الأحد 9 يونيو 2024

محمد عبدالله الشهاوى: دمرنا نظرية المنع الخارق

5-10-2017 | 20:30

للحرب الكيماوية دور لا ينسى فى معركة أكتوبر والتمهيد للعبور .. مهمة كان لها دور كبير فى تحقيق النصر والعبور يشرحها اللواء محمد الشهاوى

يروى الشهاوى تفاصيل المهمة قائلاً: كنت أعمل فى إحدى الوحدات فى نطاق الجيش الثانى الميداني، وباعتبارى ضابط حرب كميائية كنت أدرب القوات، على العمل تحت ظروف استخدام العدو أسلحة الدمار الشامل، وأساعد فى تدمير النقاط القوية للعدو الإسرائيلى باستخدام قاذفات اللهب الخفيفة، إضافة إلى تعمية نقاط ملاحظات العدو باستخدام صواريخ الدخان والتى من الممكن أن تؤثر علىقواتنا أثناء اقتحام القناة، بالإضافة إلى تأمين وإخفاء قواتنا من نيران العدو، كانت الحرب معركة أسلحة مشتركة، اشتركت فيها كل الأسلحة والأفرع بالقوات المسلحة، وكان لإدارة الحرب الكميائية دور كبير، فمع تأهيل وتدريب القوات المسلحة للعمل تحت ظروف استخدام العدو الإسرائيلى أسلحة الدمار الشامل التى تحتوى على الأسلحة الكميائية والأسلحة البيولوجية والأسلحة النووية، وتعمية نقاط ملاحظات العدو باستخدام صواريخ الدخان، استطعنا عبور القناة فى ٦ ساعات مع الاستيلاء على النقط القوية الموجودة للعدو.

الحرب الكميائية استخدمت الدخان، وقاذفات اللهب الخفيفة، التى ساهمت فى اقتحام قناة السويس ضمن موجات العبور الأولى، وتم تدمير النقطة القوية للعدو بقاذفات اللهب، وأتذكر فى هذا التوقيت الشهيد محمد الخبيري، الذى ضحى بروحه فداء هذا الوطن، حيث كان فردا من أفراد الحرب الكميائية وكان حاملا لقاذفات اللهب الخفيفة، الذى يقوم بتدمير كل تشوينات العدو وأفراده ويبث الرعب فى قلوب العدو الإسرائيلي.

اشتركت الحرب الكميائية أيضاً فى معالجة ملابس الجنود وصناعة القوارب المطاطية التى تم العبور عليها، والتى صنعت بمواد ضد الحريق، لأن العدو الإسرائيلى كان يهدد بإشعال قناة السويس حال محاولة العبور، من خلال ما يسمى بالمنع الحارق بالنابلم، الذى فى حال اشتعاله فوق صفح الماء تصل درجة الحرارة إلى ٧٠٠ درجة مئوية وارتفاع اللهب إلى ١٥ مترا، وكان هذا التهديد هدفه أنيبث العدو رسالة رعب ويعمل على خفض معنويات قواتنا المسلحة حتى لا تقوم بذلك، ولكن استطاع المخطط المصرى أن يتغلب على تلك المصاعب، وقامت قواتنا أثناء التمهيد النيرانى الذى كان لمدة أقل من الساعة، إطلاق ١٢١ ألف دانة مدفعية بوزن ٣٠٠٠ طن أثناء هذه الفترة، واستطاعت عناصر قوات الصاعقة والمهندسين العسكريين والحرب الكميائية، عبور قناة السويس سباحة تحت الماء، والعدو فى ملاجئه، وقاموا بسد الفتحات التى كانت ستدفع المواد الحارقة على سطح قناة السويس، وأثناء العبور قام العدو الإسرائيلى بتجهيزها فلم تعمل ولم تؤد المهمة، كان هناك دور كبير من كل الأسلحة ومنها الحرب الكميائية التى اشتركت فى هذه الحرب العظيمة، وكان هناك مصاعب تم التغلب عليها بالمخطط المصري.

وأضاف: «هذه الحرب المجيدة تعتبر وساما على صدر كل مصرى وعربي، لأنها استردت الكرامة والأرض والعرض، استردت أرض سيناء، هذه الأرض التى تمثل مخزونا فى قلب كل مصري، الأرض التى سجلتها الجغرافيا والتاريخ، وسطرتها يد ودماء شهداء أبنائها وجنودها وشعبها العظيم، هذه الحرب تعتبر ملحمة شعبية بدعم من القوات المسلحة التى هى درع وسيف هذا الوطن، ومازالت نتائج حرب أكتوبر تدرس فى الأكاديميات والمعاهد العسكرية العالمية، ورسالتى للشباب الحالى هى أن الشباب هو الذى قام بحرب أكتوبر عام ١٩٧٣ فى ذلك التوقيت، وهم الآن آباء الشباب الحالي، الذى يجب أن يكون لهم صوت فى معركة البناء والتعمير والاستقرار».