لقد نهى الإسلام عن الكسب الحرام لأنه بلاء على صاحبه فهو يسبب قسوه القلب ويطفئ نور الإيمان ويمنع إجابة الدعاء ويصبح وبالٱ على الأمة، فهو يؤدي إلى تفشى مساوئ الأخلاق والسرقة والرشوة والربا واكل مال اليتيم واكل أموال الناس بالباطل.
ففي البداية تحدث الشيخ علام شعبان مدير إدارة أوقاف الخانكة عن المال الحرام فكلما زاد المال زاد حبنا له ، كما قال الله تعالى وتحبون المال حبا جما سوره الفجر ،اى أن المال فتنه كما جاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل أمه فتنه وفتنه أمتى المال أخرجه الترمذي ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن حلال أم من حرام رواه البخاري .
أما الدكتور محمد صلاح حلمي أستاذ أصول الفقه جامعه الأزهر فقال إن الله تعالى نهى عن اكل المال الحرام لأن المال الحرام يمنع استجابه الدعاء فعندما تليت هذه الايه على الرسول صلى الله عليه وسلم يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا ، فقال سعد بن أبى وقاص يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال له يا سعد أطب مطعمك تكون مستجاب الدعوة والذي نفس محمدا بيده إن العبد ليقذف بلقمه الحرام في جوفه فلا يقبل منه عمل أربعين يوماً، وإيما عبدا بنى لحمه من السحت والربا فالنار اولى به ، وان المال الحرام يؤدى إلى تفشى مساوئ الأخلاق والسرقة والرشوة واكل مال اليتيم ، ولقد نهى الله عن ذلك فى قوله إن الذين يأكلون مال اليتيم ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نار وسيصلون سعيرا سوره النساء، وان المال الحرام يؤدى أيضا إلى أكل أموال الناس بالباطل ونهى الله عن ذلك أيضا في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجاره عن تراضى منكم سوره النساء ، وعن أن المال الحرام أضاف دكتور محمد صلاح حلمى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن يزول قدم العبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربعه عن جسده فيما ابلاه وعن عمره فيما افناه وعن ماله من اين اكتسبه وفيما أنفقه.
وفى النهاية تحدث الشيخ احمد مصطفى بدران عن أسباب كسب المال الحرام وهى عدم الخوف من الله فالخوف من الله يقي المسلم من الوقوع في الحرام فإذا نزع الحياء من الإنسان فإنه لا يبالي أكان مكسبه من حلال أم من حرام فهناك الكثير من الناس يستعجلون فى الحصول على المال ومن أى جهه وبأي طريقه حتى ولو كانت من الحرام فالمكسب السريع عندهم هو الغاية والهدف، فيجب على أن يعلم المسلم أن الأرزاق مقسمه مثل الآجال فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وان الله يعطى الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ولا يعطى الدين إلا لمن يحب، فمن أعطاه الله الدين فقد احبه، والذي نفس محمدا بيده لا يسلم عبدا حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه ، قالوا وما البوائق يا نبي الله قال لا يكسب عبدا مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به ويقبل منه ولا يتركه خلف ظهره الا كان زاده فى النار، وعن أضرار المال الحرام أضاف الشيخ احمد مصطفى بدران أن المال الحرام يؤدى إلى غضب الله على صاحبه ودخوله النار، وعدم قبول الدعاء لأن الله طيب لا يقبل إلا طيب، كما يؤدى إلى عدم البركة في الرزق والعمر وعدم قبول العمل الصالح، فقد كان دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن دعوة لا يستجاب لها، اللهم ارزقنا الحلال وبارك لنا فيه وجنبنا الحرام.