الأحد 28 ابريل 2024

10 سنوات من الإنجازات.. ترميم المتاحف المصرية حفاظًا على الهوية الوطنية

صورة تعبيرية

ثقافة29-8-2023 | 21:07

عبدالرحمن عبيد

تعد المتاحف هي حافظة تراث الأمم ومجدها الغابر، وبها تعرف الشعوب ماضيها وتستشرف مستقبلها، ولما كانت الهُوية المصرية مرهونة بمدى أصالة التراث المصري وعراقته، كان لا بُد من قلاع تحمي هذه الهُوية وتأكد وجودها في كل وقتٍ وحين، لذا جاءت توجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بترميم المتاحف وتطوير بنيتها التحتية، تأكيدًا لرسالة الجمهورية الجديدة.

وطَوال عهد الرئيس السيسي شهدت البلاد تطويرًا وترميمًا لعدَّة متاحف في مختلف ربوع مصر، ونستعرض معكم في «دار الهلال» أبرز خمس متاحف تم ترميمها وتطويرها في عهد الرئيس السيسي، والتي ربما كانت بعضها مجهولةُ لدى الكثيرين؛ لتطرفها عن العاصمة:

 

 متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية:

 في أكتوبر عام 2014، تم ترميم متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية، وقد صمم المتحف على طراز المباني الأوروبية في القرن التاسع عشر، وبزخرفة فنية رائعة.

يقع متحف المجوهرات الملكية في مبنى قصر فاطمة الزهراء بجليم، حيث شيد القصر في منطقة زيزينيا وهو تحفة معمارية، تتكون من جناحين يربطهما ممر وتحيط به حديقة في غاية الجمال والإبداع.

يوجد بالمتحف عشر قاعات تضم أكثر من 11000 قطعة مختارة من أروع وأثمن المجوهرات والتحف الملكية مثل الأوسمة والميداليات والقلادات الذهبية، والساعات وأقطم التدخين وأطقم الزينة الخاصة بالملكات المصنوعة من الذهب والبلاتين والأحجار الكريمة ونصف الكريمة والتيجان المرصعة بالألماس والعلب المصنوعة من العاج وأطقم المشروبات الذهبية والسيوف المرصعة بالألماس.

قامت أعمال الترميم والتطوير بهدف زيادة قدرته على استيعاب المزيد من المعروضات الثمينة الموجودة بالمخازن، وتضمنت مبنى وقاعات المتحف وتغيير سيناريو العرض المتحفي وتزويد المتحف بأحدث فتارين العرض والإضاءة والتأمين الإلكتروني، بتكلفة 80 مليون جنيه.

 

المتحف المصري بالتحرير:

 شهد المتحف المصري بالتحرير مرحلتين من التطوير، المرحلة الأولى كانت في ديسمبر عام 2014، والمرحلة الثانية في نوفمبر عام 2015 ، ويقع المتحف المصري في قلب العاصمة المصرية القاهرة "وسط البلد" ويطل على ميدان التحرير، وهو أحد أكبر وأشهر المتاحف العالمية. تم افتتاح المتحف في موقعه الحالي في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.

يتكون المتحف من طابقين رئيسيين، يحتوي الطابق الأول على الآثار الثقيلة من توابيت ولوحات وتماثيل معروضة طبقًا للتسلسل التاريخي، أما الدور العلوي فيحتوي على مجموعات أثرية متنوعة، من أهمها مجموعة الملك توت عنخ آمون، وكنوز تانيس، بالإضافة إلى قاعتين للمومياوات الملكية. ومن أهم القطع الأثرية المعروضة بالمتحف صلاية الملك نعرمر، وتمثال الملك خوفو، وقناع الملك توت عنخ آمون بالإضافة إلى عدد كبير من الكنوز الملكية.

وتضمنت أعمال التطوير: "شخاشيخ أسطح المتحف، الجمالون أعلى البركة، القبة أعلى المدخل الرئيسي، المُسطحات الزجاجية بالقاعات الجانبية، تغيير كافة زجاج المتحف بنوعية زجاج تربليكس"، واستكمال العمل في الأرضيات والجدران والأسقف والتي تتضمن طلاء الحوائط بعد عمل المكاشف اللازمة للكشف عن اللون الأصلي لها ولزخارفها. بتكلفة بلغت 23,41 مليون جنيه.

 

متحف ملوي:

يقع المتحف في قلب مدينة ملوي، وأغلق عقب تعرضه للتخريب ونهب محتوياته في أغسطس 2013، ثم أعيد افتتاحه مرة أخرى عقب ترميم المبنى، واستعادة معظم القطع الأثرية المسروقة، وترميم الكثير من المقتنيات. ويستعرض المتحف تاريخ المنيا عبر مختلف العصور من خلال حوالي 1000 قطعة أثرية عثر عليها بالأشمونين، وتونا الجبل، وتل العمارنة، وقد تم افتتاح المتحف في سبتمبر عام 2016، بعد الانتهاء من أعمال ترميمه

يضم المتحف 3 قاعات للعرض، كما تم تحويل القاعة الرابعة لمكان للأنشطة التعليمية للأطفال، بالإضافة إلى مكتبة بحث علمي لخدمة طلاب جامعة المنيا وأسيوط وخاصة دارسي الآثار بالكليات المختلفة، كما تمت إضافة قاعة للمحاضرات، والتي تساهم في تنشيط دور المتحف المجتمعي، بتكلفة 7 مليون جنيه.

 

متحف الفن الإسلامي:

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي متحف الفن الإسلامي في وسط القاهرة يناير عام 2017، بعد الانتهاء من ترميمه إثر تضرره بشدة؛ بسبب انفجار تعرضت له مديرية أمن القاهرة المجاورة له العام 2014، وقام الرئيس بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية إيذانًا بافتتاح المتحف، والذي يعد أكبر متحف إسلامي بالعالم حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورًا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.

واستمع الرئيس إلى شرح من وزير الآثار استعرض فيه تاريخ المتحف وأهميته، فضلاً عن مشروع ترميمه وإعادة تأهيله في إطار دور الدولة في إصلاح ما أفسدته يد الإرهاب الآثمة، والحفاظ على التراث الثقافي والإنساني لمصر، والمساهمة في استعادة حركة السياحة، وأعقب ذلك قيامه والضيوف بجولة تفقدية لقاعات المتحف ومقتنياته.

ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور الإسلامية، والمتحف يعرض حوالي 4400 قطعة تمثل العصور التاريخية الإسلامية المختلفة إضافة إلى 3 قاعات عرض جديدة لمقتنيات المتحف.

وكان مبنى المتحف أصيب بأضرار جسيمة إثر تعرض مديرية أمن القاهرة المواجهة له للتفجير العام 2014 إضافة إلى تدمير 179 قطعة أثرية نادرة تم ترميم 160 منها.

ويأتي إعادة تطوير المتحف في إطار دور الدولة في إصلاح ما أفسدته يد الإرهاب الآثمة والحفاظ على التراث الثقافي والإنساني لمصر، والمساهمة في استعادة حركة السياحة، وأعقب ذلك، قيام الرئيس والضيوف بجولة تفقدية لقاعات المتحف ومقتنياته.

 

متحف كفر الشيخ:

يقع المتحف بجوار جامعة كفر الشيخ في حديقة صنعاء ويتكون المبنى من عدة قاعات للعرض المتحفي وقاعات للتهيئة المرئية والتربية المتحفية والندوات، بالإضافة إلى مبنى للخدمات يحتوي على مجموعة من الكافتريات والبازارات، وتم افتتاحه بعد الانتهاء من أعمال التطوير في أكتوبر عام 2020.

تبلغ المساحة الكلية للمتحف 6800 متر مربع وتبلغ مساحة العرض المتحفي 1850 متر مربع بتكلفة 62 مليون جنيه، ويتكون من ثلاث قاعات عرض رئيسية، تعرض قطع أثرية من منطقة تل الفراعين الأثرية والمعتقدات الجنائزية وبعض المناطق الأثرية الأخرى من محافظة كفر الشيخ.

يدور سيناريو العرض المتحفي له حول موضوع رئيسي وهو أسطورة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على مجموعة من الموضوعات مثل: تاريخ مدينة بوتو القديمة أحد العواصم المصرية القديمة.

ويبرز أيضًا بعض الموضوعات مثل: تاريخ العلوم خلال العصور التاريخية المختلفة كالطب والبيطرة والصيدلة لربط المتحف بجامعة كفر الشيخ؛ إلى جانب تسليط الضوء على مسار رحلة العائلة المقدسة، إذ تعد مدينة "سخا" بمدينة كفر الشيخ أحد المسارات التي عبرت منها العائلة المقدسة إلى الجهة الغربية؛ بالإضافة إلى بعض الموضوعات ذات الصلة بمدينة فوه ذات التراث الإسلامي الثري، حيث يضم كافة التراث الثقافي لكفر الشيخ باعتبارها ثالث مدينة تراثية بعد القاهرة ورشيد.

من أهم القطع المعروضة تمثال من العصر اليوناني الروماني يصور طفل في بحيرة وتمثال للملك رمسيس الثاني مع الإلهة سخمت، بالإضافة الي لوحة تقدمية للملك تحتمس الثالث، وعدد 2 كتلة حجرية "عنصر معماري"، ورأس لأحد ملوك الأسرة 30، وتمثال آخر لاحد الكهنة يرجع للعصر الصاوي الأسرة 26 من منطقة تل الفراعين.

وتم وضع مسار للزيارة خاص بذوي الاحتياجات الخاصة وبطاقات الشرح بطريقة برايل.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa