الجمعة 3 مايو 2024

قضاءُ حوائجِ الناسِ.. نص موضوع خطبة الجمعة اليوم

صلاة الجمعة

تحقيقات25-8-2023 | 11:09

أماني محمد

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، 25 أغسطس 2023م ، وهو قضاءُ حوائجِ الناسِ بينَ الواجبِ والمندوبِ، مؤكدة على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.

 

موضوع خطبة الجمعة اليوم

وجاء نص موضوع خطبة الجمعة اليوم بعنوان " قضاءُ حوائجِ الناسِ بينَ الواجبِ والمندوبِ" كما يلي:

"الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ، صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ: فإنَّ قضاءَ حوائجِ الناسِ مِن القيمِ النبيلةِ التي دعَا إليهَا دينُنَا الحنيفُ، وجعلَهَا مِن أحبِّ الأعمالِ إلى اللهِ (عزَّ وجلَّ)، وعدَّ المتصفينَ بهَا مِن أحبِّ الناسِ إليهِ سبحانَهُ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ، أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا)."

 

"وقد وعدَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) مَن يقضِي حوائجَ الناسِ بالسلامةِ والنجاةِ وتفريجِ الكرباتِ في الدنيَا والآخرةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ): (صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ والآفاتِ والهلكاتِ، وصِلةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمُرِ، وكلُّ معروفٍ صدَقةٌ، وأهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ)، ويقولُ ﷺ: (مَنْ كَانَ فِي حاجةِ أَخِيهِ كانَ اللَّهُ فِي حاجتِهِ، ومَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسلمٍ كُرْبةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبةً مِن كُرُبَاتِ يوم القيامةِ)."

"كما أنَّ قضاءَ حوائجِ الناسِ مِن صفاتِ الأنبياءِ المصطفين (عليهمُ السلامُ)، فهذا موسَى (عليهِ السلامُ) حينَ وردَ ماءَ مدينَ، وجدَ جماعةً مِن الناسِ يسقونَ أنعامَهُم، ووجدَ مِن دونِهم امرأتينِ لا تسقيانِ حتى يفرغَ الرجالُ الأقوياءُ مِن سقيِ أنعامِهِم ودوابِّهِم، فلَمَّا عرفَ (عليهِ السلامُ) حاجتَهُمَا تقدَّمَ بنفسِهِ وسقَى لهُمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}."

 

"وهذا نبيُّنَا (عليهِ الصلاةُ والسلامُ) تقولُ لهُ السيدةُ خديجةُ (رضي اللهُ عنهَا): “فَوَ اللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ”، فكانت حياتُهُ ﷺ خيرَ مثالٍ يُحتذَى بهِ في قضاءِ حوائجِ الناسِ."

 

"غيرَ أنَّ قضاءَ حوائجِ الناسِ منهُ ما هو واجبٌ، مِن خلالِ الزكاةِ التي هي ركنٌ مِن أركانِ الإسلامِ الخمسةِ، فيها تُقضَى حاجاتُ الناسِ، وتُفرجُ كرباتُهُم، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}، ويقولُ سبحانَهُ: {وما أنْفَقْتُمْ مِن شَيْءٍ فَهْوَ يُخْلِفُهُ وهْوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (بني الإسلامُ على خمسٍ : شهادةِ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ، وأنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُه، وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ)، وقـد قـرنَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) الزكاةَ في كثيرٍ مِن المواضعِ بأعظمِ الفرائضِ وأجلِّهَا وأعلاهَا مكانةً، وهي الصلاةُ تعظيمًا لشأنهمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، ويقولُ تعالَى: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}."

 

ويدخلُ في وجوبِ قضاءِ حوائجِ الناسِ كلُّ مَن كُلِّفَ بالقيامِ بأمرٍ مِن أمورِ حياتِهِم أيًّا كان تكليفُهُ، وعليهِ أن ييسرَ ما استطاعَ إلى التيسيرِ سبيلًا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: "يسِّروا ولا تعسِّروا."

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

 

"ومِن قضاءِ حوائجِ الناسِ المندوبِ إليهِ ما كانَ مِن خلالِ الصدقاتِ التي تدعمُ دورَ الزكاةِ في تحقيقِ دورِهَا المجتمعِي، لذلك جاءَ الشرعُ الحنيفُ بالحثِّ عليهَا والترغيبِ فيهَا، حيثُ قالَ نبيُّنَا ﷺ: (نَّ في المالِ لحقًّا سوى الزكاةِ)، ثم تلَا قولَ اللهِ تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ… }."

 

"ولا شكَّ أنَّ أجرَ الصدقاتِ عظيمٌ، وخيرَهَا عميمٌ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {إ،ِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (ما مِن يومٍ يُصْبِح فيه الناسُ إلَّا وينزلُ ملكانِ، يقولُ أحدُهُمَا: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الثانِي: اللهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)، ويقولُ ﷺ: ( داوُوا مرضاكُم بالصدقةِ، وحصِّنُوا أموالَكُم بالزكاةِ، ويقولُ ﷺ: "إنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ."

 

"فما أحوجنَا إلى قضاءِ حوائجِ الناسِ، مِن خلالِ البذلِ والعطاءِ الواجبِ والمندوبِ، سواءٌ أكانَ زكاةً مفروضةً، أم صدقاتٍ جاريةً، أم صدقاتٍ عامةً، كمَا أنَّ الأخذَ بيدِ الضعيفِ صدقةٌ، وإغاثةَ الملهوفِ صدقةٌ، وكفَّ الأذىَ عن الطريقِ صدقةٌ، وإعانةَ ذويِ الحوائجِ صدقةٌ، وكلَّ معروفٍ صدقةٌ."

Dr.Randa
Dr.Radwa