يعد الزواج علاقة قائمة بين طرفين يقبل كلاهما الأخر، ولكن هناك بعض الأمور التي قد يتحكم فيها المجتمع وتصبح نظرته هي المسيطر الأول لها، حتى تنعكس على الحالة النفسية لشريكي العلاقة، ومن أهم تلك الأشياء هي الفوارق العمرية بين الزوجين، سواء زيادة سن احدهما عن الأخر أو صغره، الأمر الذي جعلنا نتساءل عن أهمية الفوارق العمرية بين الرجل والمرأة وهل هناك فارق سن مناسب أم أن هناك شروط أخرى تحكم العلاقة بين الزوجين.
ومن جهتها، تقول الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، أن الفجوة العمرية وفارق السن هي من الأمور التي قد تتحكم في العلاقة الزوجية بين الطرفيين، خاصة في ظل نظرة المجتمع وتمسكه ببعض العادات والتقاليد البالية، التي تمثل عبء إضافي على الحياة الأسرية وتتحكم فيها، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه هناك بعض الحالات الفردية التي تخطت تلك العواقب ونجحت في زواجها مع الشخص المناسب، دون النظر إلي فارق العمر بينهم سواء الرجل هو الأكبر أو المرأة أو في نفس المرحلة العمرية.
وأضافت استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، أن هناك كثير من الفتيات والشباب يتساءلوا عن الفارق العمري المناسب للارتباط بشريك الحياة، وعن مدى تأثير ذلك في نجاح الارتباط من عدمه، مؤكدة أنه لا بد من الاعتدال في الفرق العمري بين الزوجيين، وأن يكون ما بين ثلاث إلي 6 أو 8 سنوات لا أكثر، لأنه كلما زاد الفارق بينهما كثرت الاختلافات الثقافية واختلفت الاهتمامات، وأصبحنا نواجه فجوة عمرية بين جيلين أحدهما أكبر والأخر أصغر، وتزداد علامات تلك الفجوة كلما امتدت سنوات الزواج بين الطرفيين.
وأكملت، أن الفتاة التي ترتبط برجل يزيد عمره عنها بأكثر من 10 سنوات، قد تعاني من بعض النقص بسبب نظرات المجتمع بأنها مرتبطة بوالدها وليس زوجها، مما يجعلها تلجأ لتعويض ذلك بالملبس والمظهر والماديات، وفي بعض الأحيان يكون السبب وراء ارتباطها بزوج يكبرها عمراً هو الحرمان العاطفي الأبوي، أما الشاب الذي يرتبط بامرأة أكبر منه فهو قد يعاني بأزمة الحرمان من عاطفة الأم.
وأشارت إلي أن هناك دراسات متخصصة بالشأن الأسري، تؤكد أن نسبة 56% من النساء يفضلون الارتباط والزواج من رجال تكبرهم بالعمر من 5 إلي 15 عام، لأنهن يرين أن ذلك الفارق سيضمن لهن الحياة باستقرار وأمان، نظرا لنضج الرجل وخبرته التي تجعل الأمور أكثر اتزاناً، ولكن ما يشوب بعض العلاقات بالرغم من اتفاق طرفيها هو استهزاء وتنمر ونظرة المجتمع، خاصة في حالة الارتباط بامرأة يفوق عمرها الرجل بسنوات ملحوظة، حيث نجد الاتهامات بعدم قدرتها على الإنجاب بسبب العمر ما يجعلها أكثر حساسية وإحراجاً، وقد يصل الأمر لاستهزاء الزوج بها في بعض الحالات ورؤيته لذاته وإعجابه بنفسه ودخوله في علاقات أخرى، لندمه عن اختياره من تفوقه في العمر.