تحل علينا اليوم 20 أغسطس الذكرى 135 لميلاد الأديب والمفكر والدبلوماسي المصري، محمد حسين هيكل، صاحب أول رواية عربية ومصرية: «رواية زينب»، والذي أثرى الفكر العربي الحديث بالكثير من المؤلفات التي أحدثت حَراكًا على مستوى الساحة الثقافية بوجه عام وإلى يومنا هذا.

 

ولد محمد حسين هيكل في 20 من أغسطس عام 1888 بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، لأسرة ميسورة الحال، بدأ تعليه بالكُتاب ثم التحق بمدرسة الجمالية الابتدائية، وأكمل دراسته بعد ذلك بالمدرسة الخديوية الثانوية، ثم قرر الالتحاق بمدرسة الحقوق المصرية عام 1909. سافر بعد ذلك إلى فرنسا على نفقته لينال من هناك درجة الدكتوراه.

 

حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1912، وبعد عودته إلى مصر عمل بالمحاماة لمدة عشر سنوات، ثم تركها للعمل بالجامعة، بالإضافة إلى اشتغاله بالصحافة.

كان على صلة بأستاذ الجيل أحمد لطفي السيد، بجانب تأثره بأفكار الأستاذ الإمام محمد عبده، وقاسم أمين، مما ظهر واضحًا جليًا في كثير من مؤلفاته، وعلى رأسها كتاب "حياة محمد".

 

تولى "هيكل" عدَّة مناصب منها:

•       عضو لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1924.

•       رئيس تحرير جريدة السياسة الأسبوعية.

•       وزيرًا للمعارف -التربية والتعليم حاليًا- عام 1938.

•       نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين عام 1941.

•       رئيس حزب الأحرار الدستوريين من عام 1943، إلى عام 1953.

•       رئيس مجلس الشيوخ من عام 1945 إلى عام 1950.

•       رئيس الوفد المصري في الأمم المتحدة لأكثر من مرة.

كتب "هيكل" أول رواية مصرية مستوفيةً لشروط الكتابة الروائية الحديثة، وهي رواية "زينب"، والتي أصدرها لأول مرةً عام 1914، ولم يوقعها باسمه، بل كتب: "بقلم فلاح مصري"، ويعود تحاشي الكاتب وضع اسمه آنذاك كونه أراد ألا تطغى صفة الروائي على صفة المحامي، وقد أحدثت هذه الرواية ضجةً كبيرة في زمان صدورها، ويرجع إلى جوهر العمل الذي يَحكي قصةً رومانسية في بيئة ريفية محافظة، تظهر فيها فتاة بصورة متحررة من آسر قيود المجتمع معبرةً عن مشاعرها وأحاسيسها، بإرادة حرة وعقل جريء.

 

ومن أبرز أعماله الأدبية والفكرية: "في أوقات الفراغ.. مجموعة رسائل أدبية تاريخية أخلاقية فلسفية، تراجم مصرية وغربية، ولدي، ثورة الأدب، حياة محمد، في منزل الوحي، الصديق أبو بكر، الفاروق عمر، هكذا خلقت.. قصة طويلة، الإمبراطورية الإسلامية والأماكن المقدسة، الإيمان والمعرفة والفلسفة، عثمان بن عفان.. بين الخلافة والملك، قصص مصرية".

 

توفي محمد حسين هيكل في 8 من ديسمبر عام 1956 عن عمر ناهز 68 عامًا، مخلفًا ورائه إرثًا أدبيًا وفكريًا كبيرًا، مازالت الأجيال تنتفع به إلى يومنا هذا.