديق والدها المحامى أيضا وخطبها وتزوجا ولم تنجب لمدة خمس سنوات وقال الأطباء إنه لا مانع للإنجاب لديها أو لدى زوجها لكنها ربما تكون وراثة عن أمها، ثم رزقها الله بابنتها الوحيدة ثم كانت الصدمة عندما أصيب والدها بسرطان المثانة وعولج فى الداخل والخارج لكنه لقى وجه ربه الكريم بعد عام من العلاج، ثم ماتت أمها التى كانت متعلقة بزوجها كثيرا بعده بستة شهور فقط وبقيت مشكلة أيمن أخيها الصغير من يرعاه، وهل يتركون بيتهم ويعيشون معه أم العكس؟
***
واستطردت السيدة أحلام زوجى محمد الطيب المحترم قال لى) أعيش معك حتى فى عشة فراخ( هنا أو هناك واحد !أخى أيمن كان سنه 15سنة فى السنة الثانية الثانوية قال: لن أغادر غرفتى فيها كل حاجاتى تعالوا إنتوا هنا لو عاوزين أنا مش حسيب بيت أبويا !
وفعلا.. تركت بيتى وأخذت ابنتى وعشنا مع أيمن أخى الصغير المدلل الذى تنازلت له عن إرثى حتى لا يحتاج لأحد في حياته لأننى كنت أعتبره ابنى الذى لم أنجبه، وفعلا كنت أنا التى تقوم برعايته قبل زواجى وبعد زواجى أيضا وكان يحبنى وأحبه كثيرا وخاصة بعد أن لاقى والدانا وجه رب كريم.
***
واستطردت أحلام.. كنت أحمل عبء إدارة مكتب المحاماة الذى تركه لى أبى وكنت ولا أزال أديره بكفاءة اكتسبتها من والدى والكل هناك يحبوننى، وبفضل الله لم ينقص شىء على أحد فى المكتب ولكن بالطبع قلت القضايا بعد وفاة أبى المحامى المشهور (لكنها مستورة وماشية والحمد لله(، أما زوجى محمد فهو الطيبة بعينها وحبه لابنته الوحيدة وحب ابنتى له يفوق الخيال لكن المشكلة هى أيمن يا سيدتى.. لقد عذبنى ولوعنى حتى حصل على الثانوية العامة والمجموع كان ضعيفا جدا وتدخلت نقابة المحامين التى كان أبى عضوا مهما فى مجلس إدارتها وأخيرا دخل كلية الحقوق الفرنسية بمبلغ كبير أدفعه عن طيب خاطر رغم أن ميراثى من أبى وأمى كتبته كله لأخى أيمن، ثم عانيت أشد المعاناة مع أخى طوال التحاقه بالجامعة الأجنبية التى أصررت على أن يدرس بها الحقوق لكى يعمل معى فى المكتب، وما زلت أعانى يا سيدتى من أنه طيب جدا لكنه كسول ولا يحب العمل ولا يحب أن يستيقظ من النوم ولا يحب أن يتحمل أية مسئولية وكل شىء فى الدنيا له إجابة عنده مفادها (البركة فيك إنت يا أختى ما ليش حد فى الدنيا غيرك)، الموضوع المؤلم يا سيدتى هو أن أيمن بدأ يدخن وبدأ يسهر خارج البيت وبدأ يعرف فتيات متبرجات بل أن واحدة منهن أعلنت أنها سوف تتزوجه بالقوة، وعندما سألت عنها علمت أنها من أسرة متواضعة وأنها متعددة العلاقات وليس لها (أصل ولا فصل) وأنها بنت مرتزقة وتبتز الشباب وأخي طيب جدا وليس له خبرة فى الحياة، وعندما حاول زوجى محمد أن يتكلم معه رجل لرجل قال له إنه حر فيما يفعله وأنه الآن فوق السن القانونية أى فوق 21سنة، وهو راجل وعارف بيعمل إيه كويس!!
أنا خايفة من البنت دى وخايفة على أخويا بل هو ابنى من أن ينحرف وتجره إلى بلاوى كثيرة ولا أستطيع أن أتركه أو أتجاهل ما يفعله، ماذا أفعل؟.
***
أنا حزينة جدا من أجل هذا الوضع لكن الحل هو الحوار والإقناع وليس الضغط أو التهديد، وربما تستطعين أن تلتقى بتلك الفتاة وتتحدثين معها أمامه وليس من خلفه لأنها تستطيع أن تكذب وتقول على لسانك كلاما لم تقوليه وتوقع بينك وبين أخيك الصغير، وأيمن طيب ويحبك وربما إذا جلست معه يقتنع بأنها لا تصلح زوجة له لأن (العرق دساس والمهم الأصل الطيب) المهم كل شىء بالهدوء والحوار والتراضى وحاولى أن تعوديه على العمل وحب العمل وأسأل الله أن يصلح حاله وحال جميع الشباب الذين مثله.