عقد المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعًا اليوم برئاسة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بحضور الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والسيد الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وكافة أعضاء المجلس.
وبدأ السيد الرئيس الاجتماع بتوجيه التهنئة للشعب المصري بمناسبة ذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، كما وجه تحيه تقدير واعتزاز لكل شهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم وقدموا دماءهم حفاظًا على مقدرات ومكتسبات هذه البلد العظيم.
وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس خلال الاجتماع:
شعب مصر العظيم، إن انتصار أكتوبر لا يمثل مجرد انتصار عسكري في معركة لاسترداد الأرض، بل تعدى ذلك إلى كونه انتصارا على اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة حربًا وسلامًا وتنمية، فلم تكن أبدا الحرب غاية مصر، بل كان السلام هو الهدف الأسمى.
فقد كانت حرب أكتوبر في الأساس حربا من أجل السلام والتنمية بعد استرداد الحق المسلوب، وعلى مدار أكثر من أربعين عاما مضت، أثبتت مصر دولة وشعبا، قدرتها على صيانة مكتسبات السلام ومقاومة أية متغيرات طارئة تسعى للنيل منها لتقويض أهداف التنمية والاستقرار. استطاعت الدولة المصرية بكل مؤسساتها أن تتجاوز كل العقبات والمعوقات التي هددت دولتنا حضارياً وإنسانياً. لقد حافظت مصر دوماً على مبادئ العدل والسلام الساعى دوماً لتحقيق التنمية والازدهار.
شعب مصر العظيم، التحية لكم اليوم واجبة على ما تبذلونه من جهد، وما تقدمونه من تضحيات في معركتنا ضد الإرهاب الأسود الغاشم، وكذلك من أجل إعادة بناء بلدنا العزيز الغالى سويا.
إن المعركة التي نخوضها اليوم جميعاً لا تقل شراستها وضراوتها عما واجهه الآباء والأجداد على مدار تاريخ أمتنا العظيم، وهذه المعركة تلزمنا أن نكون جميعا على قلب رجل واحد حول الوطن، نحمى مقدراته ونصون مقدساته ونبنى للأبناء وللأحفاد المستقبل، كما بنى لنا الآباء والأجداد الحاضر، فهذا الوطن العظيم يستحق منا أن نبذل له كل غالٍ ونفيس.
شعب مصر العظيم، إننا عازمون سويا على أن نستلهم من روح أكتوبر وعبقريته ما يدفعنا نحو تحقيق المزيد من الانتصارات، سواء في مواجهة أعداء الحياة والإنسانية، أو من أجل تحقيق الازدهار والتنمية، وثقتي في عبقرية هذا الشعب العظيم بلا حدود، ويقيني في قدرته مطلق، وأملى في المستقبل كبير، وحلمي لمصرنا العزيزة لا يقل عن حلمكم بها، وطموحنا نحو الغد سنصنعه بأيدينا اليوم ودائما أبدا .. تحيا مصر... تحيا مصر ... تحيا مصر".
ومن ناحية أخرى استعرض اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية الداخلية، آخذا في الاعتبار الوضع الإقليمي المتأزم وما يلقيه من ظلال على الحالة الأمنية بالمنطقة، حيث تم عرض الإجراءات التي تتخذها القوات المسلحة على صعيد تأمين الحدود وإحكام السيطرة عليها، فضلاً عن التدابير التي تتم من أجل القضاء على الإرهاب في شمال سيناء وترسيخ الأمن والاستقرار بهذه المنطقة.
وقد أشاد السيد الرئيس بجهود رجال القوات المسلحة في التصدي للإرهاب وتدعيم الأمن والاستقرار، معربا عن التقدير لما يبذلونه من تضحيات وبطولات فداءً للوطن وتحقيقاً لأمن الشعب المصري. ووجه السيد الرئيس بمواصلة التحلي بأقصى درجات التأهب والاستعداد القتالي بالنظر إلى دقة الأوضاع الإقليمية.