السبت 4 مايو 2024

محاكمة نجيب محفوظ| يدافع عن نفسه في 10 اتهامات (4-10)

نجيب محفوظ

كنوزنا2-9-2023 | 14:45

بيمن خليل

تحتفي الأوساط الثقافية، بذكرى رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، الذي رحل عن عالمنا في 30 أغسطس 2006، حيث يعد واحدًا من أهم الأدباء في النصف الثاني من القرن الـ20، وحصل على جائزة نوبل للآداب، وأصبح رمزًا ثقافيًا ومنهجًا فكريا ضخمًا في تاريخ مصر الفني والأدبي.

أثارت أفكار وكتابات الأديب نجيب محفوظ الجدل في طرح العديد من القضايا، وشهدت حياته معارك ثقافية وفكرية شرسة، أشهرها وصلت إلى تكفيره ومحاولة اغتياله - بطعنة في الرقبة - عندما أثارت روايته «أولاد حارتنا» أزمة كبيرة في الشارع المصري.

 

محاكمة نجيب محفوظ (المحاكمة الرابعة)

نشرت مجلة الهلال، في عددها الصادر في 1 فبراير 1970م، تحقيقًا أدبيا أعده الصحفي والإعلامي ضياء الدين بيبرس، الذي أسس هيئة قضاء أدبية مكونة من أكبر الصحفيين والنقاد ليحاكموا نجيب محفوظ، ويوجهوا له الاتهامات والأسئلة بشأن أدبه وأفكاره، وأساليبه في الكتابة.

وسوف تعيد «بوابة دار الهلال» بمناسبة ذكرى وفاة نجيب محفوظ الـ17،  نشر هذا التحقيق الرائع الذي أصبح نادرًا وتراثًا قيمًا، وذلك على مدار «عشر أيام» بدءًا من اليوم، حتى يتثنى للقراء سهولة القراءة والاطلاع على هذا التحقيق ومعرفة الاتهامات والأسئلة التي وجهها كبار الصحفيين والنقاد للأديب الكبير نجيب محفوظ.

 

10 نقاد و10 قضايا في محاكمة نجيب محفوظ

من الطبيعي أن يثير أدب نجيب محفوظ قضايا نقدية وفكرية عديدة.. وفي هذه «المحاكمة» يقف نجيب محفوظ أمام هيئة تتكون من 10 نقاد وأدباء، قدم كل منهم اتهاما أو سؤالا إلى الفنان الكبير وتولى نجيب محفوظ الرد – بقلمه – على هذه الاتهامات أو الأسئلة المختلفة.. بصراحة ووضوح..

المحاكمة الرابعة:

رشدي صالح (جيل الشباب أفضل من جيلك)

 عزيزي الأستاذ نجيب محفوظ:

أحب أن أوجه إليك سؤالا طرحه شاب في مؤتمر الأدباء الشبان الذي كنت أميته العام، ولم تتح لك فرصة الجواب عليه لأنك لم تكن موجودا يومها..

السؤال يقول: إن الشبان احتووا مصر بطريقة أفضل بكثير من احتواء جيلكم لها.. فما رأي نجيب محفوظ في هذا الرأي؟ أتصور أن الإجابة على هذا السؤال تتضمن مناقشة ومقارنة من نجيب محفوظ لأدب جيله وأدب جيل الشباب.

 

(ماذا يعني؟)

رد نجيب محفوظ على اتهام رشدي صالح:

عزيزي الأستاذ رشدي صالح..

ترى ماذا يعني صاحبنا الشاب بقوله «احتواء مصر؟».. أي احتواء؟ وأي مصر؟ لعله يقصد بالاحتواء الفهم والتعبير.. ولعله يقصد بمصر، مصر اليوم فإن صح ظني فإني لا أختلف معه، إنما يقاس عملنا بتعبيرنا عن مصر الأمس، أما تعبيرنا عن مصر اليوم فهو تعبير المخضرمين المشحونة أبصارهم برواسب الأمس..

ولا شك عندي في أن الشبان أقدر منا في التعبير عن مصر اليوم والغد، غير أن حكم صاحبنا الشاب سابق لأوانه، لأنه يعقد مقارنة بين جيل قدم عطاءه كاملا، وجيل بدأ تعبيره بجملة قصص قصيرة أو رواية واحدة، ولكن ذلك لن يغير في نظري من الحقيقة الثابتة وهي أن كل جيل أدبي أقدر على التعبير عن زمانه.. ولكن ومانه دولة ورجال.

Dr.Randa
Dr.Radwa