الأحد 30 يونيو 2024

العميد بحرى عثمان فهمى: شفرات العدو كتاب مفتوح

5-10-2017 | 21:07

مهمة كبيرة كانت على عاتق رجال جهاز الاستطلاع اللاسلكى أثناء حرب ٦ أكتوبر المجيدة، فكانت مهمتهم تتلخص فى فك شفرات العدو وكشف تحركاته أثناء الحرب وإبلاغ القيادة المركزية للاستعداد لها وتتبع حركات العدو.. تفاصيل كثيرة عن فك شفرات العدو أثناء الحرب خاصةً أن جميع شفراتهم كانت باللغة العبرية يكشفها لنا العميد بحرى متقاعد عثمان فهمى.

يقول العميد عثمان فهمي: كنت ضابطا بحريا ولكن خدمتى أثناء حرب أكتوبر كانت فى إحد الوحدات التابعة للمخابرات الحربية والاستطلاع وهى من الوحدات التى لها دور كبير جداً فى حرب أكتوبر ومعارك الاستنزاف وكان الفضل لله وللقادة أننا استطعنا كسر شفرة العدو، والقيادة المركزية كانت تريد السيطرة على وحدات البحرية الإسرائيلية سواء وهى داخلة على الموانئ الإسرائيلية أو أثناء تحركها فى البحر بحيث يستطيع أن يحدد موقعه كل ١٠ دقائق ونجحنا فى الاستطلاع اللاسلكى أن نجعل وحدات العدو البحرية كتابا مفتوحا، كذلك الجزء الذى كان يخص القوات البرية كان الجهاز يقوم بتتبع وفك شفراته بكل دقة عن طريق فك شفرات القوات البرية الإسرائيلية قبل وبعد تحركها.

وكان كل من يعمل فى هذا الجهاز على أعلى مستوى من التدريب من التعامل مع أجهزة اللاسلكى المستخدمة فى كسر شفرات العدو سواء البحرية أو البرية عن طريق ترجمتها على خرائط من أمامه ومن ثم تحليلها إلى معلومات يتم إرسالها كمعلومة للقيادة تفيد بأن العدو سوف ينفذ عملية، ومن ثم تستعد القيادة المصرية فى أسرع وقت، وهذا كان عاملا من عوامل النصر فى حرب أكتوبر المجيدة.

وأضاف فهمى: كنا مجموعة معى صف من الضباط والأفراد الأكفاء مدربين على فك الشفرات باللغة العبرية، حيث كان يتم ترجمة الإشارة إلى اللغة العربية وتسليمها إلى المختصين بتحرير المعلومات ونحللها إلى معلومة وإعطائها إلى الوحدات جاهزة دون تعقيدات لتحديد الهدف وتتبعه فى أقرب وقت.

وكل إشارات العدو كانت عبرية ولم تخرج عنها، ونحن كضباط وأفراد كنا على إجادة تامة للغة وإلا لم نكن على قدر المسئولية لأننا فى حرب وأى خطأ كان من الممكن أن يؤدى بنا إلى كارثة خاصةً أن فك شفرات كنا نستدل بها على كل ما يقوم به العدو وقت الحرب، فلم يكن من الممكن أن تقف أمام شفرة واحدة، ولو كانت بين الشفرات كلمة سرية متفق عليها كنا نقوم بفكها فى أسرع وقت،وعلى سبيل المثال وليس الحصر، جهاز الاستطلاع اللاسلكى للقوات البرية أول من اكتشفت السبع دبابات التى عبرت القنال فيما سمى بالثغرة.

وفيما يخصنى كانت مهمتى متابعة الإشارات اللاسلكية للوحدات البحرية للعدو قبل ٦ أكتوبر وبالتحديد فى سبتمبر كان الفضل لله وللزملاء أننا رصدنا تدريبا بحريا إسرائيليا، وبالفعل تم تحليله واستطعنا أن نتعرف على مراحله وأسلوب تنفيذه، وكان بالفعل صورة طبق الأصل لما تم تنفيذه بالفعل فى حرب أكتوبر، وهذه معلومات كانت مسبقة لقواتنا البحرية قبل التنفيذ.

    الاكثر قراءة