الإثنين 27 مايو 2024

اللواء أركان حرب أحمد إبراهيم كامل : «الفردان» أجبرت كسنجر على الاعتراف بالنصر

5-10-2017 | 21:36

 

لدى اللواء أحمد إبراهيم الكثير من الحكايات البطولية عن أر ض معركة التحرير، لكنه اكتفى برواية بعضها وفى مقدمتها قصة البطل جورج حبيب الذى أصر على البقاء فى الميدان رغم إصابته البالغة، وهو يصرخ فى الضباط والجنود.. «لازم نرجع أرضنا».

يقول اللواء أركان حرب، أحمد إبراهيم كامل: إن مهمة الفرقة كانت عبور القناة ليلة السادس من أكتوبر صباح يوم السابع من أكتوبر لكن تم تأجيل العبور نتيجة قيام القوات الإسرائيلية بتدمير بعض الممرات وفى تمام الساعة التاسعة صباح يوم السابع من أكتوبر بدأت الفرقة عملها بالعبور بقيادة جورج حبيب.

يتذكر ضابط الاستطلاع حين ذلك أحمد كامل الغارة الإسرائيلية التى أصابت مدرعة قائد الفرقة جورج حبيب الذى رفض أن يتم إخلاؤه من ساحة المعركة واستمر فى القتال بالرغم من إصابته البالغة وكان يشدد على القوات ضباطا وجنودا بضرورة التمسك بالأرض وإعادتها إلى حضن الوطن فلا بديل عن ذلك فالصمود والعزم والتضحية بالنفس هى أرخص شيء يمكن أن نقدمه للوطن.

اللواء كامل يقول: إن أروع وأصدق مشهد معبر عن الوطنية دون مزايدة أو زيف عبر عنه القائد جورج حبيب الذى بث العزيمة فى عروق كل جندى فى ساحة القتال عندما أصر على الاستمرار فى القتال بالرغم من الإصابة البالغة التى تعرض لها.

واستطاعت القوات المصرية أن تحقق نجاحا باهرا فى تلك المعركة مما أشعل غضب القوات الإسرائيلية والتى حاولت حشد قواتها شرق القناة من أجل محاولة إيقاف تقدم القوات المسلحة المصرية وبدأت فى تنفيذ خطتها المزعومة صباح يومى الثامن والتاسع من أكتوبر.

العيون التى اشتد بريقها تكمل أحداث المعركة لتؤكد تصدى قوات أحد اللواءات بالتعاون مع قوات وعناصر قوات المقذوفات الموجهة واستطاعت تدمير اللواء الإسرائيلى ١٩٠ بقيادة “ عساف يجوري” ومعه المئات من الجنود الإسرائيليين بمنطقة الفردان.

تلك المعركة حملت أبعادا سياسية غير مسبوقة بحسب اللواء أحمد كامل الذى أكد أن وزير الخارجية الأمريكية هنرى كسنجر والذى كان يطالب بوقف القتال وانسحاب القوات المصرية يوم السابع من أكتوبر من شرق القناة فبعد نجاح قواتنا المسلحة فى تدمير اللواء الإسرائيلى وأسر قائده “عساف يجوري” تراجع كسنجر واعترف بعبور القوات المصرية لقناة السويس وأن هناك تحولا استراتيجيا عسكريا لصالح القوات المسلحة المصرية.

ويكمل اللواء أحمد كامل ملحمة ٢٥ يوما من الاستطلاع على قوات العدو داخل العمق بمسافة ٢٠ كيلو مترا حتى وقف إطلاق النار فهذا القائد الجسور كان يسير مع الجنود وهم يحملون الأسلحة وأجهزة الإشارة والمعدات والمؤن ليسيروا على الإقدام مسافة ٢٠ كيلو مترا داخل العمق الإسرائيلى فى ظروف شديدة الصعوبة على أرض تمتاز بالصعود والارتفاع ثم الهبوط والذى يجعل أمر الاختباء والتخفى غاية فى الصعوبة لكن الجنود البواسل استطاعوا النجاح فى المهمات الاستطلاعية التى وكلت لهم فكل مهمة كانت تستغرق أربعة أيام سيرا على الأقدام فى عمق الصحراء من أجل الحصول على معلومات دقيقة حول القدرات العسكرية للعدو فى ميدان المعركة.

البهجة وخفة الدم المصرى لم تغب عن ميدان القتال فاللواء يوم ٢٠ أكتوبر احتفل بعيد ميلاده على دلائل نصر جيشنا العظيم فغنى الجنود واحتفلوا بعيد ميلاد قائدهم على حطام ٢٠ دبابة إسرائيلية تم تحطيمها.