صباح الأمس، الثلاثاء، كنت على الطريق الدائرى، ولاحظت فى منطقة دار السلام على الجانبين سورا خرسانيا، يعزل بين المناطق السكنية الواقعة على الطريق على الجانبين.
وبكل أسف، فإن هذا السور، كما رأيت، ليس هدفه توفير حماية أمنية لسكان هذه المناطق، وإنما هدفه عزل شكل عمارات ومبانى هذه المناطق عن العظماء السائرين بسياراتهم الفاخرة على الطريق الدائرى لكى لا يروها، رغم أنه تم طلاء معظم مبانى هذه المناطق.
وعلى هذا فإن بناء هذا السور، الذى تكلف مبالغ ضخمة، قد تصل إلى الملايين، إنما هو سفه فى الإنفاق، وليس له أى هدف.
وبدلا من أن يكون السور جماليا فقد تحول بحكم الطبيعة السكانية فى هذه المنطقة إلى لوحة كتابة عبارات إعلانية على السور، سوف تتزايد، فضلا عن قيام بعض محال إصلاح الإطارات بوضع الإطارات عليه.
هذا السور، بكل أسف، الذى تم إنشاؤه فى غفلة، والذى تم إنشاؤه بشكل جمالى، سوف يكون مصدرا لتجميع القمامة من خلفه، وربما من أمامه على الطريق الدائرى، كما رأيت.
لذا أتمنى من السيد محافظ القاهرة أن يجيب عن هذا السؤال: لماذا تم بناء هذا السور، وهل هو مقدمة لإنشاء سور كامل بامتداد الطريق الدائرى.. ومن أين التمويل؟
وأتمنى أن يجيب أيضا رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل.
وأتمنى من اللواء محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، أن يكلف فريقا من أعضاء الهيئة لكشف أبعاد وأسباب إقامة هذا السور الذى تكلف بالتأكيد ملايين ضخمة، لأننى أرى أن فى إقامة هذا السور الذى يخفى من خلفه أهالينا وبعض الكنائس .. إهداراً للمال العام.
المدهش أن هذا السور لم يمنع اختراق السكان له للوصول إلى جانبى الطريق الدائرى، فقد ترك من بنوه فتحات كبيرة وكثيرة لخروج السكان.
إزاء هذا السور العازل، الذى سيتحول خلال الأيام القادمة إلى مكان للقبح الإعلانى المجانى لمن سيكتب عليه إعلانات تجارية، كما رأيت، أطالب بوقف هذه المهزلة وكشف الفساد الخفي، الذى أدى إلى إنشاء هذا السور فجأة ودون أى سبب!.
وإذا كنا نشكو من الانفلات فى الإنفاق الحكومى، ونطالب الحكومة صباحاً ومساءاً بترشيده أليس فى إنشاء هذا السور العازل قمة الإسراف فى الإنفاق الحكومى؟
أيها السادة.. أوقفوا، فوراً، هذه المهزلة التى لا تهدف إلى حماية سكان هذه المناطق بقدر ما تخفى وراءها أهدافا خفية، قد يكون من ورائها التربح!