يودع المتخصصون وهواة الفلك شهر أغسطس بظاهرة فلكية فريدة لن تتكرر حتى عام 2032، حيث يظهر يوم الخميس المقبل 31 أغسطس الحالي " القمر الأزرق العملاق"، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى اكتمال إضافي للقمر، عندما يشهد سكان الأرض في شهر واحد قمرين كاملين.
وأوضح الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن بدر شهر صفر للعام الهجري الحالي "القمر الأزرق" سيكتمل في الساعة الثالثة و 37 دقيقة صباح يوم الخميس المقبل ويشرق بعد غروب الشمس مباشرة في هذا اليوم وتبلغ نسبة لمعانه 100 % ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي.
وأضاف أن هذا البدر وهو ثالث قمر عملاق بين أربعة أقمار عملاقة لهذا العام تأتي تباعا حتى سبتمبر المقبل ، حيث يكون القمر في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض ، وهي المنطقة القريبة نسبيا إلى الأرض ، لذلك يبدو القمر أكبر قليلاً وأكثر إشراقا من المعتاد .
وأوضح أن القمر يبدو لنا كما لو كان بدرا في الفترة من 30 أغسطس إلى 1 سبتمبر ، وهذا لأن العين المجردة لا تستطيع تمييز النقصان البسيط في استدارة قرص القمر بسهولة.
وعن التفسير العلمي لظهور القمر الأزرق (بلو مون) ،أوضح أستاذ الفلك أن القمر الأزرق هو ثاني بدر في شهر ميلادي واحد ،ويحدث هذا في المتوسط كل عامين أو ثلاثة أعوام لذلك إذا عرف القمر الأزرق على أنه بدرين كاملين في شهر ميلادي واحد ، فهناك حوالي ثلاث أقمار زرقاء كل عشرة سنوات تقريبا .
وأضاف أن هناك تعريفا آخر للقمر الأزرق وهو أكثر شيوعا ، ويعرف على أنه ثالث بدر مكتمل في موسم أو فصل من فصول السنة به أربعة أقمار كاملة ، ويحدث هذا كل عامين وثمان شهور تقريبا ، وعلى هذا التعريف يكون هناك 2 قمر أزرق كل 10 سنوات تقريبا .
وتابع "من المعروف أن هناك بدرا واحدا فقط ومحاقا واحدا فقط كل شهر ميلادي تقريبا،ولذلك عندما يأتي القمر البدر مرتين في الشهر الميلادي يسمى البدر الثاني بالقمر الأزرق وهو ما ينطبق على شهر أغسطس الحالي حيث جاء القمر بدرا في الأول من أغسطس ،ويأتي أيضا يوم 31 أغسطس" .
ولفت إلى أن أصل هذه التسمية إلى عبارة مجازية مقتبسة من المقولة الانجليزية "Once in a Blue Moon " بمعنى أنه نادرا ما يحدث ،مؤكدا أن مثل هذه المسميات (القمر الأزرق ) ليست من المصطلحات الفلكية الرسمية .
ونوه إلى أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة ،ناصحا هواة الفلك الراغبين في رصد ومتابعة تلك الظواهر الفلكية بمشاهدتها في السواحل والحقول والصحاري والبراري والجبال .