تصدر مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان اليوم الأربعاء الموافق 16/8/2023 تقريرها "خطر الاحتباس الحراري علي الحق في الصحة" والذي يتناول مدى تأثير الاحتباس الحراري على صحة الإنسان وحياته من خلال عدة محاور تتمثل في: تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري، التعرف على أسباب ظاهرة الاحتباس والارتفاع في درجات حرارة الأرض، شرح تأثير الاحتباس الحراري على الحق في الصحة والحياة للإنسان وتأثيره على الصحة النفسية وزيادة معدلات الوفيات، وعرض الجهود الدولية والمصرية المبذولة لمواجهة ظاهرة الاحتباس، وتقديم بعض التوصيات التي تساهم في التقليل من خطر ارتفاع درجات الحرارة على صحة وحياة الإنسان.
في الوقت الذي يضع فيه المجتمع الدولي أسساً لجدول أعمال التنمية المستدامة، هناك أدلة كثيرة على تغير النظم الأرضية على نحو يدفعنا نحو آفاق مثيرة للقلق. فتدهور البيئة، والانتشار الواسع النطاق للتغيرات الناجمة عن الأنشطة البشرية، مقترنة بالعمليات الطبيعية، وفقد خدمات النظام الإيكولوجي، تشكل عوائق أمام تحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا.
فتغير المناخ يعتبر أكبر تهديد للصحة يواجه البشرية، ويعكف مهنيو الصحة في العالم بالفعل على التصدي للأضرار الصحية التي تسببها هذه الأزمة التي تتكشف معالمها. وقد خلصت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن تفادي الآثار الكارثية على الصحة ودرء حدوث ملايين الوفيات المرتبطة بتغير المناخ يقتضيان من العالم أن يحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة مئوية. ونتيجة الانبعاثات السابقة، بات ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستوى معين والتغيرات الأخرى التي طرأت على المناخ أمرًا محتومًا.
غير أن الاحترار العالمي حتى بمقدار 1.5 درجة مئوية لا يعتبر آمنًا؛ وكل عُشر إضافي في درجة الاحترار الحراري سيلحق أضرارًا خطيرة بحياة الناس وصحته
يعد تغير المناخ وآثاره على الصحة العامة أحد التحديات الكبرى التي تواجه تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. بسبب زيادة المخاطر الصحية التي تنتج عن ارتفاع درجات الحرارة والظواهر الجوية القاسية، كأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي وضربات الشمس، بالإضافة إلى الإصابات المباشرة والوفيات.
وأشار التقرير إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تسبب العديد من الآثار الصحية التي تؤثر على صحة الإنسان. ويكتسب الإنسان الحرارة من البيئة المحيطة حوله وكذلك درجة حرارة الجسم الداخلية التي تنتج بسبب عمليات التمثيل الغذائي في جسم الإنسان. وعند ارتفاع درجات الحرارة في جسم الإنسان فإن ذلك يؤدي إلى عدة أمراض منها: التشنجات الحرارية والإجهاد الحراري وضربات الشمس (حالة تسبب الإغماء).
وترتفع درجة حرارة الإنسان عند تعرضه لدرجات حرارة مرتفعة داخلياً وخارجياً، ويقوم الإنسان بتبريد نفسه من خلال التعرق إلا أن ذلك لا يكون كافياً. قد تتسبب الحرارة المرتفعة إلى إصابة الإنسان بالوفاة إما بشكل مباشر في نفس اليوم أو على مدى أبعد (بعد عدة أيـام) خصوصاً لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض بسبب موجات الحر.
من جانب آخر، للحرارة المرتفعة تأثيرات صحية غير مباشرة. حيث يتغير السلوك البشري بارتفاع درجة الحرارة، كمـا أنها عامل مساعد لانتقال الأمراض وتغير في نوعية وجودة الهواء.
وتتسبب موجات الحر العاليـة بالعديـد مـن المشاكل والأعباء الاجتماعية والاقتصادية التي تسببها ارتفاع درجات الحرارة. فالحرارة المرتفعة تؤثر على القطاع الصحي بشكل كبير نتيجة ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية مما يتسبب بعجز في تقديم الخدمات الصحية للمرضى. كما أن درجات الحرارة المرتفعة تتسبب بزيادة الطلب على الكهرباء والمياه وقد تصل في مراحل إلى انقطاع الكهرباء بسبب الطلب العالي للكهرباء.
وتتسبب بمشاكل في البيئة الزراعية والتي تفقد الأفراد محاصيلهم بسبب ارتفاع درجات الحرارة وموت المواشي مما يؤدي إلى الضغط على الأمن الغذائي في العالم بسبب نقص الموارد الغذائية.
وقد انتهى التقرير الي التوصيات التالية -حث جميع دول العالم على التعاون للحد من ظاهرة الإحتباس الحراري، والانضمام للاتفاقيات الدولية والإقليمية التي تهدف لحماية البيئة، والتصديق على تلك الاتفاقيات.
- مناشدة دول العالم للجوء إلى التنمية المستديمة، والطاقة النظيفة، حفاظا على البيئة.
- على كل دول العالم سن التشريعات الصارمة حفاظا على البيئة، وتوقيع أقصى العقوبات على المتسببين في تلوث البيئة، وتفعيل دور الإعلام والمناهج الدراسية وكل مؤسسات الدولة للتوعية البيئية.
- إنشاء هيئة خاصة باتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي تختص بالنظر في مخالفات الدول لقواعد الحد من الإحتباس الحراري.
ويجب على الأفراد لحماية الجسم من أضرار درجات الحرارة المرتفعة اتباع النصائح التالية:
- البقاء رطبًا أمر أساسي، فمن السهل الإصابة بالجفاف حتى لو كنت لا تعتقد أنك عطشان، اشرب الماء قبل وأثناء وبعد الخروج في الطقس الحار.
- عدم الخروج عندما تكون الشمس في أقوى حالاتها، أي ما بين 12 ظهرا وحتى 3 عصرا.
-ارتداء ملابس خفيفة الوزن فاتحة اللون من أقمشة تسمح بمرور الهواء مثل القطن أو قماش يصد العرق.
-ارتداء قبعة ونظارات شمسية، ووضع واقيا من الشمس مقاوما للماء قبل الخروج من المنزل.
-شرب بضعة أكواب من الماء قبل وأثناء وبعد الخروج أو ممارسة الرياضة، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول.
-اخذ فترات راحة منتظمة أثناء ممارسة الرياضة.
- الاستمرار في تناول جميع الأدوية على النحو الموصوف من قبل الطبيب المختص.
- تجنب الوجبات الساخنة والثقيلة لأنها تساعد على ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الابتعاد عن المشروبات السكرية لأنها تتسبب بخسارة المزيد من سوائل الجسم.