الخميس 27 يونيو 2024

دبلوماسيون: مصر عبرت بفلسطين إلى بر الأمان.. واجتماع القاهرة يطوي صفحة الانقسام

3-10-2017 | 19:22

كتبت- أماني محمد

 

جهود دبلوماسية ومفاوضات واتفاقات شهدتها القاهرة منذ وقوع الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس في 2007، أسفرت في النهاية عن عقد اتفاق موقع بين الطرفين في مايو 2011، ولكن المصالحة تحققت على يد الرئيس عبدالفتاح السيسي وأصبحت واقعا ملموسا بتسلم حكومة الوفاق الوطني السلطة في غزة لأول مرة منذ ما يزيد عن 10 سنوات، وهو ما أرجعه دبلوماسيون إلى جهود مصر الناجحة ودورها الريادي في رعاية القضية الفلسطينية.

 

وفي أول اجتماع لحكومة الوفاق في غزة اليوم شارك اللواء خالد فوزي رئيس المخابرات العامة، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خطابا مسجلا إلى الحكومة والشعب الفلسطيني مطالبا إياهم بإتمام المصالحة وإعادة ترتيب البيت من الداخل والحذر من القوى الخارجية وتدخلها في الشأن الفلسطيني.

 

حل مشكلة المعابر

وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري لشئون الخارجية، إن كلمة الرئيس اليوم هي تأكيد للطرفين على ألا يعوق الاتفاق أية مشاكل فرعية قد تظهر سواء فيما يخص السلطات أو المنشآت أو الأفراد الذين عينته حماس، مضيفا أن ذلك سيحتاج إلى عملية تكيف أو موائمة لأن الفلسطينيين هم القادرين على حل المشاكل والتوحد لإقامة دولة فلسطينية.

 

وأضاف أن لمصر دورها الرئيس في تحقيق المصالحة التي بدأ مشوارها من القاهرة لعام 2011 وكانت جميع الفصائل الفلسطينية موجودة وقتها واستمروا في المفاوضات حتى وصلوا إلى صيغة اتفاق في مايو 2011 تعثر تطبيقها لفترة إلا أنه استأنفت الآن وجاري تطبيقها، مضيفا أن حركة حماس تجاوبت تاوبا ملفتا للنظر ووافقت على حل اللجنة الإدارية في غزة وقبلت بعودة حكومة السلطة الفلسطينية.

 

وأوضح حسن أن ما حدث اليوم سيساهم في حل مشكلة المعابر والتي كانت خاضعة من قبل لاتفاق دولي شارك فيه الفلسطينيين والإسرائيليين وأطراف دولية ومصرية لتنظيم مرور البضائع والأفراد من خلال المعابر، مضيفا أن إسرائيل رفضت حكم حماس في غزة وعطلت الاتفاق وأصبحت المعابر الثلاث المحيطة بغزة شبه مغلقة إلا أنه اليوم وبعد استلام السلطة الفلسطينية كل الوزارات فسيعود المطالبة بالعمل وفق هذا الاتفاق ما سيسهم في إعادة إعمار القطاع.

 

وعن رد الفعل الإسرائيلي تجاه المصالحة، قال إن إسرائيل تعرف عنها التهرب من الالتزامات واليوم عادت بأعذار جديدة فيقولوا إنهم لن يتفاوضوا مع السلطة الفلسطينية إلا بنزع سلاح حماس، مضيفا أن الولايات المتحدة صرحت أمس أنه لن يتعاملوا مع حكومة تضم حماس إلا إذا اعترفت الأخيرة بنبذ العنف والاتفاقات الدولية وحق إسرائيل في البقاء.

 

اجتماع القاهرة

وأضاف أن تلك الاشتراطات يمكن التغلب عليها عن طريق انضمام حماس على منظمة التحرير الفلسطينية وتفويضها باعتبارها المتحدث الوحيد باسم القضية الفلسطينية، موضحا أن الثلاثاء المقبل سيشهد اجتماعا في القاهرة بحضور ممثلي الحركتين لتسليم الإدارات وتحديد موقف حماس من قرارات الأمم المتحدة واتفاقية أوسلو والمبادرة العربية للسلام.

 

ووصف الموقف بأنه كان معقدا ويحتاج إلى أن يتم إعادته تدريجيا إلى أن يصل إلى رؤية موحدة لتبقى الخلافات في الداخل، قائلا "حماس مرجعيتها إسلامية وفتح مرجعيتها مدنية وبالتأكيد سيبقى هناك خلاف في الرؤى لكن لتبقي ذلك في الداخل ويتفقوا في العلاقات الخارجية مثلما يجري في تونس.

 

وقال السفير عادل العدوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر بذلت جهودا كبيرة لتحقيق المصالحة برعايتها واستقبلت وفودا وتابعت المفاوضات للوصول إلى حل للمشكلة، مضيفا "أتمنى أن تأت الكلمة بنتائج إيجابية نراها في أرض الواقع خلال الفترة المقبلة بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية".

 

أجواء إيجابية

وأضاف أن ما يجري حاليا هو فرصة كبيرة للفلسطينيين لأنهم وجدوا الدعم الكامل لقضيتهم ووحدتهم وهو ما سيمثل ضغط على إسرائيل للوصول إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية، قائلا "متفائل بما يجري اليوم في غزة وأن تكلل المصالحة بالنجاح فالأجواء إيجابية ومصر بذلت كل الجهود والخطوات المطلوبة منها وأوصلتهم إلى بر الأمان والبقية بيد الفلسطينيين".

 

وعن الاجتماع المزمع عقده في القاهرة الثلاثاء المقبل قال إن كلا الطرفين لديهم نية للتوافق ولن يشهد الاجتماع اختلافا وسيحقق هدفه، مضيفا أن مصر مشاركة اليوم في اجتماع الحكومة في غزة عن طريق ممثلها رئيس المخابرات العامة وستستقبلهم الأسبوع المقبل في القاهرة لمواصلة الخطوات الجارية وقدومهم إلى مصر يؤكد عزمهم الاتفاق وعدم الاختلاف مرة أخرى".