الجمعة 17 مايو 2024

اعرفي متاحف بلدكِ.. «مركز الحرف اليدوية» يجمع جماليات الماضي

مركز الفسطاط

سيدتي19-8-2023 | 09:40

بسمة أبوبكر

إذا كنتي ترغبين في استغلال أوقات فراغكِ خلال الإجازة الصيفية، فعليكي زيارة "مركز الفسطاط للحرف اليدوية" بمصر القديمة، لما له من طابع خاص وفنون متنوعة.

 

وفي السطور التالية، نقدم لكِ أبرز المعلومات عن ذلك المركز:

 

1) يكتسب أهمية خاصة، ليس فقط بسبب ما يتضمنه من ورش تخصصت في الأشغال والحرف اليدوية القديمة، بما تحمله من فنون وأعمال شديدة الدقة والإتقان، وإنما لأن المركز الذي افتتح أبوابه للسائحين والباحثين من مختلف دول العالم.

2) ‏يعد في نظر كثيرين بوابة لدخول تاريخ تلك الصناعات التي غزت العالم في وقت من الأوقات بدقتها وإبداعها وذوقها الفريد.

3) ‏يقع «مركز الحرف» في مدينة الفسطاط التي أسسها عمرو بن العاص.

4) ‏يعد أحد المشروعات المهمة، التي استهدفت إحياء أمجاد ماضٍ عريق بحاضر مشرق، بإتاحة الفرصة أمام الفنانين والحرفيين لممارسة إبداعاتهم وتأكيد القيمة الفنية في هذا المضمار، لذا كان المركز مصدر إشعاع في منطقة الفسطاط، التي تعد من أهم مناطق مدينة القاهرة العريقة، وأكثرها ثراء حضارياً.

5) منذ افتتاحه، ظل المركز يعمل في خدمة الحرفة والحرفيين، حتى أصبح منارة للحرفيين في المنطقة.

6) ‏ارتبطت الحرف التقليدية، بمدى الازدهار الاقتصادي واهتمام الحكام بتأكيد دعائم حكمهم من خلال بناء المساجد والأسبلة والوكالات وغيرها من الأبنية، التي كانت تستلزم جمعاً من الحرفيين المهرة في مختلف أفرع الفنون الحرفية.

7) ‏كانت هذه الحرف موضع اهتمام شيوخ الصنعة والحرفيين أنفسهم، فلم يكن يبوح الحرفي بأسرارها إلا للمقربين، ومن هنا فقد جسَّد المركز ذلك، فهو يحتوي على أقسام عدة، منها النجارة، والتطعيم بالصدف، والخرط اليدوي العربي، والأويما (الحفر على الخشب)، والزجاج المعشق، والحلي الذهبي.

8) ‏يحتوي قسم النجارة على كل أعمال النجارة من ماكينات وتجميع وخرط عربي وصدف وأستر، ويقوم هذا القسم بعمل جميع أنواع النجارة، وهي الحرفة التي تقوم على تشكيل الأخشاب بخرطها يدوياً إلى قطع مختلفة الأحجام والأشكال منفصلة أو متصلة في عمود، ويتم تجميع هذه القطع بتعشيقها في بعضها بعضاً، بدون مواد لاصقة، حتى تصبح صالحة للاستخدام في عمل المشربيات والنوافذ والسوائد وقطع الأثاث.

9) ‏للخرط أسماء وطرز كثيرة منها: «الكنايس»، وذلك لارتباطها بالكنائس قبل الإسلام، وتتفاوت قيمة المخروط تبعاً لحجم قطعة الخشب المخروطة، فكلما كانت صغيرة ودقيقة، اكتسبت قيمة فنية أكبر، وأيضاً مع استخدام تنويعات لونية باختلاف نوع الخشب المستخدم، أما فن التطعيم، فيبرز المركز هذا الفن، والذي هو عبارة عن تثبيت مواد منتقاة في مكان يتم حفره على السطح الخشبي بهدف تجميله بزخارف معينة، ومن أهم المواد المستخدمة في التطعيم الصدف والعظام بأنواعها والأخشاب الثمينة، كالأبنوس، والخشب الأحمر، والنحاس، والفضة.

10) ‏احتلت فنون التطعيم مكاناً مرموقاً بين الفنون الحرفية الأخرى، لارتباطها بالنجارة العربية منذ بداية الحضارة الإسلامية في مصر، أما فن الخرط اليدوي، فيشمل الحفر الغائر والبارز في الخشب، لخلق لوحة من الزخارف التقليدية الهندسية والنباتية.

11) ‏ما يسعى المركز لإبرازه أيضاً، فن الزجاج المعشق، الذي يعتبر من أهم الحرف التي كانت تميز العصر الإسلامي، سواء على مستوى الحياة الدينية أو العمارة المدنية، وتصنع هذه الحرفة من الرخام الرقيق الذي يتميز بشفافية مع انعكاس ضوء الشمس، وقد تطورت هذه الحرفة بعد ذلك، حيث صنعت من الجبس المفرغ، بدون زجاج، على هيئة زخارف هندسية، وتمت إضافة زخارف نباتية وكتابية، وبعد ذلك تطورت بإضافة قطع من الزجاج الملون لسد الفراغات فزادتها جمالاً، وأضفت على التكوين الهندسي إبهاراً.

12) ‏أما قسم الحلي بالمركز، فيسعى إلى إبراز ما خلفه الأجداد من روائع الحلي، باعتباره من الأدوات الحياتية، التي تحمل الكثير من القيم الجمالية والحس الفني المنعكس في صناعة متقنة دقيقة، حيث تعتبر فنون الحلي في مقدمة الفنون التي برع فيها الفنان المصري القديم، من خلال أساليب اللحام والطرق والكبس والحفر والنقش والتفريغ والتشكيل، حيث كانوا يشكلونها بمهارة في التصنيع والتطعيم بالعجائن الزجاجية والمينا.

13) ‏في العصر الإسلامي استخدموا أسلوب التكفيت بالذهب على الفضة، أو العكس، أو النحاس، أما بالنسبة للحلي الشعبي، فقد استخدموا تقنية البارز والغائر وتركيب الأحجار، وحتى الآن ما زالت الأساليب اليدوية مستخدمة في تصنيع الحلي.

14) تعتبر حرفة الخيامية من الحرف القديمة تاريخياً، حيث ترجع للعصر الفرعوني، ويبدو ذلك بوضوح في بعض الملابس الفرعونية المزخرفة بشرائط مضافة، عن طريق التطريز مثل رداء «توت عنخ آمون»، الموجود بالمتحف المصري، ثم استمرت بعد ذلك في العهدين اليوناني والروماني.

15) ‏يحكي المؤرخون أن صناعة الخيام بلغت رقياً كبيراً قبل الفتح الإسلامي، في الحضر والبادية على حد سواء، وظهرت كسوات الأضرحة المطرزة بكتابات مثل «لا إله إلا الله»، كذلك المعلقات الحائطية، كما ظهرت المفارش والستائر ذات الزخارف الدقيقة المنفذة بطريقة الإضافة.

16) ‏كان العصر المملوكي هو قمة الازدهار لحرفة الخيامية في ظل تسابق الأمراء والسلاطين على اقتناء كل غالٍ وثمين، ويعتبر شارع الخيامية بالقاهرة التاريخية، معقل حرفة الخيامية، وهو ما حرص مركز الحرف التقليدية على إحيائه. 

17) ‏يحتوي قسم النحاس، على الطرق التي كان يتم اتباعها في النقش على النحاس، والأركيت والتكفيت بالفضة والتلميع، ويضم هذا القسم مجموعة من الحرفيين على أعلى مستوى.

18) ‏تقوم أهداف مركز الحرف، على تحقيق أعلى المستويات التقنية والجمالية لإبداع منتجات فائقة الجودة، تحافظ على موروثات الشعب من الفنون والحرف التقليدية التي تعبر عن أصالته وعراقته، حيث يقوم بعمل منتجات تجمع بين الأصالة ومتطلبات العصر الحديث.