كتبت- أماني محمد
أكد سياسيون وحزبيون، أن مصر تخوض حاليا حربًا جديدة ضد عدو غامض وغير منظم كما أوضح الرئيس السيسي، وتعتبر تلك الحرب أصعب من التي أجتازتها مصر خلال عام 1973 قبل 44 عامًا ضد الاحتلال الإسرائيلي وحررت أرض سيناء الطاهرة، موضحين إلى أن حرب اليوم ضد عدو غير واضح يقوم بأعمال إرهابية، مشيرين إلى أن حرب السادس من أكتوبر انتصارًا عظيمًا واسترداد الحق ودحر الظلم، موضحين هذا الانتصار كان ولا يزال رغم مرور السنوات جزءا من ذاكرة الشعوب العربية والمصريين، وأن المعركة الحالية بعد عودة الأرض تبقى مع الإرهاب الذي يريد أن يدمر الأوطان.
"انتصار أكتوبر لا يمثل مجرد انتصاراً عسكرياً فى معركة لاسترداد الأرض، بل تعدى ذلك إلى كونه انتصاراً على اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة حرباً وسلاماً وتنمية، فلم تكن أبداً الحرب غاية مصر، بل كان السلام هو الهدف الأسمى".. بهذه الكلمات بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، خطابه الموجه إلى الشعب المصري احتفالا بالذكرى 44 لانتصار أكتوبر.
وقال إنه "كانت حرب أكتوبر فى الأساس حرباً من أجل السلام والتنمية بعد استرداد الحق المسلوب، وعلى مدار أكثر من أربعين عاماً مضت، أثبتت مصر دولة وشعباً، قدرتها على صيانة مكتسبات السلام ومقاومة أية متغيرات طارئة تسعى للنيل منها لتقويض أهداف التنمية والاستقرار".
ووجه السيسي التحية إلى الشعب المصري قائلا "التحية لكم اليوم واجبة على ما تبذلونه من جهد، وما تقدمونه من تضحيات فى معركتنا ضد الإرهاب الأسود الغاشم، وكذلك من أجل إعادة بناء بلدنا العزيز الغالى سويا"، مضيفا أن "المعركة التى نخوضها اليوم جميعاً لا تقل شراستها وضراوتها عما واجهه الآباء والأجداد على مدار تاريخ أمتنا العظيم، وهذه المعركة تلزمنا أن نكون جميعاً على قلب رجل واحد حول الوطن".
رمزية الانتصار
وعن أهمية الخطاب، قال الدكتور إبراهيم البيومي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس لـ«الهلال اليوم» إن ذكرى أكتوبر ذات أهمية كبيرة للمصريين والعرب وله رمزية خاصة في الانتصار ودور في حشد الطاقات لتحقيق هدف قوي كبير هو دحر الاحتلال الإسرائيلي وطرده من الأراضي العربية سواء كان في سيناء أو سوريا خلال تلك الحرب.
وأضاف أن هذا الانتصار يظل حاضرا في ذاكرة العرب حكاما ومحكومين ومن فترة لأخرى يتجه الرؤساء إلى لفت النظر لهذه المناسبة ومحاولة الربط بينها وبين السياق الجديد في الوقت الذي يعيشونه وما يشغلهم حينها للاستفادة من رمزيتها وهو في الوقت الحالي الحرب على الإرهاب والتضحيات التي تبذل فيها.
وأوضح البيومي أن الانتصارات جزء من الوعي الجماعي للشعوب فلا يزال المسلمين يحتفلون حتى اليوم بانتصار غزوة بدر لرمزيته لديهم، مضيفا أن النصر في حياة الأمم كلها لها دلالة ويجب أن تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل ويحافظوا على روح الانتصارات والقيم التي ضحوا من أجل إعلائها.
تأكيد لروح أكتوبر
وقال سيد عبد الغني، رئيس الحزب العربي الناصري، لـ«الهلال اليوم» إن كلمة الرئيس تؤكد عقيدة الجيش المصري في الدفاع عن الأمن والشرف القومي والعربي ويوجه رسائل إلى الشعب المصري لكي يتذكر دائما ملحمة النضال الوطني في حرب أكتوبر المجيدة، واصفا الحرب بأنها كانت لحظة عظيمة للشعب انتصر فيها على الهزيمة وأعاد الثقة للجيش المصري في قدرته على النصر ودحر العدو.
وأضاف أنه يجب استلهام روح أكتوبر وتسجيلها دائما وتذكر دور الجنود المصريين الذين قاتلوا على الجبهة ودفعوا الدماء أمام الكيان الصهيوني المحتل لتحقيق نصر عظيم، موضحا أن خطاب الرئيس في هذه المناسبة هام ويجب أن يؤكد فيه على أسباب العزة والنصر والسلام العادل الذي يحفظ للأمة ولمصر حقها وكرامتها.
وأشار عبد الغني إلى أن العالم كان يشعر بالحق العربي ولم تقم دول عدم الانحياز والشعوب الأفروآسيوية أية علاقات مع إسرائيل إلا بعد أن وقعت مصر اتفاقية كامب ديفيد معها، مؤكدا أن ما ساعد على تحقيق الانتصار العظيم في أكتوبر كانت حرب الاستنزاف المعركة المنسية التي أعدت لنصر أكتوبر.
القضية الفلسطينية أولوية
وعن العلاقات مع الجانب الإسرائيلي، يقول إن توقيع اتفاقية السلام لا يعني التعامل معها دون حذر، قائلا "حرب أكتوبر كانت ضد عدو واضح وهو الكيان الصهيوني أما الحرب على الإرهاب في الوقت الحالي هي مع عناصر متخفية من أدوات هذا الكيان والمتمثلة في تنظيم داعش وأخواته فيجب ألا ننخدع بدعاوى السلام التي يرددها البعض لأننا لم نجد من ورائهم إلا الحصاد المر.
وأوضح أن القضية الفلسطينية في الوقت الحالي هي الأولولية للشعب المصري ويجب تحقيق السلام العادل الذي يضمن حق الشعب الفلسطيني في أرضه لأنها لا تحتاج إلى تسويف أو إعادة إنتاج ما تم إنتاجه، قائلا إنه ليس من حق أحد كان أن يصادر على حق الأجيال القادمة في الكفاح ضد الاحتلال وهو الحق الذي كفلته مواثيق الأمم المتحدة.
المعركة ضد الإرهاب
المهندس حسين منصور، نائب رئيس حزب الوفد، قال لـ«الهلال اليوم» إن لهذا اليوم أهمية خاصة فهو من أهم الاحتفالات الوطنية لاستعادة كرامة الوطن والأرض المنهوبة، مضيفا "سيبقى احتفال أكتوبر في ذاكرة الوطن دائما بأنه يوم جدد معاني الاجتهاد والتدريب والجدية والدأب وهي المعاني التي نبحث عنها للنهوض والتقدم فيما يخص الحقوق والواجبات وامتلاك العلم والمقدرة.
وعن المعركة ضد الإرهاب التي أشار إليها السيسي في خطابه، أوضح منصور أن قوى الإرهاب تبغي تحطيم الوطن وإدخاله في دوامة تهوى به، مضيفا أن مواجهته يجب أن تكون على كافة الأصعدة الأمنية والتعليمية والإعلانية وتعبئة الوطن بأجمعه بلغة خطاب كاشفة لمساحات الظلام التي يغطيها الإرهاب.