تعد تجمعات النساء على جروبات الفيس بوك وهي الظاهرة الأكثر انتشاراً في وقتنا الحالي، حيث لم يعد الأمر يقتصر على مجرد الإفادة من الآخر، بل أن بعضهن قاموا بإنشاء علاقات صداقة بين بعضهن البعض، وصلت لحد تنظيم اللقاءات الواقعية والرحلات والفسح، ولذلك نتساءل عن أسباب تلك الظاهرة، وهل لم تجد تلك السيدات الراحة النفسية والامان مع الواقع الفعلي والأصدقاء، لتبدئن في التفتيش عن التعويض لهن في جروبات الفيس بوك أم لا؟
ومن جهتها تقول الدكتور منار عبد الفتاح، الاستشاري النفسي والأسري، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، إن جروبات "الفيس بوك" لها الكثير من المزايا والعيوب، ومن أكثر إيجابيات مجموعات الدردشة، هي تحقيق الاستفادة من خبرات الأخرين، او إيجاد فرص العمل وخاصة للنساء اللاتي يبحثن عن وظيفة من المنزل، فنجدهن يشتركن في مجموعات بيع الملابس والمنتجات عبر الانترنت، لتحقيق دخل ثابت من البيت، ولكن تعتبر نسبة المزايا تتعدى ال 10 % فقط مقارنة بـ90% سلبيات.
وأضافت الاستشاري النفسي والأسري، أن من أهم عيوب تلك المجموعات، هي الخداع والتزييف من طبيعة الأشخاص المتحدثين من خلالها، حيث من الممكن أن يقوم شاب او فتاة بانتحال صفة امرأة ذات خبرة في مجال محدد، ونقتبس منها المعلومات دون أن نكشف حقيقة هويتها، وكذلك عدم إدراكنا لعادات وتقاليد وأخلاقيات المنضمين في تلك المجموعات، فضلاً عن الاستغلال الالكتروني من نصب أو سرقة أو تهكير لبعض الحسابات.
وأكدت عبد الفتاح، أن النساء التي تنضم لتلك المجموعات وتجدن فيهن البديل عن الصداقات الفعلية، من زملاء العمل أو الجامعة أو الجيران وغيرهن، يعانين من الوحدة وفي حاجة لملىء ذلك الفراغ المميت، كما يشعرن بحالة من الاحتياج النفسي والعاطفي المتمثل في اضمحلال الطموح او الأهداف، وعدم احتواء شريك الحياة او تعرضهن للانفصال أو فقدان أحد الأحبة، مما يخلق لديهن اضطراب نفسي يجعلهن يتعلقن بتلك الصديقات الجدد على مجموعات الدردشة، ويتطور الأمر لديهن ليصل لحد اللقاءات والسفر والتعرف الواقعي، دون خوف أو عدم أمان من هؤلاء النساء التي لم يتعدى مدة معرفتهن عن سنتين او أقل او اكثر.
ونصحت بضرورة توخي الحذر عند الاشتراك في تلك المجموعات، والتاكد من هوية المشاركين، حتى لا يقعن ضحية التزييف ومن يسعين لنشر واقعهن الوهمي.