الخميس 21 نوفمبر 2024

مقالات

آسف حبيبتي

  • 2-9-2023 | 13:34
طباعة

كلما مرت الأيام صادفت العديد من قصص الحب غير المروية، داخل كل منا قصة لم تروى بعد وربما لن تروى أبداً.
قصة حيرت صاحبها وحيرتنا معها بعد أن صرنا طرفا بها لمجرد سماع تفاصيلها.
 ويظل السؤال لماذا..؟
لماذا انتهت على هذا النحو ما الذنب الذي اقترفناه ؟!
ألا يستحق ما بينا أن يظل، أن يمنح فرصة ثانية؟
فور أن تتردد داخلك هذه الأسئلة، لابد أن تنسحب تمامًا. عندما تبدأ مرحلة الأسئلة والبحث عن حلول لشيء  وهمي هلامي لا وجود له، لابد أن تتراجع بضع خطوات للوراء فأنت بحاجة لأن تعيد تقييم ما كان.!
 أدرك أن هناك  أشخاص تمر بحياتنا، نعتبر وجودهم هبة، هدية من الخالق، أشخاص طالما بحثنا عنهم في الوجوه ودروب الحياة.
أشخاص اخترناهم بحذر ودقة، أشخاص لهم في قلوبنا مكانة عزيزة وغالية.. لو يعلمون كيف نراهم بأعيينا..؟!
  لو يعلمون أننا وضعناهم في مكانة قد ترقى لمرتبة الملائكة  ما تجرؤوا وفعلوا ما من شانه أن يهدم هذه المكانة ..
أو يبعدهم عنا، أو نتجاهل وجودهم الذي كان يوماً ضياء وروح وحياة.
 قد نلقي باللوم على أنفسنا لأننا توهمنا أنهم كذلك.
نلوم أنفسنا لأننا نظرنا إليهم نظرة حالمة، مثالية جعلتهم في مرتبة أعلى من البشر.. 
نلوم أنفسنا لأننا قدمنا المشاعر الصادقة على طبق من فضة لمن لا يستحق، أجزلنا العطاء، منحنا الحب الخالص دون مقابل، لذا كان السقوط المدوي مؤلماً.؟!
  ربما قدمنا كل ما لدينا من مشاعر وعاطفة وعطاء وحب رغبة في عيش ما لم تسمح لنا الحياة بعيشه يوماً؟!
أردنا أن نعيش تلك المشاعر بكل الصدف والحيل الممكنة.
رغبة في الغرق في مغامرة عشق تماثل ما نقرأ ونرى على الشاشات، ربما رغبة في تذوق حلاوة الحب ولوعته.. كل ما أعرفه أن ما نفعله يكون برغبة ورضا تام..
قد تعدو أنانية أن نفكر بهذا الشكل، تكون البداية رغبة في الوقوع في الحُب، ونهل المزيد من العواطف والأحاسيس المشتعلة، حتى ندرك أننا تورطنا، فأصبح الاعتياد حبًا ويصير الحُب عادة، ليصيبه الخرس، فيصبح الصمت والملل بطل حكايتنا المتكررة.
 لنقع في دائرة اللوم، نلوم أنفسنا لأننا ربما تسرعنا في اجتياز التجربة، وربما أخطأنا في اختيار الشريك المناسب..؟!
نصبح ضحية للمزيد من الأسئلة  هل أخطأنا عندما فتحنا أبواب قلوبنا أمام فيض الحب؟!
 أملنا أن نراه أن نلمس وجوده فيمن نحب، في حديثه، في نقاشاته مزاحه  في عينيه،  وهل تكذب العيون؟! 
وهل تكذب الأرواح؟!
 قطعًا  لا..!!
إذن ماذا حدث؟!
قد يكون حباً وصادقاً، لكنه صادفنا في توقيت غير مناسب قد يكون خديعة  
لرغبة  كل منا في تعويض ما فات أو المرور بتجربة حُب بكل ما فيها من طيش وتهور.. واندفاع وحماس.!!
الحب كالطعام والشراب والغريزة، الحُب ضرورة لاستمرار الحياة، ضرورة لمدنا بالقدرة على عبور الأيام واجتياز الهموم والأزمات 
حياة بلا حب حياة جافة ناقصة رمادية باهتة. الحب الشيء الوحيد الذي ينبغي ألا نأسف لمروره بحياتنا فكل تجربة حب ساعدت في نضج مشاعرنا وسمو أرواحنا وصفاء أذهاننا. سأقولها عالية آسف يا قلبي يا من جررتك رغما للغوص في قاع الحب في أشهر الحنين ومواسم الهجران.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة