انطلقت، اليوم الخميس القمة العالمية الأولى للطب التقليدي التي عقدتها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، هذا الأسبوع في مدينة جانديناجار لاية جوجارات بالهند، وركزت على تبادل الأدلة وأفضل الممارسات في هذا المجال.
وفي كلمته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس المساهمات "الهائلة" للطب التقليدي في صحة الإنسان وفهمه "للروابط الوثيقة" بين الصحة والبيئة، وشدد على أهمية التجمع من أجل "الجمع بين الحكمة القديمة والعلم الحديث من أجل صحة ورفاهية الناس وكوكب الأرض".
وأكد جيبريسوس أن هذه القمة هي فرصة مهمة لتعزيز فهم واستخدام الطب التقليدي الذي وصفه بأنه "ليس شيئا من الماضي، فهناك طلب متزايد على الطب التقليدي في مختلف الدول والمجتمعات والثقافات".
وفي إشارة إلى أن الطب التقليدي "قديم قدم البشرية نفسها"، قال رئيس منظمة الصحة العالمية إلى أن العديد من الأدوية الحديثة تعود جذورها إلى ممارسات الشفاء القديمة.
وضرب مثالا بلحاء شجرة الصفصاف، الذي استخدمه السومريون والمصريون كمسكن للآلام ومضاد للالتهابات منذ أكثر من 3500 عام. قال تيدروس: "ثم في عام 1897، صنع الكيميائي فيليكس هوفمان الأسبرين واستمر الدواء في تحسين وإنقاذ حياة الملايين من الناس كل يوم".
واستشهد أيضا باختراق عام 1971 في علاجات الملاريا، عندما قرأت الصينية تو يويو عن استخدام الشيح الحلو لعلاج الحمى في الأدبيات الطبية الصينية التقليدية. أدى ذلك بفريقها إلى عزل مركب الأرتيميسينين، الذي أصبح "العمود الفقري" لعلاج الملاريا.
وشدد المدير العام لمنظمة الصحة العالميةعلى أن الطب التقليدي والتكميلي والتكاملي مهم بشكل خاص للوقاية من الأمراض غير المعدية وعلاجها وللصحة النفسية وللشيخوخة الصحية.
وقال: "هذا ليس مجالا جديدا لمنظمة الصحة العالمية"، مشيرا إلى أنه في عام 2014، وافقت الدول الأعضاء في المنظمة على أول استراتيجية عالمية مدتها عشر سنوات للطب التقليدي، مضيفا أنه سيتم تطوير استراتيجية جديدة بحلول عام 2025.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن هذا السبب هو الذي يدفع منظمة الصحة العالمية للالتزام بدعم البلدان لإطلاق العنان لإمكانات الطب التقليدي، عبر المركز العالمي للطب التقليدي في جامناغار في الهند، والذي تم افتتاحه العام الماضي.
وحث البلدان على دراسة أفضل السبل لدمج الطب التقليدي والتكميلي في أنظمتها الصحية و "إطلاق قوتها من خلال العلم والابتكار".
يسلط مؤتمر القمة، الذي تشترك حكومة الهند في استضافته، الضوء على دور الطب التقليدي والتكميلي والتكاملي في التصدي للتحديات الصحية الملحة ودفع عجلة التقدم في مجال الصحة العالمية والتنمية المستدامة.
يشارك في القمة إلى جانب مدير منظمة الصحة العالمية، مديروها الإقليميون، ووزراء الصحة في دول مجموعة العشرين، ومدعوون رفيعو المستوى من بلدان أقاليم المنظمة الستة. ويشارك أيضا علماء وممارسون للطب التقليدي وعاملون صحيون وأعضاء من منظمات المجتمع المدني.