الأربعاء 29 مايو 2024

٧ ملفات طرحها السيسي في كلمته خلال لقاءه وبابا الفاتيكان

4-10-2017 | 12:41

رحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقداسة البابا فرانسيس في أرضِ مصر، وقال «إنه ضيفًا عزيزًا.. وشخصيةً فريدة.. وقيادة دينية وروحية ذات مكانةِ رفيعة.. يُجلُّها الملايينُ من البشر في كافةِ أنحاءِ العالم» ..وتطرق إلى مجموعة من الملفات أثناء كلمته التي وجهها لضيف مصر تمثلت في ..

 

ملف السلام
قال الرئيس «إن مواقفَكم التي تقوم على تشجيعِ التسامح والسلام والتعايش بين جميع الأمم، هي موضع إعجابٍ واحترام، إنني أذكر بكل تقدير لقائي الأول بقداستكم في الفاتيكان في نوفمبر 2014.. وأتذكر بامتنان أنني استمعت لرؤيتكم التي تدل على بصيرةٍ ثاقبة، تنبعُ من رُوحٍ متشبعةٍ بالإيمانِ بقدرةِ البشر على فعل الخير، ومتمتعةٍ بحكمة عميقة، تُدرك أهميةَ التعامل مع تعقيدات واقعٍ صعب من مُنطلقِ العمل على بلوغِ الأهدافِ النبيلة، التي تحفظ للبشرِ إنسانيتَهم، وتُشيعُ العدلَ والسلامَ والخيرَ بينهم».

 

قبول الأخر على أرض مصر 

وتابع السيسي :«على مرِّ العصور كانت هذه الأرض المباركة حاضنةً للتنوع الحضاري والديني والثقافي وموطنًا لشعبٍ طيب الأعراق يؤمن بأن الدينَ لله والوطنَ للجميع، وبأن رحمةَ الخالق عز وجل تسع البشرَ جميعًا من كل الأجناس والعقائد، وعلى هذه الأرض – قداسة البابا – وجد السيد المسيح عليه السلام والسيدة مريم العذراء الأمنَ والأمانَ والسلام وطافوا بأرجائها محتمين بها من بطشِ وبغيِ «هيرودس».. وكانت مصر كعادتها دوما ملاذًا آمنًا وحصنًا رحيمًا».

 

الاحتفال بمرور ٧٠عامًا على علاقات مصر بالفاتيكان 

أضاف الرئيس :«إننا نعتبر زيارتَكم التاريخيةِ إلى مصر اليوم، والتي تتواكب مع الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والفاتيكان بمثابة رسالة تؤكد ما ترتبط به مصر والفاتيكان من علاقات تقديرٍ واحترام، تتأسس على إيمانٍ مشترك بالقيم الأخلاقيةِ الرفيعةِ التي رسختها الأديانُ السماوية، لتكونَ دستورًا لتعايش البشر على الأرضِ في سلامٍ ومحبة، وأساسا لمنع الصراعات التي لا تنشر سوى العنف والدمار بين أبناء الأسرة الإنسانية.. ولقد أكدنا خلال لقائنا اليوم أهمية أن تظلَّ هذه المبادئ نبراسًا للقادة والحكومات في عالمنا اليوم، إذ يواجهون تحدياتٍ غير مسبوقة لم تشهدها البشرية من قبل».

 

نبذ العنف والإرهاب

واستكمل :«العالم  يشهد أيامًا يعلو فيها صوتُ العنف والكراهية، تنطلقُ هجماتُ الإرهابِ الأسود عمياءٌ هوجاء تضربُ في كل مكانٍ دون تمييز، تُفجعُ قلوبَنا إذ تَحرِمُنا من الأهلِ والأحباءِ والأصدقاء، وما يَزيدُ من أَلَمِنا أن قوى الشرِّ هذه تزعم ارتباطها بالدين الإسلامي العظيم هو مِنهم براء وهُم مِنهُ نُكَرَاء، إن الإسلام الحق لم يأمر أبدا بقتل الأبرياء، ولم يأمر أبدا بترويع الآمنين وإرهابهم، وإنما أَمَرَ بالتسامح والرحمة والعمل الصالح الذي ينفعُ الناسَ، كما أمر باحترام الآخر وحقه في اختيار دينه وعقيدته».

 

مواجهه المجتمع الدولي للشر الإرهابي  

قال «إن مصرَ تقفُ في الصفوفِ الأولى في مواجهة هذا الشر الإرهابي، يتحمل شعبُها في صمودٍ وإباءٍ وتضحية ثمنا باهظا للتصدي لهذا الخطرِ الجسيم عاقدين العزم على هزيمتِه والقضاءِ عليه، وعلى التمسك بوحدتنا وعدم السماح له بتفريقِنا».
وأضاف :«في هذا السياق، أؤكد من جديد.. أن القضاءَ نهائيا على الإرهاب يستلزم مزيدا من التنسيقِ والتكاتف بين كافة القوى المحبة للسلام في المجتمعِ الدولي يتطلب جهدا موحدا لتجفيفِ منابِعِه، وقطعِ مصادرِ تمويلِه، سواء بالمال أو المقاتلين أو السلاح، يحتاج القضاء على الإرهاب إلى استراتيجية شاملة، تأخذ في اعتبارها ليس فقط العمل العسكري والأمني، وإنما الجوانب التنموية والفكرية والسياسية كذلك، التي من شأنها هدم البنيةِ التحتية للإرهاب، ومنع تجنيدِ عناصرٍ جديدة للجماعات الإرهابية».

 

دعم بابا الفاتيكان لمؤسسات مصر الدينية

أوضح الرئيس :«أثمنَ وأقدرَ مواقف قداسة البابا فرانسيس الداعمة لتفعيل الحوار مع المؤسسات الدينية المصرية بعد سنوات من التوقف، لقد كانت إعادة إطلاق حوار الأديان بين الكنيسة الكاثوليكية ومؤسسة الأزهر الشريف خطوة تاريخية، سيكون لها في تقديرنا أبلغ الأثر في تعضيد جهودنا من أجل تجديد الخطاب الديني، وتقديم فكر ديني مستنير، يعيننا على مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها منطقتنا والعالم بأسره من حولنا، إن الأزهرَ الشريف، بما يمثله من قيمة حضارية كبرى وما يبذله من جهود مقدرة للتعريفِ بصحيحِ الدينِ الإسلامي.. وتقديم النموذج الحقيقي للإسلام.. إنما يقومُ بدورٍ لا غِنَى عنه في التصدي لدعواتِ التطرف والتشدد، ومواجهة الأسس الفكرية الفاسدة للجماعات الإرهابية، وأود هنا الإعراب عن التقدير لمشاركتكم البناءة في المؤتمر العالمي للسلام الذي نظمه الأزهر الشريف بالقاهرة، والتي تؤكد حرصكم على ترسيخ ثقافة الحوار بين كافة الأديان، لتدعيم قيم المحبة والسلام والتعايش المشترك».

 

يوم الصداقة بين كنيسة الفاتيكان ومصر

أكد الرئيس :«كانت الزيارة التاريخية التي قام بها قداسةُ البابا تواضروس للفاتيكان في عام 2013.. وإعلان يوم 10 مايو يومًا للصداقة بين الكنيستين القبطية والكاثوليكية، خطوةٌ هامة على صعيد تدعيم أواصر التعاون بين مؤسسات مصر الدينية العريقة والفاتيكان، وها أنتم يا قداسة البابا تحلون ضيفًا عزيزًا على مصر اليوم، بحضور ممثلي مؤسساتها الدينية العريقة، ليكون استقبالُنا لقداستِكم على أرضِ مصر، إعلانًا للعالم عن متانةِ وحدتنا الوطنية وصلابتها، تلك الوحدة التي نعتبرها خط دفاعنا الأساسي ضد من يضمرون لوطننا شرًا».